مقابلاتمميز

كاتب تركي: خياران فقط أمام محمد بن سلمان.. وماذا لو لم يعاد تركيا؟!

قال الكاتب والباحث السياسي التركي أيوب صاغجان، اليوم الأحد، إن أمام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “خيران لا ثالث لهما”، موجهة للأمير السعودي سؤالا حول علاقته مع تركيا “الدولة القوية في الإقليم والعالم”.

وقال صاغجان في حديث لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “الاحتمال الأكبر والتوقع الأرجح أن الأمر بالنسبة لمحمد بن سلمان في السعودية، لا يخرج من إحدى خطين أساسيين”.

وأوضح أن “الخط الأول هو أن يفشل بالسيطرة الكلية على أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية، وبالتالي يستمر بتلقي المساعدة والدعم الخارجيين عن طريق محمد بن زايد، وكل هذا كي يستمر بالحكم”.

أما الخط الثاني، حسب صاغجان، فهو “أن يستطيع التحكم بالوضع الداخلي ويثَبَّت حكمه بعد والده ويسعى إلى مصالحة مع أولاد عمه، أو تسويةٍ ما.. وهنا سيُظهر للمنطقه قوته كموجه للسياسة في المنطقه وليس تابع هنا أو هناك”.

ورأى الكاتب التركي أنه “إذا فشل محمد بن سلمان بالسير على الخط الثاني فهذا سيؤدي إلى تمزيق المنطقة وتقسيم الجزيرة العربيه بما فيها السعودية من جديد”.

أيوب صاغجان
YAZAR EYÜP SAĞCAN

وتابع “إذا عدنا للنقطة الأولى فإن السبب الأساسي في تغيير سياسة محمد بن سلمان داخل الدولة هو التدخل السافر للإمارات في المملكة العربية السعودية.. وكلنا يعلم أن هذه الأزمة تركت فوضى سياسية وعدم استقرار ملحوظ داخل الممكلة، وبشكل خفي داخل الدول الخليجية الأخرى”.

وشدد أن “هناك أطرافا سعودية تحمّل أبوظبي مسؤولية التوتر القائم داخل العائلة المالكة في السعودية، وكلنا نذكر يوم نشر حمد المزروعي المقرب من جهاز الأمن الإماراتي، تغريدة مقتضبة قال فيها (كش ملك) حيث جاءت بعيد حملة اعتقالات طالت الرموز الحقيقية لآل سعود ومراكز الثقل في السعودية”.

وأشار صاغجان إلى أنه “يومها أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن محمد بن سلمان اعتقل عمه أحمد بن عبد العزيز، وهو عضو هيئة البيعة، ومحمد بن نايف، وعشرات آخرين من الأمراء وكبار الضباط العسكريين والأمنيين، بزعم تدبير انقلاب”.

ورأى أن “هذه الصورة تؤكد أن محمد بن سلمان ألعوبة بيد محمد بن زايد، يلعب بها كيفما يشاء.. ولكنا نعلم أنه يوم زار محمد بن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية، كان الإماراتيون هم من ينظمون له الزيارة وجدول أعمالها وليس السعوديون!”.

وتابع “حتى الحرب التي يشنها محمد بن سلمان على اليمن وشعبه، الإمارات هي من حرضت عليها ووجهت بها، وزرعت الفتن بين السعودية واليمن.. وكذلك قضية الصحافي جمال خاشقجي، كان للإمارات الدور الكبير بإيقاع محمد بن سلمان في هذه القضية التي لم يُحَل لغزها حتى الآن ولم يحاسب مرتكبوها”.

وأشار صاغجان إلى أنه “في حال بقي محمد بن سلمان تابعا لمحمد بن زايد والإمارات، فإن الفشل سيكون حليفه والتقسيم سيكون مصير السعودية، والشتات سيكون مصير آل سعود.. وهذا الأمر لا يرضي بالتأكيد الشعب السعودي غير الراضي عن سياسات محمد بن سلمان وخاصة تجاه الإسلام والمسلمين”.

وحول الخط الثاني، قال صاغجان “أما عن النقطة الثانية، فعلى الأمير محمد بن سلمان أن يعيد النظر بعلاقته مع أفراد العائلة الحاكمة في السعودية، كأن يسعى إلى مصالحة أولاد عمه وإجراء تسوية معهم وحتى مع كبار المسؤولين الذين أطاح بهم بحجة أنهم يقومون بحركة انقلابية عليه.. فإن هو أعاد النظر بهذه العلاقات وأصلحها وعلا صوته بوجه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ووقف صفا واحدا مع أشقائه من الدول العربية والإسلامية، وأخرج المعتقلين من العلماء والمشايخ، فربما ينصلح الحال ويعود زمام الأمر بيده ويصبح البوصلة التي تتوجه فقط لمواجهة أعداء الإسلام”.

وتساءل ضاغجان قائلا “ماذا لو أصلح محمد بن سلمان علاقاته مع تركيا الدولة القوية في الإقليم والعالم؟! تركيا التي تقف بوجه مشروع صفقة القرن، وتقف إلى جانب الشعوب في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وغيرها، وتستضيف مئات آلاف اللاجئين على أراضيها بكل محبة ورحابة صدر.. ماذا لو فعل ذلك محمد بن سلمان؟!”.

وختم “بكل تأكيد لكان حاله أفضل بكثير ولكانت سمعته أفضل بكثير، ولكانت خبرته أفضل بكثير، ولكانت دولته أفضل بكثير!”.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى