مقابلاتمميز

هل تركيا التي أوقفت برنامجي معتز مطر ومحمد ناصر؟.. مصدر خاص يوضح

على ضوء الحوار والمفاوضات المستمرة بين تركيا ومصر في سبيل تحسين علاقاتهما، أعلن الإعلاميان المصريان معتز مطر ومحمد ناصر إيقاف برنامجيهما اللذين يُبثان على قناتي الشرق ومكملين المصريتين، واللتين تبثان من إسطنبول التركية.

وشدد الإعلاميان في تصريحات صحفية عديدة لهما أن إيقاف برنامجيهما “قرار لا علاقة لتركيا به”، مشيرين إلى أن فكرة خروجهما من تركيا على ضوء المصالحة التركية المصرية المرتقبة “أمر وارد”.

وفي هذا السياق، سألت “وكالة أنباء تركيا” مصدرا مطلعا على تفاصيل الأجواء المصرية التركية، حيث أكد المصدر أن “المصالحة التركية المصرية تسير وفق ما هو مخطط لها بإيجابية، في سبيل تحسين العلاقة بين الشعبين التركي والمصري”.

وتابع المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “الحوار التركي المصري يتمحور حول نقاط استراتيجية وحساسة وكبيرة، أي اتفاق حولها سيصب إيجابا بمصلحة الشعبين التركي والمصري وسيؤدي لانفراجات بين المصريين أنفسهم لحلحلة الأمور الراكدة وحل العديد من المعضلات”.

وشدد المصدر أنه “في ظل هذه الأجواء الإيجابية كان لابد من وجود تهدئة إعلامية أيضا، وفي هذا الإطار خفت حدة الخطابات الحادة بين القنوات المصرية المعارضة منها والموالية منها للنظام المصري”، مؤكدا أن “تركيا لم تأمر أي قناة مصرية على أراضيها إيقاف أي برنامج من برامجها، ولكن ما طلب هو مراعاة المصالح التركية من جهة والمصالح التركية المصرية من جهة ثانية، والمصالح المصرية المصرية من جهة ثالثة”.

وأضاف أن “القنوات المصرية المعارضة مازالت تعمل بكل حرية واحترام على الأراضي التركية”، مضيفا “أصلا هذه القنوات تعمل وفق القوانين التركية لا وفق القوانين المصرية، وبالتالي عليها أن تحترم القوانين التركية وتراعيها بكل صغيرة وكبيرة، وهذا ما تفعله فعلا”.

وأكد أن “تركيا لم تطلب لا بشكل رسمي ولا غير رسمي إيقاف برنامجي معتز مطر ومحمد ناصر، اللذين كان بإمكانهما متابعة برنامجيهما بشكل طبيعي ومراعاة مصالح تركيا، بحكمتهما الإعلامية والتحريرية”، مستغربا “توجههما لقرار إيقاف البرنامجين وإيهام الناس بطريقة غير مباشرة أن تركيا هي التي طلبت هذا الأمر!”.

وأوضح المصدر أنه “في النهاية هذا قرارهما وهما أحرار في هذا السياق، وإن أرادا يمكن إعادة بث برنامجيهما من تركيا التي لم تتعرض لهما أصلا”، مضيفا “وإن أرادا مغادرة تركيا كما صرّحا فهذا شأنهما وهذه حريتهما، ولكن على الجميع أن يعلم أن تركيا لم تطلب هذا الأمر منهما، وبالتالي يجب عدم إيهام الناس أن تركيا هي التي تسير بهذا التوجه في محاولة مقصودة أو غير مقصودة، لتشويه سمعة تركيا، التي تستضيف نحو 6 ملايين مهاجر ولاجئ على أراضيها، تعاملهم معاملة الأخوة والإنسانية والاحترام”.

وختم المصدر مشددا أن “مبادئ تركيا الإنسانية واضحة، ولكن رغم أي شيء على الجميع أن يحترم سياسة تركيا وقوانينها، ويقدّر سنوات طويلة من الاحتضان التركي”.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن وفدا تركيا سيزور مصر، قريبا، تلبية لدعوة من الجانب المصري.

كلام تشاويش أوغلو جاء خلال مقابلة معه على على قناة “إن تي في” التركية المحلية.

ولفت إلى أن “الجانب المصري وجه دعوة لزيارة فريق من تركيا إلى مصر في الأسبوع الأول من أيار/مايو المقبل”.

وأشار إلى أن “الظروف باتت مواتية لعقد هذا النوع من اللقاء”، مضيفا “قد تستمر المفاوضات”.

وتابع قائلا “مصر دولة مهمة بالنسبة للعالم الإسلامي، وكذلك مهمة بالنسبة لإفريقيا وفلسطين.. مصر مهمة للجميع. وإن استقرارها ورفاهيتها مهم للجميع كذلك”.

ومساء الأحد الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده “حريصة على إقامة علاقات وخلق حوار مع تركيا يصب في مصلحة البلدين”.

وأعرب شكري خلال مداخلة هاتفية على قناة “القاهرة والناس” الخاصة، عن “تقدير الجانب المصري للتصريحات واللفتات التركية الأخيرة”، قائلا “إنها موضع تقدير”.

وأضاف أن “مصر حريصة على وجود حوار يصب في مصلحة الطرفين، وإقامة علاقات وفقا لقواعد القانون الدولي، وفي مقدمتها عدم الإضرار بالمصالح، مع صياغة ذلك في إطار مشاورات سياسية حين تتوفر أرضية لذلك”.

والسبت، بحث تشاويش أوغلو وشكري، العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن اتصالا هاتفيا جرى بين تشاويش أوغلو وشكري، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

وأوضحت المصادر لـ”وكالة أنباء تركيا” أن الوزيرين بحثا العلاقات التركية المصرية وسبل تطويرها، إلى جانب تبادل التهاني بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

والخميس الماضي، تقدم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الجهود التي بذلها خلال رئاسة تركيا الدورية لمجموعة الثماني الإسلامية.

وأكد مدبولي في كلمة له نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عبر تقنية الفيديو “كونفرانس”، “اهتمام مصر بتعزيز التعاون بين مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، لتحقيق المصالح والتطلعات المشتركة”.

وبرزت خلال الآونة الأخيرة العديد من المؤشرات والرسائل الإيجابية بين تركيا ومصر، وذلك عبر تصريحات المسؤولين في كلا البلدين الداعية إلى التقارب وتعزيز التعاون.

وفي هذا الإطار، أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتصف آذار/مارس الماضي، طريقة تفكير الشعب المصري تجاه تركيا.

وكشف أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك، ميلوراد دوديك، في العاصمة التركية أنقرة، أن “الشعب المصري لا يختلف معنا”.

وفيما يخص الاتصالات الدبلوماسية مع القاهرة، قال أردوغان إن “الشعب المصري لا يفكر بطريقة تُناقضنا”.

ومطلع آذار/مارس الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إنه يمكن التفاوض مع مصر لتوقيع اتفاقية معها تتعلق بتحديد مناطق الصلاحية البحرية شرقي المتوسط، على غرار الاتفاقية الموقعة بين تركيا وليبيا، مؤكدا أن مصر “احترمت جرفنا القاري أثناء توقيعها اتفاقية مع اليونان ونحن نقدر ذلك”.

وفي الفترة ذاتها، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، عن إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات ما بين تركيا ومصر، إضافة إلى عدد من الدول الخليجية، واصفًا مصر أنها “قلب العالم العربي”.

كلام كالن جاء في مقابلة مصورة أجرتها معه وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، تحدث فيها عن عدد من الملفات وأبرزها العلاقات ما بين تركيا ودول المنطقة من بينها مصر.

وقال كالن “يمكن فتح صفحة جديدة في علاقتنا مع مصر ودول الخليج، من أجل المساعدة في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين”.

ووصف مصر بأنها “قلب العالم العربي”، مؤكدا في الوقت ذاته “استمرار المباحثات بين البلدين في عدة قضايا، واستعداد أنقرة لترميم علاقتها مع القاهرة”.

وشدّد كالن أن “مصر تعاني حاليا من مشكلات اقتصادية وأمنية تتفهمها تركيا بشكل كامل”.

ونهاية العام الماضي، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن تركيا تسعى في علاقتها مع مصر لعدم التضارب فيما بينهما في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن التواصل بين الجانبين مستمر على الصعيد الاستخباراتي وعلى مستوى وزارتي الخارجية.

 

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى