سياسةمميز

“رد قاس قوي” من وزير الخارجية التركي بوجه نظيره اليوناني

أسمَع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، اليوم الخميس، نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، “كلاما قاسيا” ردا منه على الاتهامات اليونانية تجاه تركيا بـ”محاولة قتل اللاجئين في عرض البحر”، حسب ما وصف مراقبون.

كلام تشاويش أوغلو جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع ديندياس، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.

وأضاف تشاويش أوغلو “إذا وجّهت اتهامات شديدة لبلادنا وشعبنا أمام وسائل الإعلام، فيجب عليّ الرد على ذلك”، في إشارة إلى قول وزير الخارجية اليوناني، إن “تركيا تنتهك سيادتنا وتنتهك اتفاقية لوزان”.

وتابع “حاولتُ إظهار صورة إيجابية لكنك آثرت انتقادنا أمام وسائل الإعلام”، مؤكدا أن “تركيا لم تستغل أبدا موضوع الهجرة ضد الاتحاد الأوروبي أو اليونان، وتركيا لا تنتهك سيادة اليونان، لكنها تدافع عن حقوقها وحقوق قبرص الشمالية في البحر المتوسط”.

وأرفد “لا يمكننا السكوت عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب القبرصي (الشمالي)، ولا يمكننا السكوت عن انتقادنا أمام الإعلام”، لافتا إلى أن “اليونان في حين تقوم بإعطائنا درسا بحقوق الإنسان فإنها تنتهك حقوق الأقلية المسلمة المقيمة على أراضيها”.

وأشار إلى أن “تركيا لم تستخدم ورقة الهجرة ضد اليونان أو الاتحاد الأوروبي، وقد تصرفنا في هذا الموضوع وفق أسس إنسانية والتزمنا حرفيا باتفاقيات الهجرة، لكن الاتحاد الأوروبي لم يطبقها”.

وقال تشاويش أوغلو “لقد قمتم على مدار 4 سنوات بدفع قوارب 80 ألفا من اللاجئين في عرض البحر، وحتى أنكم قمتم بإغراق العديد منهم بما فيهم أولئك الذين لم يعبروا إلى بلادكم عبر تركيا”.

وأرفد “نحن لم نتحدث عن هذا أمام وسائل الإعلام، لكنكم تقومون الآن باتهام تركيا، وهذا لا يمكن قبوله على الإطلاق”.

وواصل تشاويش أوغلو “إذا استمريتم في اتهام شعبنا وبلدنا بهذه الادعاءات الباطلة، فنحن سنضطر لإعطائكم الجواب المناسب”.

وشدد تشاويش أوغلو على ضرورة الابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع والاستفزازات في العلاقات بين تركيا واليونان، مضيفاً “نعتقد أن المشاكل مع اليونان يمكن حلها عبر الحوار البناء”.

وحول الخلاف في شرقي المتوسط، أوضح تشاويش أوغلو لديندياس أنه “إذا كنتم تريدون مواصلة التوتر عبر هذا النقاش، فبإمكانكم مواصلته ونحن سنفعل ذلك”.

وأكد تشاويش أوغلو أن الدعم الذي تقدمه بعض الدول لليونان ضد تركيا لن يجدي نفعا، وأرفد قائلا “نحن نستطيع حل المشاكل بشكل ثنائي، لكن الاتحاد الأوروبي وبقية الدول التي استنجدتم بها ونحن نعلم لماذا أظهروا لكم الدعم، لم ينفعوكم”.

كما شدد تشاويش أوغلو  على ضرورة “الابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع والاستفزازات” في العلاقات بين تركيا واليونان.

وفي وقت سابق اليوم، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزير الخارجية اليوناني، في المجمع الرئاسي.

وحضر اللقاء، الذي استمر 45 دقيقة، وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو.

وكان تشاويش أوغلو قد استقبل ديندياس في وقت سابق اليوم، في أنقرة.

وكان ديندياس قد وصل إلى إسطنبول أمس الأربعاء، حيث بدأ لقاءاته مع بطريرك الروم الأرثوذكس في إسطنبول، بارثولوميوس.

وعقب اللقاء، أجرى ديندياس زيارة لثانوية الروم الخاصة بمنطقة “تقسيم” في إسطنبول.

وتأتي زيارة الوزير اليوناني إلى تركيا، عقب الجولة الـ 62، للمباحثات الاستكشافية بين البلدين، والتي عُقدت في آذار/مارس الماضي في تركيا.

وأمس الأربعاء، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، أرسطوتيليا بيلوسي، إن “هدف أثينا هو تخفيف التوتر ومحاولة خلق مناخ إيجابي” حسب تعبيره.

وأشار بيلوسي إلى أنه “في أول فرصة عندما تكون الظروف مناسبة، سيعقد اجتماع بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميكوتاكيس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى