أمنتقاريرحدث في مثل هذا اليوممميز

بذكرى تأسيسها الـ 176.. الشرطة التركية ضبط للأمن وتصد للانقلابات (تقرير)

تصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية الـ 176 لتأسيس جهاز الشرطة التركية، التي تلعب أدوارا كبيرة في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة، كان من أبرزها الدور الهام الذي لعبته في إفشال المحاولة الانقلابية في تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016.

وبهذه المناسبة، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، رسالة إلى جهاز الشرطة التركية هنأه فيها بذكرى تأسيسه، موضحا أن “استمرار الاستقرار والسلام والأمن من أهم عوامل التنمية والتقدم والتطور للدول”.

وأضاف أردوغان أن “جهاز الأمن يتولى واجبات مهمة لحماية الاستقرار في كافة أنحاء البلاد، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة”.

وتابع أن “أعظم قوة لدى عناصر الأمن أثناء قيامهم بمهامهم، هو الإحساس العالي بالواجب الذي يتكون من ثقة الشعب وحب الوطن”.

وقدم أردوغان شكره لجميع عناصر الأمن والشرطة التركية، لافتا أنهم “يؤدون واجباتهم على حساب حياتهم من أجل الشعب”.

بداية التأسيس

ترجع بداية تأسيس جهاز الشرطة التركية إلى 10 نيسان/أبريل 1845 في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول، حيث شكل في البداية ما يعرف بـ”كتائب الشرطة” في ولاية إسطنبول، ثم عممت على باقي الولايات والأرياف، ليتم بعدها تأسيس “وزارة الشرطة” التي أوكلت إليها مهام الإشراف على عمل الشرطة السرية وقوات الشرطة البحرية والخيالة، قبل أن يتم إلغاؤها عام 1909.

عام 1920 تأسست المديرية العامة للأمن، ليقر البرلمان التركي في عهد الرئيس مصطفى كمال أتاتورك “القانون التقديري لمهام الشرطة” عام 1934، وجرى في الأعوام اللاحقة وبشكل متواصل إدخال تعديلات على بنية ووظيفة قوات الشرطة من أجل مواكبة الاحتياجات الأمنية المتغيرة.

الأهداف والمهام

بحسب وزارة الداخلية التركية فإن المهمة الأساسية للشرطة التركية، تتمحور في حفظ الأمن وحماية الحقوق الأساسية للأفراد في ظل حكم القانون والنظام الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، والعمل على إيجاد جو يسمح لأفراد المجتمع في العيش بسلام وأمان.
إضافة إلى ذلك يقع على عاتق قوات الشرطة التركية محاربة كافة أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب والاتجار بالمخدرات، فضلا عن مكافحة عمليات السطو على البنوك والخطف، وتحرير الرهائن، وذلك بشكل فعال على الصعيدين الوطني والدولي وبالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى.
الشرطة
البنية الهيكلية والتدريب

يترأس جهاز الشرطة، مدير عام، برتبة جنرال، ويساعده في أداء مهامه بشكل مباشر 5 نواب، وتتبع له 35 إدارة عامة للأمن، و81 إدارة شرطة إقليمية في الولايات ومديرياتها، فيما تشكل الإدارات المركزية والمكاتب الإدارية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد العمود الفقري في الهيكل التنظيمي لجهاز الشرطة التركية الذي يضم نحو 329 ألف ضابط وعنصر.

ووفق معطيات عام 2020، فقد بلغت نسبة مشاركة النساء في جهاز الشرطة 7%، فيما بلغت نسبة الرجال 93%، معظمهم من حملة شهادات المعاهد العليا والتعليم العالي.

إلى جانب ذلك فإن الشرطة التركية عضو في “الانتربول” منذ عام 1934، وشريك استراتيجي في “اليوربول” (الشرطة الأوربية) منذ 2004، وذلك من خلال مكاتب ضباط الارتباط التي تم إنشاؤها من أجل التواصل مع أجهزة الشرطة الأخرى في العالم.

وعلى صعيد التدريب تنظم الشرطة التركية لموظفيها دورات تدريبية سنوية في قرابة 250 مادة علمية أثناء تأدية الخدمة، ويشارك فيها 50% تقريبا من الموظفين بعد أن يجتازوا التدريب الأساسي.

وتنظم التدريبات في الأكاديميات والمراكز الأمنية، ومن أبرزها أكاديمية الشرطة الوطنية، وأكاديمية المخابرات، ومركز تدريب بحث وتحقيقات الجريمة، وأكاديمية مكافحة الإرهاب، وكليات الشرطة الثانوية، ومركز تدريب الكلاب.

إفشال محاولة الانقلاب

لعبت الشرطة التركية دورا بارزا في إفشال محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو 2016، فقامت إلى جانب جهاز الاستخبارات والقوات الخاصة التركية باعتقال الآلاف من منتسبي تنظيم “غولن” الإرهابي، وذلك عقب محاولته إسقاط النظام الديمقراطي في تركيا.

وبرز دور عناصر الشرطة من خلال تلبيتهم لنداء قياداتهم الأمنية في التصدي لأي قوات انقلابية من الجيش أو الدرك تحاول السيطرة على مؤسسات الدولة، مثل القصر الرئاسي والبرلمان التركي والمطارات والوسائل الإعلامية.

ومع تمكن عناصر الشرطة والأمن التركية من استعادة مقرات التلفزيون وتحرير رئيس الاركان التركي خلوصي أكار والسيطرة على مبنى قيادة الأركان، رجحت كفة القوة لصالح الحكومة، وسلم العديد من الجنود الانقلابين أنفسهم وأسلحتهم لعناصر الشرطة الذين حاصروا المقرات التي تتمركز فيها قوات الانقلابين وجردوهم من ملابسهم وأسلحتهم، في مشهد غير مألوف في بلد هيمنت فيه المؤسسة العسكرية على الحكم وشهد تدخلا منها في كل نواحي الحياة السياسية منذ عقود.

وتواصل إدارة جهاز الشرطة، التي يتمثل هدفها الأساسي في ضمان سلام وأمن المواطنين، تدريب وتطوير أداء أفرادها واضعة نصب عينيها إمكانية تقديم خدمة جيدة من خلال رفع جاهزية وتدريب القوى البشرية التي تعتبر عماد جهاز الشرطة التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى