تقاريرمميز

محللون: تركيا بيدها مفاتيح حل ملفات عدة.. وأمريكا ستتعاون معها (تقرير)

أكد عدد من المحللين السياسيين على قوة تركيا وثبات موقفها في العديد من القضايا والملفات، الأمر الذي يدفع أمريكا خاصة مع تسلم جو بايدن مهامه كرئيس جديد للولايات المتحدة، للتعاون وبشكل وثيق مع الجانب التركي، مؤكدين أن تركيا بيدها مفاتيح الحل للعديد من الملفات التي تهم أمريكا، وفي مقدمتها الملفين السوري والعراقي.

كلام المحللين جاء ردا على سؤال طرحته “وكالة أنباء تركيا”، اليوم الأحد، حول شكل العلاقات المقبلة بين أمريكا وتركيا عقب تولي بايدن منصبه كرئيس جديد لأمريكا خلفا لدونالد ترامب.

المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، قال إنه “بالنظر إلى المتغيرات الإقليمية والدولية من حيث ترتيب سلم الأولويات العالمية، نرى أن المجتمع الدولي قد قرر أن الدول المنسلخة عن الالتزام بالحدود الجغرافية والتي عبثت كثيرا في أكثر من دولة، ولا أدل على ذلك من إيران و احتلالها لأربع عواصم عربية، وغيرها من الأمور التي تفرض على الدول التعاون فيما بينها لوضع حدود صارمة لكل العوامل اللادولتية، سواء من قبل دول كإيران أو ميليشيات كحزب الله وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين”.

وأضاف حافظ أوغلو أنه “بناء على ما تقدم تُقرأ العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة هناك -والتي جاء بها تلكم المتغيرات- أنها علاقة تعاون ووضوح لترتيب الأوراق في المنطقة -رغم وجود خلافات في بعض الملفات- لكن التنسيق بين الجانبين سيكون أطغى على العلاقات بينهما، لأن الخطر القادم من الشرق متمثلا بالصين وإيران وأذرعها يفرض المزيد من التشاور والتعاون”.

وأكد أن “تركيا هي الدولة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتعاون معها في ذلك وفي ملفات إقليمية أخرى، بحكم وضعها الجيوسياسي أولا، وبحكم قدراتها العسكرية ثانيا، وبحكم علو كعبها في الدبلوماسية الخارجية مع دول المنطقة، لذلك يمكننا القول وبالرغم من وجود نقاط خلافية بين الطرفين إلا أنها مؤقتة، في حين أن الموقف الإقليمي والدولي العام يجعل الطرفين بحاجة بعضهما لبعض”.

ومساء الأربعاء، هنأ السفير التركي في واشنطن، سيردار كيلتش، الديمقراطي جو بايدن، بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، خلفا للجمهوري دونالد ترامب.

وقدم كيلتش في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، تهانيه بمناسبة تأدية بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، إلى جانب تهنئته لنائبته كامالا هاريس.

وقال كيلتش “آمل أن تُظهِر هذه الإدارة الجديدة حسن النية في تقوية العلاقات الأمريكية مع حلفائها القدامى، إضافة لإنشاء حلفاء جدد لخدمة السلام والأمن الإقليميين بشكل أفضل”.

من جهته، أعرب المتحدث باسم القبائل والعشائر السورية، مضر حماد الأسعد، عن توقعاته أن “العلاقة بين أمريكا وتركيا ستتحسن بشكل أكبر عما كانت عليه خلال ولاية دونالد ترامب والتي كانت غير ثابتة، بينما الآن ستكون العلاقة ثابتة ومتوازنة نوعا ما”.

وتابع موضحا لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “البداية كانت رسائل إيجابية من أمريكا تجاه تركيا، وأولها اعتراف أمريكا بالقبارصة الأتراك، ولو أنه اعتراف ليس كامل ولكنهم قالوا “قبرص التركية”، وهذا يعني نوعا ما اعترافا بالمصالح التركية في قبرص، وثانيا القرار الذي وقع عليه جو بايدن بإعادة دخول المسلمين ودول شرق الأوسط إلى أمريكا وهذا الأمر يشمل تركيا كذلك”.

