العالم الإسلاميمميز

رفض لبناني واسع لكلام السنيورة عن مسجد آيا صوفيا

توالت ردود الفعل الغاضبة والمنددة بتصريحات رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، والتي اعتبر فيها، اليوم الإثنين، أن قرار إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا في إسطنبول “من شأنه أن يسيء لسمعة الإسلام والمسلمين في العالم”.

وكان السنيورة قد علّق على القرار بشأن مسجد آيا صوفيا في بيان على موقعه الرسمي، قائلا “إنّ هذا القرار السياسي التركي، يُضرُّ بالمسلمين وبصورة الإسلام الوسطي المنفتح والمعتدل، الذي يُواجهُ حملةً مشبوهةً في كلِّ العالم لتشويه مقاصده وأهدافه”.

وأضاف “أتمنى على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التروّي وإعادة النظر بهذا القرار الذي يخدمُ المتطرفين، ويُسيءُ لسمعة الإسلام والمسلمين في العالم”.

ولاقت تصريحات السنيورة ردود فعل غاضبة وانتقادات واسعة من قبل الشارع اللبناني، مذكّرين إياه بـ”مواقفه المتخاذلة والمتقاعسة أثناء قيامه بمنصبه في رئاسة الحكومة اللبنانية”.

الدكتور المحامي طارق شندب، علق في تغريدة على “تويتر” على تصريحات السنيورة، قائلا “حبذا لو رفع الرئيس فؤاد السنيورة الصوت عن ما حصل في مساجد في بيروت عندما اجتاحتها ميليشيات الاٍرهاب الصفوي عام 2008، يوم كان رئيسا للحكومة كما يرفع الصوت الآن عن قضية التحويل التي حدثت في مسجد آيا صوفيا”.

وأضاف “موقف الرئيس فؤاد السنيورة من اعادة فتح مسجد آيا صوفيا هو موقف سياسي مثل موقفه في بيروت أثناء أحداث ٧ أيار 2008 وما تلاها، مواقف هوائية وبدون أهمية، كما أن مواقفك الوطنية وأنت رئيس حكومة منعت ميليشيا حزب الله الإرهابية من قتل 65 بيروتي ولم تحرك ساكناً ولم تجرء على التقدم بشكوى”.

من جانبه، كتب الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي، كتابا مفتوحا للسنيورة، قال فيه “في غمرة الكوارث بكل أنواعها في لبنان، اطلعنا اليوم على ما أبديتموه من استغراب شديد للقرار الذي أعلنت عنه الدولة التركية من تحويل أياصوفيا إلى مسجد، معتبرين هذا القرار مضرا بالمسلمين وبصورة الاسلام الوسطي المنفتح والمعتدل .. وأن هذا القرار يغذي التطرف ويثير النعرات، وأن المسلمين أحوج ما يكونون الآن للحفاظ على المسجد الأقصى”.

وتابع الميقاتي “وإننا نجد من واجبنا بيان ما يلي:

أولا: إن القرار الذي انتقدتوه هو قرار قضائي بامتياز صادر عن المحكمة الإدارية العليا في تركيا وليس قرارا سياسيا .

ثانيا: إن أيا صوفيا لم يجر تحويلها إلى مسجد ، بل إن المسجد جرى الاعتداء عليه عقودا من الزمن وتم تحويله إلى متحف ، فلماذا التعجب من وضع حد للعدوان بدلا من إدانة العدوان نفسه ؟!!.

ثالثا: إننا نتساءل هل إن إعادة الحق إلى نصابه من شأنها إلحاق الضرر بالمسلمين ؟ إن التسليم بهذا المنطق يفضي إلى تضييع حقوق المسلمين في العالم واستباحة مقدساتهم المعتدى عليها وفي طليعتها المسجد الأقصى المبارك الذي ذكرتموه، باعتبار أن استعادته قد تلحق الضرر بهم أيضا !!وتؤلب العالم ضدهم ، وشتان شتان بين المنطقين .

رابعا: إن (الإسلام الوسطي المنفتح والمعتدل) هو في الحقيقة الإسلام الذي يعطي كل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط ، فهل تقبل يا دولة الرئيس ببقاء تحويل وتحوير بيت الله متحفا بالقوة عقودا إضافية بزعم الحفاظ على الانفتاح ؟!؟ ألست تفرّق بين الانفتاح وبين الاجتياح؟!

