
مؤسسة صحية: تركيا وجهة هامة للراغبين بـ”السياحة العلاجية”
ريهابترك للرعاية الصحية في إسطنبول
تطورات إيجابية ونجاححات متسارعة تحققها تركيا على مختلف الأصعدة، تنعكس بدورها على قطاع هام وهو السياحة التي توليها الحكومة التركية اهتماما كبيرا، رغبة منها بأن تكون تركيا الوجهة السياحية المفضلة لدى العرب والأجانب في آن معا، وهذا ما أكده استطلاع رأي أجرته مؤسسة ريهابترك للرعاية الصحية في ولاية إسطنبول.
ورغم أزمة “كورونا” التي أثرت على مختلف دول العالم، إلا أن ما يجري في تركيا على عكس كثير من التوقعات، خاصة وأن قطاع السياحة بدأ بالانتعاش منذ حزيران/يونيو الماضي، وسط توقعات بأن يستمر الانتعاش حتى نهاية عام 2020، الأمر الذي ترك أثرا إيجابيا في نفوس الراغبين بالتوجه نحو تركيا سواء للسياحة الترفيهية أو حتى العلاجية.
وفي هذا الصدد، قال مدير مؤسسة ريهابترك للرعاية الصحية، عبد الكريم معرستاوي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “من المعروف أن نمو أو انخفاض مؤشرات السياحة العلاجية يتبع جزئيا قطاع السياحة الترفيهية”.
وأضاف معرستاوي أنه “بالنظر إلى أرقام وزارة السياحة التركية عن عدد الواصلين إلى تركيا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، نجد تحسنا ملحوظا عن شهر أيار/مايو الماضي، إذ وصل العدد إلى قرابة مليون زائر في حزيران مقارنة بحوالي 213 ألف سائح في أيار، وإذا استمرت هذه النسبة بالتصاعد بنفس الوتيرة ربما نشهد انتعاشا سريعا لقطاع السياحة والسياحة العلاجية”.
وفي 24 آب/أغسطس الماضي، أكد نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، نادر ألب أصلان، أن “تركيا شهدت منذ بداية حزيران/يونيو الماضي، انتعاشا في السياحة، بفضل برنامج شهادة السياحة الآمنة”.
وأضاف معرستاوي أن “تركيا تأتي في المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد السياح، حيث يزورها سنويا أكثر من 50 مليون سائح”.
وتحتل تركيا مكانة كبيرة وهامة لدى الراغبين بالتوجه إليها لإجراء برامج “السياحة العلاجية“، خاصة وأن تركيا تولي هذا الجانب من قطاعها السياحي أهمية ملحوظة إضافة لاهتمامها بباقي القطاعات، ومن أجل ذلك كان من ضمن أهدافها خلال أزمة “كورونا”، هو التغلب على تلك الأزمة وعدم تأثر “السياحة العلاجية” بها، وبالفعل كان لتركيا ما سعت إليه وباتت تصنف ضمن الدول الآمنة بالنسبة لفيروس “كورونا” بشهادة دول عدة.
وفي هذا الجانب، أوضح معرستاوي أنه “فيما يخص السياحة العلاجية في تركيا، تقوم مؤسسة ريهابترك للرعاية الصحية، باستطلاع أراء المرضى عبر الهاتف عن خياراتهم بخصوص السفر للعلاج، واستنتجنا من هذا الاستطلاع أن المرضى يفضلون السفر إلى دول قريبة من أجل تقليل مسافة السفر للعلاج”.
وأضاف أنه “تبين لنا أيضا أن كثيرا منهم لازالت لديه الرغبة بالسفر للعلاج، وبالوقت نفسه يفكرون بإلغاء برامجهم الترفيهية خلال العلاج”.
وأشار معرستاوي إلى أن “معظم مرضى عمليات التجميل وعلاج الأسنان والاستشفاء في المنتجعات الصحية، يفضلون التريث بضعة شهور إضافية مع بقاء خططهم للسفر على عكس المرضى الآخرين الذين سيختارون الوجهات التي أثبتت كفائتها بإدارة أزمة (كورونا)، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى مقدم الرعاية الصحية”.
وكان كثير من المحللين الاقتصاديين والمهتمين بالشأن التركي إضافة للمهتمين بقطاع السياحة، أكدوا أن تركيا ستقبل “المحنة إلى منحة”، وبالفعل وحسب ما أشاروا إليه فإن تركيا بقيت الجاذب الأكبر للسياح كونها حققت ما عجزت عنه العديد من الدول خلال مرحلة “كورونا”، منذ آذار/مارس الماضي.
وأضاف معرستاوي أنه “في سؤال وجه للمرضى عن الوجهات المفضلة لديهم، كانت تركيا وألمانيا في المقدمة، في حين استبعد الجميع السفر إلى دول أخرى كالهند وتايلند، وهذا تغيير كبير في خيارات المرضى عن ما هو قبل أزمة (كورونا)”.
وتابع قائلا إنه “نتيجة لهذا الاستطلاع نجد وعلى الرغم من أن الازمة لم تنتهي بعد، أن لتركيا فرصة بجذب أعداد لا بأس بها من الزوار بغرض العلاج”.
وفيما يتعلق بعمل المراكز والمؤسسات المهتمة بقطاع “السياحة العلاجية” واستعدادها لتقديم الأفضل للسياح، قال معرستاوي إنه “على صعيد عمل مؤسستتنا وبالرغم من التراجع في عدد المرضى إلا أن الأعداد جيدة نسبيا، إذ انخفض عدد المرضى بشهر أيلول/سبتمبر الماضي إلى النصف تقريبا عن شهر أيلول/سبتمبر من العام 2019 (بسبب كورونا)”.
وتابع معرستاوي قائلا “لكن بالنظر إلى نسبة الانخفاض في عدد الزوار إلى تركيا وهي 85% لنفس الفترة، سنجد أننا حققنا أرقاما تدعو للتفاؤل، ومما يعزز النتيجة التي ذكرناها هو أن عدد المسافرين لغرض العلاج إلى تركيا لم ينخفض بنفس نسبة المسافرين لأغراض السياحة الترفيهية”.
يشار إلى أن وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي، أكد في 25 حزيران/يونيو الماضي، أن هدف تركيا للعام 2023 هو استقبال 75 مليون سائح، مشيرا إلى أنه تم إرسال خطابات إلى 100 دولة حول البنية التحتية الصحية للمناطق السياحية.
وفي وقت سابق من الشهر ذاته أيضا، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن برنامج شهادة السياحة الآمنة سينظم بالتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والمواصلات والصحة، وممثلي قطاع السياحة في البلاد، وأن البرنامج يعتمد على 4 ركائز أساسية، هي صحة وسلامة المسافر، وصحة وسلامة العامل، والتدابير المتخذة في المنشآت، والتدابير المتخذة في وسائط النقل، وكل ذلك يؤكد ويدل على أهمية القطاع السياحي بالنسبة لتركيا.