وأضاف أنه “بالنسبة للملف السوري، حتى الآن الرسائل الأمريكية تجاه تركيا في هذا الملف هي رسائل إيجابية وأتوقع أنها ستتحسن كثيرا، لأن أمريكا ستعمل على مبدأ أنها لن تخسر تركيا ذات الثقل الإقليمي والدولي عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وسيكون ذلك على حساب تنظيم PKK الإرهابي بشكل كبير جدا، وسيكون لتركيا دور كبير شمالي العراق بموافقة أمريكا”.

وأشار الأسعد إلى أن “هناك بعض الخلافات حول منظومة الصواريخ الروسية، ولكن لن يكون لها تأثير بشكل على العلاقة بين أمريكا وتركيا”، مؤكدا أن “تحسن العلاقات بين أمريكا وتركيا سينعكس إيجابا على الثورة السورية والشعب السوري”.

ولفت النظر إلى أن “عودة العلاقات الخليجية الخليجية والعلاقات القطرية العربية هو لمصلحة السياسة الخارجية التركية، وهذا الأمر كذلك جاء من خلال موافقة أمريكا على تلك المصالحات، إضافة إلى عودة العلاقات وتحسنها نوعا ما بين تركيا وبين بعض الدول الأوروبية التي كانت تتبع سياسة أمريكا في عملية الضغط على تركيا، وحاليا أصبحت الأمور نوعا ما في حالة إنفراج”.

وفي منتصف شهر آب/أغسطس الماضي، أعلن بايدن في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عزمه دعم المعارضة التركية، وأردف قائلاً “سأدعم المعارضة التركية وسنعمل على إسقاط أردوغان إذا أصبحتُ رئيسا للولايات المتحدة”.

وادعى بايدن أن “هناك حاجة لوجود نهج مختلف تماما عن حكم أردوغان”، ما استدعى ردا قاسيا من قبل تركيا والمسؤولين والسياسيين المؤيدين والمعارضين للحكومة، والذين رأوا في تصريحان بايدن “انعكاساً للمؤامرات التي تحاك ضد تركيا، وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية”.

وحول ذلك قال المحلل السياسي عبد الحميد قطب، “أعتقد أن العلاقات الأمريكية التركية ستكون ليست جيدة كما كانت في وقت سابق ولكن لن تكون سيئة، ولن يحدث ما هدد به الرئيس بايدن في حملته الانتخابية من أنه سيسعى لإسقاط النظام التركي عبر دعم المعارضة، وأعتقد أن هذا التصريح كان محاولة لمجاملة اللوبي الصهيوني واللوبي الإماراتي والسعودي النافذ في الولايات المتحدة، أي هو عبارة عن تصريح للاستهلاك المحلي ومجاملة لهذا الوبي وتصريح تكتيكي”.

وتابع قطب “أما أنه سيتخذ ضد النظام التركي، أعتقد أن هذا الأمر مستبعد تماما ولم يسبق لأي إدارة ديمقراطية أن سعت لإسقاط أي أنظمة، فما بالك بالنظام التركي القوي والذي ثبت للجميع أنه نظام يحوز على إجماع شعبي، ولديه شعبية كبيرة في العالمين الإسلامي والعربي”.

وزاد قائلا “أعتقد أن أمريكا ستمد الجسور مع تركيا للتعامل مع ملفات المنطقة وستسعين بها في حل ملفات كثيرة، خاصة وأن تركيا لديها مفاتيح كثيرة لحل الملفات في المنطقة وخاصة الملف السوري والملف العراقي، وتركيا لديها أوراق كثيرة تستطيع من خلالها إيجاد الحلول في الملف العراقي”.

وأضاف أن “هناك ملفات أخرى في المنطقة ومنها العلاقة مع إيران والعلاقة مع روسيا وفيما يخص أمن الخليج، وبالتالي أعتقد أن العلاقات ستكون علاقات تعاون بشكل كبير، ولن يكون هناك عداء ولن تكون هناك علاقات كما كانت في السابق”.

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء الماضي، أدى بايدن، رسميا اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، ليكون الرئيس الـ46 للبلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى