تقاريرمميز

الدور التركي في طرابلس اللبنانية.. إيجابية واضحة وافتراءات بدون أدلة (تقرير)

تتجاهل بعض الأطراف السياسية في لبنان، أن سبب الأحداث الدائرة في مدينة طرابلس خاصة وفي لبنان عامة هو الواقع الاقتصادي المتردي، وسياساتها التي يصفها مراقبون أنها “فاشلة”، لتوجه هذه الأطراف سهامها تجاه تركيا متهمة إياها بالوقوف وراء ما يجري في طرابلس، في حين رأت أطراف لبنانية أخرى أن هذه الاتهامات محاولة لـ”شيطنة مواقف تركيا ودورها الإيجابي في لبنان”.

والجمعة، أعلنت تركيا، استعدادها المباشر لاحتواء الأضرار التي لحقت بعدد من المؤسسات والمنشآت الحيوية، وترميم ما تم إحراقه جراء الأحداث التي تشهدها مدينة طرابلس اللبنانية.

وأكد السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل، خلال زيارته رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، في العاصمة اللبنانية بيروت “استعدد تركيا المساعدة في إعادة ترميم مبنى بلدية طرابلس، والسرايا، والمحكمة الشرعية، جراء الأحداث الأمنية التي شهدتها طرابلس خلال الأيام الماضية”.

“وكالة أنباء تركيا”، رصدت آراء عدد من الصحفيين والشخصيات اللبنانية حول الاتهامات الموجهة لتركيا بافتعال الأحداث في طرابلس اللبنانية، حيث أكدوا أن “تركيا لا علاقة لها بما يجري هناك”، وأن تلك الاتهامات “هي محاولة للنيل من سمعة تركيا وشيطنة مواقفها”.

وفي هذا الصدد قال المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية شمالي لبنان، إيهاب نافع لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “من يتهم تركيا أنها تتدخل في لبنان هي جهات معروفة دأبت منذ فترة طويلة على توجيه الاتهام بأمور كثيرة، والسبب يعود إلى حقد تاريخي عند البعض، وآخرون يريدون من خلال هذا الاتهام قطع الطريق على أن يكون لتركيا علاقات في لبنان، لا لسبب أنها تتدخل فعلا”.

وأضاف “طبعا تركيا لا علاقة لها بإثارة الشغب في لبنان، وأظن أن الجميع يدركون ذلك، حتى أولئك الذين يتهمون تركيا يعلمون أن تركيا لم تتدخل في إثارة الشغب ولا في غير ذلك، والقصد إذن هو قطع الطريق على تدخل لاحق يظنونه أو على تشويه صورة تركيا لنجاحها في أماكن كثيرة، وقد يكون لبعض الدول العربية المختلفة مع تركيا مصلحة في توجيه هذا الاتهام حتى لا يتركوا لتركيا علاقات في لبنان”.

من جهته، رأى الأستاذ الجامعي الدكتور سامر الحجار، أنه “من الواضح أن الطبقة السياسية في لبنان وكما في المراحل التاريخية السابقة وعند أي مفصل، تتنصل من المسؤولية وتحاول الزج بقوى محلية أو خارجية بزمام الأمور والملفات العالقة.

وأضاف الحجار لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “هذه الطبقة ستتنصل أيضا من أحداث طرابلس، بدل العكل على حماية المدينة وحماية الفئات المهمشة والمسحوقة في طرابلس”.

وتابع قائلا “اليوم تقول هذه الطبقة إن للأتراك دورًا سلبيًا في البلد، ولو افترضنا أن هذا الشيء صحيح فهل هناك وقائع؟ وإن كان هناك وقائع لماذا لا تتم مشاركتها مع اللبنانيين؟ وما هي الوقائع الحسية التي تثبت التدخل التركي؟”.

وأكد أن “الأتراك لا يدعمون أي حزب سياسي معين ولا أطراف سياسية محددة”.

