أقيمت، اليوم الجمعة، أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفية الكبير الشريف، بعد 86 عاما من تحويله لمتحف، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من الشخصيات الدينية والمسؤولين الأتراك.
واعتلى منبر المسجد رئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، وهو يحمل بيده اليسرى سيفا في رمزية ودلالة عظيمة، تيمنا بالسلطان محمد الفاتح.
وقال أرباش، في خطبة الجمعة، إن “حضارتنا الإسلامية تتمحور حول المسجد، فمساجدنا هي مصدر وحدتنا وقوتنا وعلمنا، ويمثل إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا مجددا أملا لكل المساجد المضطهدة في العالم وخاصة المسجد الأقصى”.
وأضاف “آيا صوفيا هو أمانة محمد الفاتح لنا ليكون مسجدا تقام فيه الصلوات حتى يوم القيامة”، مؤكدا أن “المسجد ستكون أبوابه مفتوحة للجميع، مثل بقية المساجد، بدون استثناء أو تمييز”.
وأقيمت الصلاة بحضور الرئيس أردوغان الذي قرأ سورة الفاتحة وأول 6 آيات من سورة البقرة، فيما صلى رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش بالناس في نهاية الخطبة.
واعتلى أرباش منبر مسجد آيا صوفيا الكبير وهو يحمل بيده اليسرى سيفا، في دلالة رمزية وتقليد مهيب للسلطان محمد الفاتح، الذي كان يخطب بالناس أثناء صلاة الجمعة حاملا بيده سيفا في رسالة تبث الخوف في قلوب الأعداء، والسلام في نفوس العالم أجمع.
ويمثل حمل السيف باليد اليسرى رسالة سلام للعالم، إذ كلما حُمِل السيف في تقاليد “خطبة السيف” باليد اليسرى مثّل ذلك رسالة سلام للعالم وإخافة للأعداء، وإلى جانب ذلك تم وضع لافتتين خضراوتي اللون على المنبر كرمز للفتح، و3 سيوف على شكل أهلّة.
ويذكر أنه توجه الآلاف من سكان مدينة إسطنبول، إضافة إلى المواطنيين الأتراك القادمين من مختلف الولايات التركية وأبناء الجاليات العربية والأجنبية في تركيا، للمشاركة بأول صلاة جمعة في المسجد الشريف، حيث بدأوا بالتجمع في ساحاته بانتظار أول صلاة داخله منذ مساء يوم أمس الخميس.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قام بجولة تفقدية للمسجد مع عدد كبير من المسؤولين، من أبرزهم فؤاد أوقطاي، وتأكد من الاستعدادات والتجهيزات لافتتاحه أمام المصلين مع أول صلاة جمعة تقام اليوم.
وفي إشارة لافتتاحه للعبادة، نشر الموقع الرسمي لمسجد آية صوفية الكبير الشريف على “تويتر”، أول تغريدة له، وهي عبارة عن البسملة باللغة العربية “بسم الله الرحمن الرحيم”.
من جانبه، قال والي إسطنبول، علي يرلي قايا، إن “الاستعدادات لإقامة أول صلاة جمعة في أيا صوفيا اليوم جارية على قدم وساق”، مضيفا أنه “في إطار التدابير الوقائية من (كورونا)، تم تحديد 5 أماكن مفتوحة لاستقبال المشاركين في الصلاة”.
ويوم الجمعة 10 تموز/يوليو الجاري، أصدر القضاء التركي قرارا قضائيا بإعادة آيا صوفيا لأصله كمسجد كما كان منذ فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية.
ولقي القرار تأييدا واسعا في الداخل التركي من أحزاب الموالاة والمعارضة فضلا عن تأييد شعبي واسع ظهرت معالمه على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.
كما أشاد الآلاف من علماء المسلمين حول العالم بهذه الخطوة التاريخية الذي شددوا أنها أعادت حقا مسلوبا من حقوق المسلمين.