أكد رئيس جامعة طرابلس لبنان، البروفيسور رأفت محمد رشيد الميقاتي، أن إعلان آيا صوفيا مسجدا هو قرار تاريخي، وأن “سورتي مريم وآل عمران ستقرآن فيه إلى يوم القيامة بإذن الله”.
وقال الميقاتي في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “آيا صوفيا عادت مسجدا كما كانت قرونا، ولم يتمّ اليوم تحويلها إلى مسجد، وستبقى سورة آل عمران وسورة مريم تقرآن فيه إلى يوم القيامة بإذن الله”.
وأضاف الميقاتي أن “إعلان آيا صوفيا مسجدا ليس كلاما سياسيا عابرا، بل حكم قضائي تاريخي معبّر، الرابح فيه هو الحقيقة وحدها، والخاسر فيه اثنان التعصب اللاديني من جهة، والكراهية الدينية التقليدية عند بعض الغلاة من جهة أخرى”.
وأشار إلى أن “المسجد العظيم الذي تم تحويله إلى متحف عام 1934 بقوة الأمر الواقع لا بقوة الحق، عاد من جديد وبموجب حكم قضائي إلى ما كان عليه- بقوة الدليل والبرهان والوثائق التاريخية القطعية والساطعة – بيتا لله تعالى لا مرتعا للسياحة، وليعود مشرّفا بذكر الله الأكبر، حيث يعلو الأذان مناراته ويسقي القسطنطينية القديمة وأسوارها من رحيق الوحي الإلهي”.
وقال إن “هذا القرار القضائي العادل والصادر عن المحكمة الإدارية العليا في تركيا، وضع حدا نهائيا لتجاوز استعمال السلطة المرتكب منذ عام 1934”.
وأضاف الميقاتي أن “هذا القرار القضائي العادل موجه ضد الانحراف في السلطة، كما أنه موجه ضد تحريف وجهة استعمال بيت العبادة”.
وتابع أن “هذا القرار موجه ضد التطرف في العلمنة وجموحها، الذي اجترأ يوما على منع أكبر بيوت الله تعالى من أن يذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها بتحويل المسجد متحفا، وليس قرارا موجها ضد الكنيسة الشرقية كما يحلو للبعض أن يصور ذلك” .
وختم الميقاتي قائلا “إننا نبارك للجمهورية التركية الشقيقة رئيسا وحكومة وقضاء وشعبا هذا الإنجاز الحقوقي التاريخي، الذي يؤكد للعالم أجمع أن الحق أحق أن يتبع، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن مسجد آيا صوفيا ستقرأ فيه سورة مريم وآل عمران إلى يوم القيامة بإذن الله”.
وأمس الجمعة أصدر القضاء التركي قرارا قضائيا بإعادة آيا صوفيا لأصله كمسجد كما كان منذ فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية.
ولقي القرار تأييدا واسعا في الداخل التركي من أحزاب الموالاة والمعارضة فضلا عن تأييد شعبي واسع ظهرت معالمه على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.
كما أشاد الآلاف من علماء المسلمين حول العالم بهذه الخطوة التاريخية الذي شددوا أنها أعادت حقا مسلوبا من حقوق المسلمين.