وأشار الحجار إلى أن “هناك ثابت وحيد أمام كل ما نتحدث عنهبه وأمام كل تلك المتغيرات، اليوم هناك قسم كبير جدا من الشعب اللبناني والطرابلسي تحديدا، غير قادر على العيش في هذا البلد وفي هذه الظروف، ولا يرى وسيلة لتغيير الظروف والواقع إلا بالثورة أو الانتفاضة، ويحاول اليوم أن يقول أنا موجود وأطالب بحقي، فهناك سلطة سياسية تقوم بقتلي”.

وتابع أن “الثابت الوحيد حاليا هو أن الناس غبر قادرين على العيش في لبنان، وعلى السلطة إذا كانت تريد حماية اللبنانيين إيجاد حلول اقتصادية واجتماعية كاملة ومتكاملة لحماية الناس وحماية طرابلس بشكل أخص لأنها المدينة الأشد فقرا في هذا البلد”.

أما الصحفي اللبناني، صهيب جوهر، فقال إن “الثابتة الأساسية بعلاقة اللبنانيين بالأتراك خاصة في المناطق الشعبية والمدن الرئيسية، أن هناك علاقة وجدانية من قبل اللبنانيين في هذه المناطق مع تركيا، نتيجة أن التجربة التركية ناجحة في الحضارة والبناء والنهضة، وأيضا المواقف السياسية التي تطلقها تركيا في لبنان تثير إعجاب الساحة الشعبية اللبنانية”.

وأضاف جوهر لـ”وكالة أنباء تركيا” أنه “بالنسبة للاتهامات الموجهة إلى تركيا بتأجيج الوضع في طرابلس، فهناك قوى سياسية وإقليمية منهم الإمارات وفرنسا والقوى السياسية التي تدور في فلكهم، يحاولون بطريقة أو بأخرى اتهام تركيا لمحاولة شيطنتها في الساحات الأخرى المسيحية والشيعية، كونهم يخشون من تحول هذه العاطفة في يوم من الأيام إلى فعل حقيقي، وأن تتحول تركيا كونها فاعل رئيسي في المنطقة إلى قوة أساسية في لبنان”.

وأكد قائلا “ليس هناك أي دور سلبي لتركيا في لبنان، وهي من أقل الدول الفاعلة في لبنان لأنها تتعاطى مع الدول ليس كقرصان وإنما تتعامل مع الدول بناء على طلب حكوماتها، ومن الواضح أن الحكومة اللبنانية ونتيجة الضغوطات الإقليمية والدولية عليها لا تريد أي دعم أو دور تركي، والثابت الأساسي أن الإعلام الإماراتي والفرنسي ومايدور في فلكهما لهم دور في شيطنة الحضور التركي في المنطقة”.

ومساء الخميس، أضرم متظاهرون النار في مبنى البلدية بمدينة طرابلس شمالي لبنان، حسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.

وأمس الأول الجمعة، أكد السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل، خلال زيارته رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، اليوم، في العاصمة اللبنانية بيروت “استعدد تركيا المساعدة في إعادة ترميم مبنى بلدية طرابلس، والسرايا، والمحكمة الشرعية، جراء الأحداث الأمنية التي شهدتها طرابلس خلال الأيام الماضية”.

وأمس السبت، زار السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل، بلدية طرابلس شمالي لبنان، مطلعا على الأضرار التي لحقت بعدد من المؤسسات والمنشآت الحيوية، جراء أحداث الشغب التي شهدتها المدينة.

ومنذ عدة أيام، تشهد مدينة طرابلس اشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن في طرابلس، وسط احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية، التي ضاعفها الإغلاق العام بسبب فيروس “كورونا”.

يشار إلى أنه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نفى النائب اللبناني عن مدينة طرابلس ووزير الشباب والرياضة السابق في الحكومة اللبنانية، فيصل كرامي، أن تكون تركيا تعمل على تسليح أي مجموعات في طرابلس، مشددا أنه و”يس لها أي دور سلبي في المدينة”.

كما أشاد كرامي في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا” بالجهود التي تبذلها تركيا سواء من أجل مساعدة لبنان في محنته، أو على صعيد دورها في عموم المنطقة، مشيرا إلى أن “تركيا نموذج يحتذى به”.

زر الذهاب إلى الأعلى