مميزمنوعات

كاتب تركي: محمد الفاتح دافع عن الأرثوذكسية.. ودفع ثمن آيا صوفيا

أكد الكاتب التركي توران قشلاقجي، أن “الجيوش الصليبية (الفرنجة) التي دخلت إسطنبول قبل فتحها على يد المسلمين، مارست أعمال تخريب واسعة في المدينة، وقامت بتوحيد المذهب الأرثوذكسي مع المذهب الكاثوليكي، وربطه بالبابا في روما”.

وأضاف أنه “قد واجه الرافضون لهذا الأمر من أبناء المذهب الأرثوذكسي النفي من إسطنبول”.

كلام قشلاقجي جاء في مقال نشره، الخميس، في موقع “القدس العربي” تحت عنوان “هل كان السلطان محمد الفاتح مسيحياً؟”.

وقال قشلاقجي إن “أول عمل يقوم به الفاتح بعد فتح إسطنبول، هو إحياء الأرثوذكسية، من خلال المساهمة في اختيار وتعيين بطريرك جديد، وأعلن نفسه مدافعًا عن الأرثوذكسية، ليكون بمقدور المسيحية الشرقية، تحت رعاية الإمبراطورية العثمانية، مواصلة وجودها ضد المسيحية الغربية الكاثوليكية”.

وأوضح أنه “تم اختيار جناديوس سكولاريوسْ بطريركاً للأرثوذكس، وحصل على موافقة الفاتح، واستقبله الأخير في مقامه، ومن ثم منحه وثيقة تقضي بأنه محمي من جميع أشكال الهجمات”.

وبيّن أن “الفاتح منح البطريرك درجة الوزير، عبر بروتوكول رسمي ليتمتع بحق المشاركة دائما في الديوان الهمايوني والتعبير عن رأيه هناك”، مضيفا أن “الوثيقة تضمنت أيضا، التزام أن الكنائس الأرثوذكسية لن تتحول إلى مساجد”.

وأشار إلى أنه “لم يدعم الفاتح الأرثوذكس فحسب، بل الدعم كان لليهود والأرمن أيضا، فقد منح اليهود حق امتلاك كنس خاصة بهم، كما امتدح الفاتح الحاخام الأكبر رابي موشيه، وتم اختيار بطريرك للأرمَن يسمى أوفاهيم، وحصل المسيحيون في البلقان على مزايا واسعة”.

وأوضح أنه “لم يكن آيا صوفيا ملكا لأي وقف تابع للبطريركية، أو المسيحيين منذ اليوم الذي بني فيه، وإنما كان الإمبراطور البيزنطي قد أخذه تحت سلطته الخاصة، وعدّه من بين ممتلكاته”، مضيفا أنه “عندما فتح السلطان محمد الفاتح إسطنبول، كان يعلم هذا الأمر، لذلك قام بنقل آيا صوفيا إلى سلطته ودفع ثمنه”.

وتابع “وضع الفاتح جامع آيا صوفيا في خدمة الأمة عبر (وقفية آيا صوفيا) التي كتبها باللغة العربية، وتتألف من عدة صفحات، ويقول فيها باختصار: (لعنة الله ورسوله وملائكته وجميع الناس على كل من يغيّر واحدة من شروط هذا الوقف، أو يسعى لتحويله وإلغائه من خلال ذرائع باطلة ليست سوى تأويلات وخرافات وشائعات فاسدة)”، مشيرا إلى أن “آيا صوفيا الذي تحول إلى جامع، يعدّ رمزا للفتح، ونظرا لأنه بني قبل النبوة فإن المسلمين اعتبروه معبدا للدين الحق”.

وختم قشلاقجي كلامه قائلا “إننا نشاهد الحقيقة مرة أخرى من خلال جميع هذه الأمور المذكورة، لأن الصليبيين كانوا عبر القرون الماضية يقتلون كل من ينتمي لمذهب مسيحي مختلف لا يفكر مثلهم، وكذلك حال المنتمين لليهودية والأديان الأخرى، بينما كان المسلمون يحرصون على حماية جميع المنتمين لمذاهِب أهل الكتاب والأديان الأخرى”.

زر الذهاب إلى الأعلى