سياسةمميز

فلتصحح السعودية أخطاءها قبل السعي لتحسين علاقتها مع تركيا

إن تحسّن العلاقات بين تركيا والسعودية مشروط بتصحيح الأخيرة لأخطائها التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة في سوريا واليمن ومصر، وكذلك التراجع عن دعم عملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وحينها ستجد السعودية تركيا إلى جانبها بكل قوتها.

نعم نتحدث اليوم عن مستقبل العلاقات التركية السعودية، وذلك عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس الجمعة، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

على الرغم من الاتصال الهاتفي الذي أجراه ملك السعودية مع الرئيس أردوغان من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، لكن هذا الموضوع ليس سهلاً أبداً، ومشروط بتصحيح الإدارة السعودية لأخطائها التي ارتكبتها في المنطقة.

هنا نسأل عن مدى إمكانية فعل السعودية لذلك.. هل ستحاسب السعودية قتلة جمال خاشقجي، هل ستقوم بمسآلة ولي العهد محمد بن سلمان وتقدمه للمحاكمة؟… هل ستقف إلى جانب المظلومين في مصر بوجه السيسي؟

وحول أخطاء السعودية في سوريا واليمن وليبيا، نتساءل هل ستتوقف السعودية عن دعم مليشيات حفتر المجرم، وستقف إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، هل ستوقف الدعم عن تنظيم PKK الإرهابي وأذرعه في سوريا والعراق، الذي تسبب بتهجير ملايين الأبرياء من بيوتهم؟.. هل ستحارب من أجل ملايين الأبرياء في اليمن الذين يعانون الويلات بسبب الحرب التي تشنّها عليهم، هل ستعتذر منهم وتحارب من أجل استقرارهم؟

وكذلك حول السياسات السعودية التي تستهدف أئمّة وعلماء المسلمين وتسعى للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، واضح أن السعودية على ما يبدو خلال الفترة القادمة لن تكفّ عن اعتقال العلماء المسلمين ولن تطلق سراح المسجونين منهم، كما أنها لن تخرج “الإخوان المسلمين” من على قائمتها للإرهاب.

السعودية كذلك، لن تقف ضد اعتداءات الإمارات التي تعتبر إسرائيل الصغرى في المنطقة، على الإسلام والمسلمين، ولن تتخذ إجراءات ضد الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل.

إن عودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا والسعودية مشروط بالتزام السعودية بدعم ومناصرة قضايا شعوب المنطقة، والتخلّي عن نهجها الاستعدائي ضد تركيا، وهذا يعتمد على قدرتها في تنفيذ ما ذكرت آنفا.. وحينها ستجد السعودية تركيا إلى جانبها بكل قوتها.

أيوب صاغجان

كاتب وباحث تركي
زر الذهاب إلى الأعلى