تضامن الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية تصريحات لرئيس وزراء إيطاليا، ماريو دراغي، بحقه وصفه فيها بـ”الديكتاتور”.
وتداول الناشطون الآلاف من التغريدات على موقع “تويتر”، عبروا فيها عن دعمهم وتأييدهم لأردوغان، مؤكدين أنه “لا يحق لأي أحد أن يصف رئيسا شرعيا منتخبا بطريقة ديموقراطية من قبل شعبه بـ(الديكتاتور)”.
ونشر المغردون رسائل الدعم والتأييد لأردروغان، عبر وسم “#ErdoğanıDurduramazsınız”، والذي يعني “لا يمكنكم إيقاف أردوغان”.
الكاتب والباحث السياسي التركي، أيوب صاغجان، ذكّر الإيطاليين في تغريدة على حسابه في “تويتر”، بماضيهم الدموي، وأضاف أن “رئيس وزارء إيطاليا تجاوز حده حيث وصف السيد أردوغان بالديكتاتور. فإذا كنت تريد أن نذكرك بتاريخكم فاعلم بأنه يوجد في تركيا اكثر من 83 مليون عمر المختار”.
رئيس وزارء ايطاليا تجاوز حده حيث وصف السيد أردوغان بالديكتاتور .
فاذا كنت تريد أن نذكرك بتاريخكم
فاعلم بأنه يوجد في تركيا اكثر من ٨٣ مليون عمر المختار . pic.twitter.com/W0eLB1m7Lx— EYÜP SAĞCAN أيوب صاغجان🇹🇷 (@eyupsagcan) April 8, 2021
“محمد توماكين”، قال في تغريدته “هناك شيء واحد لا ينبغي لرئيس الوزراء الإيطالي دراغي أن ينساه، وهو أن الشخص الذي تكون قوته من أجل الأمة يسمى زعيما وليس ديكتاتورا”.
İtalya Başbakanı Draghi'nin unutmaması gereken bir şey var ki, gücü millet olana diktatör değil LİDER denir😉 #ErdoğanıDurduramazsınız pic.twitter.com/gHlCnMOzsQ
— Osman Tomakin (@OsmanTomakin) April 8, 2021
أما “محمد تشيفتشي”، فقد قال إن “قيام رئيس وزراء إيطاليا المعين، بوصف رئيسنا المنتخب والذي فاز بنسبة 52% من أصوات الشعب بالديكتاتور، يمثل جهلا كاملا وقلة معرفة. إذا كنت لا تعرف حدودك فنحن نخبرك”.
Atanmış İtalya başbakanın %52 oyla millet tarafından seçilmiş Cumhurbaşkanımız Sayın @RTErdogan'a Diktatör demesi tamamen cehaletlik ve kendini bilmezliktir. Haddinizi bilmezseniz bildiririz!#ErdoğanıDurduramazsınız
— Muhammet Burak Çiftçi (@M_BurakCiftci) April 8, 2021
من جهته، ذكّر “أضانالي” رئيس وزراء إيطاليا بمجازر بلاده في ليبيا، أرفد قائلا “أيها الوغد، متى نسيت مجازر أجدادك في ليبيا.. أنت سافل”.
Ulan kahpe dedelerinin Libya’da yaptıklarını ne zaman unuttun PUŞT…#ErdoğanıDurduramazsınız pic.twitter.com/KoN1oVcDmL
— ADANALI👑🇹🇷 (@eminozgn) April 8, 2021
بدوره، دعا حسن كلجا، دراغي، للنظر في المرآة وتذكر تاريخ بلاده، قائلا إن “تسمية الرئيس الأول والوحيد المنتخب لبلدنا بالديكتاتور يعد خسوفا في العقل”.
وتابع “نصيحتنا لرئيس وزراء إيطاليا المعين هي أن يذهب إلى أمام المرآة ويقرأ تاريخهم المظلم”.
Ülkemizin seçilmiş ilk ve tek Cumhurbaşkanına diktatör demek akıl tutulmasıdır.
İtalya’nın atanmış başbakanına tavsiyemiz aynanın karşısına geçip karanlık tarihlerini okumasıdır.#ErdoğanıDurduramazsınız pic.twitter.com/KaiGsX9YqE
— Hasan KILCA (@hkilca) April 8, 2021
بينما علق أحمد سيفر على تصريحات دراغي قائلا “أولئك الذين قتلوا ملايين المسلمين في ليبيا والجزائر يدعون رئيسنا بالديكتاتور.. موسوليني”.
Libya’da, Cezayir’de milyonlarca müslümanın katili olanlar Cumhurbaşkanımıza Diktatör yakıştırması yapıyor.
Mussolini#ErdoğanıDurduramazsınız pic.twitter.com/Dws1CSrS5M
— A_H_M_E_T🇹🇷🐺 (@_ahmet_sever) April 8, 2021
ومساء الخميس، استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الإيطالي في أنقرة، ماسيمو جاياني، على خلفية عبارات لرئيس الوزراء ماريو دراغي بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأدان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو “بشدة” تصريحات دراغي، مؤكداً أنها “غير مقبولة”.
وأضاف تشاويش أوغلو في نشرها تغريدة على حسابه في “تويتر”، “ندين بشدة الخطاب الشعبوي غير المقبول لرئيس الوزراء الإيطالي المعين دراغي وتصريحاته القبيحة التي لا تليق برئيسنا المنتخب، ونردها إليه”.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد اتهم أردوغان بـ”إهانة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي لم تجد مقعدا لها إلى جانب أردوغان خلال زيارتها لتركيا برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل”، على حد تعبيره.