خامسا: أما الزعم بأن هذا القرار التركي يغذي التطرف ويثير النعرات الطائفية ويعيد وضع الإسلام في مواجهة الغرب المسيحي ويزيد من إشعال مقولة صراع الحضارات التي أججها اليمين المتطرف ، فهذا إقرار صريح منكم بوجود تطرف عند فريق معروف من غير المسلمين ، ولا أحسب أن مواجهة ذاك التطرف اليميني والعلماني المعتدي على المسجد عقودا والمناهض للحق والقضاء والمنطق يعد تطرفا!! بل إن ترك التصدي لهذا التطرف هو الذي يولّد التطرف والمزايدات الغريبة عن ديننا الحنيف، وهو الذي يبرر للبعض إنشاء تنظيمات متطرفة بزعم أن غيرها سكت عن الحق وتخاذل عن حفظه ونصرته، وأنها المخولة بالقيام بهذه المهمة!!

سادسا: أما قولكم إن المسلمين بحاجة لاستعادة ميثاق المدينة الذي أرساه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه الخلفاء الراشدون وأكدته العهدة العمرية بشأن حماية كنيسة القيامة وسائر معابد الديانات الأخرى، فهذه خطوة تاريخية منكم للدعوة إلى دولة العدل والوحي الإلهي، مع التذكير بالفارق الكبير بين ميثاق المدينة والعهدة العمرية حيث الصلح مع غير المسلمين من جهة، وبين فتح القسطنطينية حيث لا عهد مطلقا مع المحاربين من جهة أخرى.

سابعا: إن الحق أحق أن يتبع، ومن العجب أن نراكم في صفوف المستنكرين لإحقاق الحق، ويعز علينا أن يصب كلامكم في نصرة الروس وأشياعهم ومرجعيتهم الدينية وهم الذين دمروا بأسلحتهم ألوف المساجد الأثرية والمعاصرة في سوريا والبلقان والقوقاز ثم أتوا اليوم للتباكي على المعابد القديمة لمجرد عمرانها لا هدمها بل عودتها إلى تقديس الله تعالى مع التذكير بإعلان بطركهم الحرب المقدسة في سوريا؟؟!!
كما يعز علينا أن تساندوا بكلامكم احتجاجات الإدارة الأمريكية التي دمرت ألوف المساجد في العراق الذبيح باسم اليمين المتطرف الذي حذرتم منه ثم جاءت للتباكي على استعادة المسلمين بيت الله المعتدى عليه!!

وختاما، قال الميقاتي “وكما طلبتم من الرئيس التركي التروي وإعادة النظر في القرار، فإننا نطلب من دولتكم التروي والرجوع عما أدليتم به، حرصا عليكم في الدنيا والآخرة وبعيدا عن كل الحسابات السياسية الدولية والاقليمية، فعودة أيا صوفيا مسجدا بقوة الحق والبرهان والعدل، أمر يستدعي الإنصاف والتهنئة لا الاستنكار والاستهجان!!”.

من جهته، عبّر وليد على “تويتر” عن سخريته من موقف السنيورة، قائلا “فؤاد السنيورة عم يتزلف لبراميل الريالات والدراهم”.

أما جيهان منيمنة، فقالت في منشور على “فيسبوك” “سأخبر فؤاد السنيورة بشيء، بدل ما تكحلها عميتها معاليك! وعن الإسلام الوسطي المنفتح ما تحكي، لأنه على حد زعمك سيكون فتح مكة إرهاب ولازم حضرتك تعلّم الرسول وأصحابه كيف بيكون الإسلام الوسطي المنفتح!”.

وتابعت “واضح أنه لديك مشكلة بالمصطلحات، وياريت لما كان لقبك فعليا (معالي) عملت ربع ما عمله رئيس تركيا لبلده!”.

أما بلال أبو ياسين، فشارك رسما بيانيا على “تويتر” لمساجد حولت إلى كنائس في أوروبا، وأضاف “معك خبر يا دولة الرئيس فؤاد السنيورة الاعتدال المسيحي شو عامل، قبل ما تتحفنا برأيك باستعادة آيا صوفيا لوضعها الطبيعي، حبيبي فكّر بمشكلة لبنان وحل عن تركيا”.

تجدر الإشارة إلى أن السنيورة متهم بقضايا فساد مالي خلال توليه رئاسة الحكومة في لبنان، إضافة إلى تهم بالإنفاق، من دون مستندات قانونية، وإهدار هبات ومساعدات إلى الحكومة اللبنانية، فيما رفض في أكثر من مرة المثول أمام النائب العام، للإفادة بشأن ملفات فساد، إبان توليه منصبه ما بين عامي 2006 – 2008.

ويوم الجمعة الماضي، أصدر القضاء التركي قرارا قضائيا بإعادة آيا صوفيا لأصله كمسجد كما كان منذ فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية.

ولقي القرار تأييدا واسعا في الداخل التركي من أحزاب الموالاة والمعارضة فضلا عن تأييد شعبي واسع ظهرت معالمه على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.

كما أشاد الآلاف من علماء المسلمين حول العالم بهذه الخطوة التاريخية الذي شددوا أنها أعادت حقا مسلوبا من حقوق المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى