الإعلام الأمريكي يشيد بالمسيرات التركية: غيرت مستقبل الحروب
أشادت وسائل الإعلام الأمريكية، الخميس، بالمسيرات التركية مؤكدة أنها “غيرت مستقبل الحروب”، ومضيفة في الوقت نفسه، أن تركيا أحرزت تقدما ملموسا في مجال استخدام الطائرات المسيرة التي تمكنت من خلالها من تحقيق انتصارات واسعة في العديد من المناطق وخاصة في أذربيجان وسوريا وشمالي العراق.
جاء ذلك في تقرير تحليلي نُشر على موقع “واشنطن تايمز” الأمريكي، قارن فيه الطائرات بدون طيار التركية بنظيرتها الأمريكية، كما ناقش نجاح تركيا في الحروب التي خاضتها ودعمتها في المنطقة، مرجعاً ذلك إلى التفوق التقني لتلك المسيرات.
ولفت التقرير إلى أن مسيرة “بيرقدار” التركية، جذبت أيضاً انتباه الدول الغربية الكبيرة مثل بريطانيا، كما أن استخدامها من قبل أذربيجان في معارك “قره باغ” جذب انتباه القادة العسكريين في العالم، لكونها أصغر وأرخص وأسهل في الاستخدام.
وبالمقارنة مع منافساتها في الولايات المتحدة من الفئة العليا “جلوبال هوك” و”ريبر”، ذكر التقرير، أن المحللون يرون أنه “لا تزال هذه الطائرات بدون طيار الكبيرة تلعب دورا في الحرب”. لكنهم نوّهوا أيضاً أن “البدائل الرخيصة أصبحت جذابة بشكل متزايد وأكثر فاعلية”.
وأوردت الصحيفة على لسان مايكل بليدز، نائب رئيس الدفاع والأمن في شركة الاستشارات Frost & Sullivan، قوله إن “الطلب على طائرات بدون طيار أصغر حجما ولكن أرخص، آخذ في الازدياد على نطاق عالمي”.
وأشار التقرير إلى “أن الطائرات بدون طيار الصغيرة والمتوسطة الحجم كانت فعالة للغاية في ليبيا واليمن وسوريا وحروب أخرى حول العالم”، لافتة أن “الخبراء ذكروا أن الانتشار السريع للطائرات بدون طيار يمكن أن يكون نقطة تحول في الحرب وأنه بالنظر إلى مدى ضعف بعض أنظمة الأسلحة لهجمات الطائرات بدون طيار، يمكن أن تؤدي هذه الطائرات إلى تغيير كلي في المعارك البرية”.
واستشهد التقرير بتقرير آخر لصحيفة “الغارديان” البريطانية كانت قد نشرته أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، ذكرت فيه أن “السلطات العسكرية في البلاد تدرس شراء الطائرات بدون طيار بأسعار رخيصة كجزء من خطة دفاعية مدتها خمس سنوات، وأن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أشار إلى أن المسيرات التركية والأنظمة المماثلة لها قد أصبحت رائدة في مجال التكنولوجيا”.
ولفت المحللون في التقرير أن الطائرات بدون طيار الأكبر حجما لا يمكن أن تكون رشيقة في ساحة المعركة وليست مناسبة لمهام معينة، قائلين “بينما يمكن تجهيز مركبات مثل TB2 بشكل أسرع وأكثر سهولة لمجموعة من المهام”.
كما استشهدت الصحيفة بآراء المحللين العسكريين، شان شيخ، وويز رامبو، حيث ذكرا أن “طرازات TB2s التركية حققت أداءً جيدا في تدمير أهداف العدو في الحرب في قره باغ الأذري، في حين أن أنظمة الأسلحة التي كانت تستخدمها أرمينيا قديمة جدا وغير مجدية”.
وأضافا أن “أذربيجان، أنشأت العديد من مقاطع الفيديو الدعائية التي تظهر الهجمات على الجنود والمعدات الأرمينية، وذلك بفضل الكاميرات عالية الدقة التي تحملها المسيرات التركية TB2s، والتي نشرت على الإنترنت”.
يشار إلى أن المسيرات التركية، لعبت دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها، وخاصة في مجال قطاع الطيران، حيث دعمت تركيا إنتاج العديد من المسيرات بقدرات محلية ووطنية، وذلك في إطار سعيها للاعتماد على الذات والاستغناء عن الخارج في توريد السلاح.
وتملك الصناعات الدفاعية التركية، تأثيرا ودورا هاما على الصعيد العالمي، ساعدها في ذلك نجاحها في مجال صناعة الطيران والفضاء، والطائرات بدون طيار من نوع (SİHA)، التي أنجزت مهام ناجحة في مناطق جغرافية مختلفة في كل من سوريا وليبيا والعراق ومؤخراً في عمليات الجيش الأذري ضد العدوان الأرميني على إقليم “قره باغ”.