ودعا دراغي في تصريحه لـ”تسمية الطغاة بأسمائهم” والتعامل معهم بصراحة”، وذلك خلال حديثه عن أردوغان.
اقرأ أيضا..
أحدث موقف محرج تعرضت له رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال استقبالها برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة التركية أنقرة، ضجة دبلوماسية وصفها البعض بـ”أزمة الكرسي”، حيث تُركت فون دير لاين واقفة بينما جلس أردوغان وميشيل كل منهما على كرسيه المخصص.
وأظهر مقطع فيديو جانبا من اللقاء الذي جمع القادة، الثلاثاء الماضي، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث كشف كيف أن كلا من أردوغان وميشيل استقرا على مقعديهما، بينما ظلت فون دير لاين، تبحث عن مكان للجلوس فيه.
ووضعت فون دير لاين نفسها في موقف محرج متجاهلة الأعراف الدبلوماسية، حيث وقفت تحدق بهما، وأشارت بيدها اليمنى وبدا أنها تقول “إحم”، في محاولة منها لتنبيه الحاضرين.
في النهاية عُرض عليها أريكة مقابل وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الذي يحتل مرتبة متدنية عن فون دير لاين في البروتوكول الدبلوماسي النموذجي.
وعادة ما يتم التعامل مع فون دير لاين، وميشيل، على أنهما متكافئان في المرتبة البروتوكولية.
كرئيسة للمفوضية الأوروبية، تقود فون دير لاين الجناح التنفيذي للاتحاد الأوروبي وتشرف على مفاوضات عضوية الكتلة مع تركيا، والتي تتعلق بإنعاش الحياة. بينما يمثل ميشيل قادة الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.
وحول هذا الموقف، قالت المشرعة الهولندية صوفي في تي فيلد، عضو البرلمان الهولندي، “لم تكن مصادفة.. الأمر كان متعمدا”، حيث فسر بعض الناس الحادث أنه “يتعلق بالبعد الاجتماعي أكثر من البروتوكول”.
بينما أصدرت المفوضية الأوروبية بياناً أسفت فيه مما أسمته “طريقة التعامل الذكورية” في أنقرة مع رئيستها.
من جانبها، تساءلت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، في تقرير لها قائلة “هل أهان رجب طيب أردوغان أورسولا فون دير لاين؟”.
وأضافت الصحيفة أن “هناك اتفاقا بين المؤسسات في الاتحاد الأوروبي تم في الأول من مارس/ آذار عام 2011 يحدد أمر البروتوكول؛ بموجبه يأتي رئيس البرلمان الأوروبي أولاً، يليه رئيس المجلس الأوروبي، ثم الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء، وأخيراً رئيس المفوضية الأوروبية”.
ونقلت “ليبيراسيون” عن دبلوماسي أوروبي، قوله “في الواقع، الأتراك قاموا ببساطة بتطبيق الأمر أو الترتيب البروتوكولي الأوروبي بالحرف”.
وذكرت الصحيفة على لسان دبلوماسي آخر، قوله “علاوة على ذلك، ليس لأردوغان أي مصلحة بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، التي هي ألمانية مقربة من المستشارة آنجيلا ميركل، وبالتالي، فهي بالنسبة له أفضل حليفة في الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف الدبلوماسي للصحيفة “لو أن الرئيس التركي أراد أن ينقل رسالة لكان شارل ميشيل، الذي يُعتبر واجهة فرنسا أكثر ملاءمة، والاعتقاد أن أردوغان يريد إذلال امرأة، فهذا أمر خاطئ كليا، مضيفا أن “أردوغان أظهر أنه ليس لديه مشكلة في التعامل مع النساء الغربيات”.
وأوضحت “ليبيراسيون” أن “شارل ميشيل، وهو سياسي محنك، قد رأى عند دخوله القاعة أن هناك مشكلة، خاصة عندما رأى أن أورسولا فون دير لاين كانت تُظهر غضبها بشدة، ولكن ماذا يستطيع أن يفعل؟ ينهض ويفسح لها؟ يطلب لها كرسيا إضافياً؟ القيام بذلك كان من شأنه أن يهين الأتراك ويفهمهم أنهم ارتكبوا خطأ، مع أن كل شيء تم التفاوض عليه بعناية سلفا بين الأتراك والأوروبيين”.
كما نقلت “ليبيراسيون” عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قوله متحدثا عن رئيسة المفوضية الأوروبية، “إنها حقاً متغطرسة بتصرفها هذا من أجل مقعد. بينما، في الوقت نفسه، كانت مستعدة لعدم عقد مؤتمر صحافي كما طلب أردوغان. مشكلتها هي أنها لا تتحمل عدم وجودها في المركز”.
وفي أول تعليق رسمي تركي على الحادثة، قال تشاويش أوغلو، اليوم الخميس، إن “تنفيذ بروتوكول الجلوس معتمد من قبل الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف تشاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في العاصمة التركية أنقرة، أن “الفرق المعنية بتنظيم البروتوكول تجتمع قبيل الزيارات المقررة وتجري المباحثات اللازمة”.
ولفت إلى أن “البروتوكول المتبع خلال اللقاء بين أردوغان وميشيل ودير لاين في أنقرة، الثلاثاء الماضي، كان معتمدا من الاتحاد الأوروبي”.
وأردف “بعبارة أخرى، تم تحديد ترتيب الجلوس بما يتماشى مع الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي”.