دوليمميز

أول تعليق من رئيس المجلس الأوروبي على “أزمة الكرسي” في مكتب أردوغان

علق رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، على ما بات يعرف بـ”أزمة الكرسي”، والتي حصلت مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال استقبالها برفقته من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة التركية أنقرة.

وقال ميشيل في لقاء على إحدى القنوات التلفزيونية البلجيكية، مساء الجمعة، حول بقاء فون دير لاين واقفة وجلوسها في وقت لاحق مقابل وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إن “تركيا لم تقم بأي عمل مهين أو متعمد”.

وأضاف أنه يبادر فورا لأي فعل “كي لا تتضرر العلاقات مع تركيا”.

وكانت “أزمة الكرسي” قد أحدث ضجة دبلوماسية كبيرة، بعد أن أظهر مقطع فيديو جانبا من اللقاء الذي جمع القادة، الثلاثاء الماضي، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث كشف كيف أن كلا من أردوغان وميشيل استقرا على مقعديهما، بينما ظلت فون دير لاين، تبحث عن مكان للجلوس فيه.

ووضعت فون دير لاين نفسها في موقف محرج متجاهلة الأعراف الدبلوماسية، حيث وقفت تحدق بهما، وأشارت بيدها اليمنى وبدا أنها تقول “إحم”، في محاولة منها لتنبيه الحاضرين.

في النهاية عُرض عليها أريكة مقابل وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الذي يحتل مرتبة متدنية عن فون دير لاين في البروتوكول الدبلوماسي النموذجي.

وعادة ما يتم التعامل مع فون دير لاين، وميشيل، على أنهما متكافئان في المرتبة البروتوكولية.

كرئيسة للمفوضية الأوروبية، تقود فون دير لاين الجناح التنفيذي للاتحاد الأوروبي وتشرف على مفاوضات عضوية الكتلة مع تركيا، والتي تتعلق بإنعاش الحياة. بينما يمثل ميشيل قادة الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.

وحول هذا الموقف، قالت المشرعة الهولندية صوفي في تي فيلد، عضو البرلمان الهولندي، “لم تكن مصادفة.. الأمر كان متعمدا”، حيث فسر بعض الناس الحادث أنه “يتعلق بالبعد الاجتماعي أكثر من البروتوكول”.

بينما أصدرت المفوضية الأوروبية بياناً أسفت فيه مما أسمته “طريقة التعامل الذكورية” في أنقرة مع رئيستها.

من جانبها، تساءلت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، في تقرير لها قائلة “هل أهان رجب طيب أردوغان أورسولا فون دير لاين؟”.

وأضافت الصحيفة أن “هناك اتفاقا بين المؤسسات في الاتحاد الأوروبي تم في الأول من مارس/ آذار عام 2011 يحدد أمر البروتوكول؛ بموجبه يأتي رئيس البرلمان الأوروبي أولاً، يليه رئيس المجلس الأوروبي، ثم الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء، وأخيراً رئيس المفوضية الأوروبية”.

ونقلت “ليبيراسيون” عن دبلوماسي أوروبي، قوله “في الواقع، الأتراك قاموا ببساطة بتطبيق الأمر أو الترتيب البروتوكولي الأوروبي بالحرف”.

وذكرت الصحيفة على لسان دبلوماسي آخر، قوله “علاوة على ذلك، ليس لأردوغان أي مصلحة بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، التي هي ألمانية مقربة من المستشارة آنجيلا ميركل، وبالتالي، فهي بالنسبة له أفضل حليفة في الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف الدبلوماسي للصحيفة “لو أن الرئيس التركي أراد أن ينقل رسالة لكان شارل ميشيل، الذي يُعتبر واجهة فرنسا أكثر ملاءمة، والاعتقاد أن أردوغان يريد إذلال امرأة، فهذا أمر خاطئ كليا، مضيفا أن “أردوغان أظهر أنه ليس لديه مشكلة في التعامل مع النساء الغربيات”.

وأوضحت “ليبيراسيون” أن “شارل ميشيل، وهو سياسي محنك، قد رأى عند دخوله القاعة أن هناك مشكلة، خاصة عندما رأى أن أورسولا فون دير لاين كانت تُظهر غضبها بشدة، ولكن ماذا يستطيع أن يفعل؟ ينهض ويفسح لها؟ يطلب لها كرسيا إضافياً؟ القيام بذلك كان من شأنه أن يهين الأتراك ويفهمهم أنهم ارتكبوا خطأ، مع أن كل شيء تم التفاوض عليه بعناية سلفا بين الأتراك والأوروبيين”.

كما نقلت “ليبيراسيون” عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قوله متحدثا عن رئيسة المفوضية الأوروبية، “إنها حقاً متغطرسة بتصرفها هذا من أجل مقعد. بينما، في الوقت نفسه، كانت مستعدة لعدم عقد مؤتمر صحافي كما طلب أردوغان. مشكلتها هي أنها لا تتحمل عدم وجودها في المركز”.

وفي أول تعليق رسمي تركي على الحادثة، قال تشاويش أوغلو، اليوم الخميس، إن “تنفيذ بروتوكول الجلوس معتمد من قبل الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف تشاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في العاصمة التركية أنقرة، أن “الفرق المعنية بتنظيم البروتوكول تجتمع قبيل الزيارات المقررة وتجري المباحثات اللازمة”.

ولفت إلى أن “البروتوكول المتبع خلال اللقاء بين أردوغان وميشيل ودير لاين في أنقرة، الثلاثاء الماضي، كان معتمدا من الاتحاد الأوروبي”.

وأردف “بعبارة أخرى، تم تحديد ترتيب الجلوس بما يتماشى مع الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي”.

زر الذهاب إلى الأعلى