اقتصادالإستثمار في تركياتقاريرفيديومميز

“التجارة الإلكترونية” في تركيا.. نجاحات متلاحقة تخدم الاقتصاد والمجتمع (تقرير)

تحولات مهمة ومتسارعة في عالم التجارة والاقتصاد تحسب لتركيا، في ظل النجاحات التي حققتها وخاصة على صعيد “التجارة الإلكترونية”، على الرغم من أزمة ومحنة “كورونا” التي استطاعت استثمارها لصالحها، فلفتت بذلك أنظار التجار والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال حتى عن طريق الـ”أون لاين”.

ومنذ عام 2019 تولي تركيا أهمية كبيرة للتسويق والتجارة عن طريق الإنترنت أو “إلكترونيا”، لكن هذا الاهتمام بات متزايدا بعد توقف الاقتصادات في مختلف دول العالم، وباتت الوسيلة الوحيدة لوصول المنتج هي الـ”أون لاين”، فكانت تركيا السباقة في هذا المجال لكسب الثقة الملايين، وتحقيق ارتفاع ملحوظ في مجال “التجارة الإلكترونية”.

وفي هذا السياق كانت وزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان قد قالت في تصريحات سابقة العام الجاري، إن “حجم التجارة الإلكترونية خلال الأشهر الـ 5 الأولى من 2020، وخلال أزمة (كورونا)، شهد ارتفاعا بنسبة 48 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، ووصلت إلى  63.3 مليار ليرة تركية”.

ومنذ أزمة “كورونا” استنفرت كافة المؤسسات التركية الاقتصادية والتجارية والسياحية والطبية وحتى السياسية، من أجل الوقوف بوجه الأزمة وخلق الفرص والنجاحات وإيجاد الخطط البديلة التي تبقيها على طريق التقدم والازدهار، وكان لها ذلك من خلال المنصات الإلكترونية والتسويق الإلكتروني، والوصول والتنسيق مع كافة دول العالم “إفتراضيا”، وهذا الأمر كان كفيلا بتشجيع التجار والمستثمرين حتى للعمل عن بعد وعن طريق الإنترنت، فحققوا النجاحات أيضا، وفق ما رأى مراقبون.

وفي هذا الصدد قال الاستشاري في مجال التسويق والتجارة الإلكترونية، الدكتور صادق الوادعي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المجتمع التجاري التركي غني بالفرص ومجتمع وليد بالفرص العظيمة، الذي يستطيع أي شخص لديه إمكانية وموهبة وقدرة مالية أن ينجح فيه بشدة”.

وتابع الوادعي الذي يعمل في هذا المجال منذ 15 عاما، قائلا إنه “مع وجود التجارة الإلكترونية والتي نسميها (اليد الناعمة للتجارة) وهي الـ(أون لاين)، فتركيا باتت موجودة في كل بيت سواء في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا، وباتت اليوم تمثل عاملا رئيسيا لتحريك الاقتصاد، وعاملا رئيسيا لتنمية التصدير وتحقيق الازدهار والنماء داخل تركيا، وبالتالي الإنترنت حَمل هذا المنتج التركي وأصبح السفير لهذا المنتج ولهذه المعاني العظيمة في كل بيت حول العالم”.

وتأكيدا على أهمية “التجارة الإلكترونية” بالنسبة لتركيا، أعلنت وزيرة التجارة التركية عن إطلاق منصة رقمية بهدف تطوير سياسات فاعلة حول التجارة الإلكترونية في البلاد، وقالت في هذا الجانب إن “جميع البيانات والتحليلات الخاصة بهذه التجارة، ستكون متاحة في النظام المذكور”.

وتسعى تركيا أيضا من خلال منصات “التجارة الإلكترونية” لتقديم كافة الاستشارات والمعلومات اللازمة لمختلف المستثمرين من مختلف الجنسيات، وفي هذا الصدد أعلنت في أذار/مارس الماضي، عن إطلاق أكاديمية افتراضية لنشر الثقافة التجارية.

وفي هذا الجانب أشاد الوادعي، الذي يدير أيضا شركة “Knawat” للتجارة الإلكترونية، بـ”المجتمع التجاري التركي، الذي يمكن وصفه أنه مجتمع رائع مبني على قوانين وقواعد تعامل واضحة قد لا تجده في أي مكان آخر حول العالم، وخاصة قواعد الشرف وقواعد التعامل الأخلاقي بين التجار، فكثير جدا من المعاملات التجارية الموجودة في المجتمع التجاري مبنية على الوعد ومبنية على الكلمة التجارية، ومبنية على الحفاظ على السمعة التجارية”.

وأضاف الوادعي أن “التجارة الالكترونية ليست حديثة كثيرا في تركيا، فالأرفام والإحصائيات التي ظهرت عاما بعد عام تشير إلى أن هناك نموا أكثر يصل من 200 لـ 300%، وقد يعود ذلك إلى أن المجتمع التركي بطبيعته متعلم وجامعي ومثقف ومنفتح على الأسواق الأوروبية والأمريكية، وعامل آخر يعود ضخامة الدولة، خصوصا أنه مجتمع يعمل من ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، يضاف إلى ذلك القوانين والتشريعات التركية،حيث لا يكاد يمر شهر دون وجود قوانين أو دعم”.

ومع توجه تركيا لتفعيل “التكنولوجيا” لخدمتها وخدمة المستثمرين والتجار على أراضيها، وفق ما يرى مراقبون، فإنها على موعد في قادمات الأيام مع دول عربية وغربية ربما ستطرق أبوابها لتفعيل اتفاقيات “التجارة الإلكترونية” معها، وتحقيق الفرص الاستثمارية والتجارية والاقتصادية الكبرى أيضا.

يشار إلى أن ماليزيا كانت من الدول السباقة لتفعيل اتفاقيات “التجارة الإلكترونية” بينها وبين تركيا، وقد ناقش بالفعل رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تموز/يوليو 2019، تفعيل تلك الاتفاقيات.

زر الذهاب إلى الأعلى