سياسةمقابلاتمميز

“تركيا تعطش العراق”.. حقيقة الرواية من مصدر خاص تحدث لـ”وكالة أنباء تركيا”

كشف مصدر خاص، أن أزمة المياه التي يعاني منها العراق هي بسبب ضعف البنية التحتية فيه والتي تمنعه من إدارة واستثمار الموارد المائية بشكل أفضل، مؤكدا في الوقت نفسه إلى أن تركيا تسعى للتعاون مع العراق وتقديم يد المساعدة له في هذا المجال، وذلك من خلال تعهد تركيا بتقديم 5 مليارات دولار كاستثمارات تنموية قد خُصص قسم كبير منها للمساهمة في دعم العراق لتأمين وإدارة موارده المائية بشكل أمثل.

وقال المصدر في حديث لـ”وكالة أنباء تركيا”، اليوم الإثنين، مفصلا عدم ذكر اسمه، إن “مشكلة المياه في العراق تظهر كل صيف، فتركيا ليس لديها مشكلة مع توزيع حصص المياه، إلا أن المشكلة تتعلق بالعراق الذي لا يستطيع إدارة موارده المائية بشكل جيد”.

وأضاف أن “العراق لا يقوم بالمشاريع اللازمة لتطوير وإدارة الموارد المائية، فيوجد اعتبارات كثيرة تتعلق بالبنية التحتية والتي من شأنها أن تؤمن تخزين المياه عندما تكون متوفرة، والاستفادة من هذه المياه المخزنة في أوقات الجفاف”، مشيرا إلى أن “العراق بلد يملك أراض غنية بالموارد، لكن تنقصه أنظمة استجرار وتوفير مياه الري”.

وأوضح “عند مقارنة العراق بتركيا، نجد أن تركيا تملك نظام ري حديث مكون بنسبة تصل إلى 95% من أنابيب خرسانية تساعد على إدارة وتوفير المياه خاصة في فصل الشتاء، بينما لا يملك العراق نحو 5% من هذا النظام”، لافتا إلى أنه “ولهذا السبب يوجد إسراف كبير بالمياه في العراق سواء في نظام الري أو في المنازل والأعمال الصناعية”.

وتابع المصدر أن “العراق حتى الآن لا يقوم بصرف فواتير المياه على عكس تركيا، فيجب على العراق الذي يعاني من مشكلة بالغة الحجم في المياه أن يقوم أولا بتنظيم فواتير على المياه التي يتم استخدامها، وبما أنه لم يقم بالاستثمار في مجال المياه والري فسيكون ذلك صعبا”.

وأرفد “في الفترة الأخيرة عملت تركيا على التعاون في هذا المجال وقامت ببناء سد إليسو، وهو سد هيدروليكي وليس سداً يحجز المياه من أجل الري، بل فقط من أجل الاستفادة منها في إنتاج الطاقة الكهربائية”.

واستكمل “لقد بدأنا ببناء السد منذ عام 2018، وكان من المخطط ملؤه خلال أول عام من إنشاءه، لكن بسبب الجفاف الذي حصل في كل من العراق وتركيا، لم نقم بملئه، وذلك بناء على تعليمات الرئيس أردوغان من أجل أن لا يتم الإضرار بالعراق”.

واستطرد “قمنا بتعبئة سد إليسو على 3 مراحل، ولم يشكل هذا أية كلفة أو ضرر على العراق، لكن بسبب إدارة مواردنا المائية بشكل جيد لم نشعر بالجفاف كما حصل في العراق”، مضيفا أنه “لو نظرنا إلى العراق سوف نرى أنه حصل فيه العديد من السيول التي أدت لكوارث بسبب ضعف بنيته التحتية”.

ولفت المصدر إلى أن “مسألة بناء السدود في تركيا يمكن النظر إليها من زاوية أخرى، فيمكن للعراق أن يستفيد من مياهنا الفائضة عندما تحل فيه أزمة مياه أو جفاف كما سبق وفعلنا في عام 2018 عندما ضخيّنا المياه من سد أتاتورك إليه”.

وعن الأحاديث حول مسؤولية تركيا في تسبب الأزمة المائية في العراق، قال المصدر “في الفترة الأخيرة، زاد الحديث عن الموضوع بسبب التدخلات السياسية في العراق منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة، لكن تركيا تنظر بعين التعاون والتفاهم مع العراق، خاصة في موضوع تقسيم المياه، وذلك في إطار تعليمات الرئيس أردوغان”، مشيرا إلى أنه “أردوغان كان قد عيّن مبعوثا خاصا للتفاهم حول موضوع تقسيم المياه بين البلدين”.

وشدد “نحن عام 2018 من خلال مشاركتنا في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار العراق الذي جرى في الكويت، تعهدنا بتقديم أكبر استثمارات تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار من أجل المشاركة في إعادة الإعمار، الأمر الذي لم تفعله دول مثل السعودية والإمارات وقطر”.

وختم المصدر كلامه بالقول “العراق ليس بلد فقير، لكنه لا يستثمر موارده بشكل جيد، وتركيا لم تقم باستثمار تعهداتها للتدخل في شؤون العراق على الإطلاق كما فعلت بعض الدول”.

وأضاف “سنعمل على تطوير نظام الري في العراق من خلال استثمار جزء من هذه الـ 5 مليارات”، مؤكدا أن “هذا الموضوع مهم جدا لتركيا، وتركيا تسعى دوما لتعزيز وتنمية علاقاتها وتعاونها مع العراق”.

ويرى مراقبون أن الحكومات العراقية المتعاقبة هي المسؤولة عن أزمة شح المياه في العراق، نظراً لتفاقم أزماتها الداخلية، والتي أدت إلى سوء إدارة الموارد المائية، وحال دون اتخاذ العراق للتدابير اللازمة لتلافي هذه الأزمات.

و”إليسو” هو أول سد يدخل الخدمة ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول المائي المعروف باسم “غاب” (GAP)، والذي يشمل إقامة 22 سدا، بينها 14 سدا على الفرات و8 سدود على دجلة، فضلا عن عشرات من محطات توليد الطاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى