دوليهام

بعد “أزمة الكرسي” أمام أردوغان.. الاتحاد الأوروبي يعيش أزمة بروتوكول جديدة

يعيش الاتحاد الأوروبي أزمة بروتوكول جديدة أثارت جدلا في أروقته، إثر مخالفة مكتب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين، أعراف البروتوكول، خلال رده على رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية، اليوم الخميس، فقد بعث زيلينسكي رسالة لرئيسة المفوضية الأوروبية، يدعوها فيها لحضور مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 30 لاستقلال أوكرانيا، وقمة “منصة القرم” يومي 23 و24 من آب/أغسطس المقبل.

وبينما من المفترض أن ترد دير لاين على رسالة الرئيس الأوكراني، إلا أن مدير مكتبها بيورن سيبرت، قام بالرد عنها معتذرا عن حضور المراسم.

واعتذر سيبرت عن حضور رئيسته وعدم تمكنها من تلبية الدعوة الأوكرانية، مبررا ذلك بـ”ضغوط العمل”، وتزامن الدعوة مع فترة عطلة مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وكان من المفترض أن ترد رئيسة المفوضية الأوروبية على رسالة الرئيس الأوكراني، بنفسها، وليس من خلال مدير مكتبها، وفق الأعراف البروتوكولية الرسمية.

وتعتبر هذه الأزمة الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين، بعد وقوع رئيسة المفوضية الأوروبية بخطأ بروتوكولي خلال استقبالها من قِبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قبل أيام.

وكانت “أزمة الكرسي” قد أحدث ضجة دبلوماسية كبيرة، بعد أن أظهر مقطع فيديو جانبا من اللقاء الذي جمع القادة، الأسبوع الماضي، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث كشف كيف أن كلا من أردوغان وميشيل استقرا على مقعديهما، بينما ظلت فون دير لاين، تبحث عن مكان للجلوس فيه.

ووضعت فون دير لاين نفسها في موقف محرج متجاهلة الأعراف الدبلوماسية، حيث وقفت تحدق بهما، وأشارت بيدها اليمنى وبدا أنها تقول “إحم”، في محاولة منها لتنبيه الحاضرين.

في النهاية عُرض عليها أريكة مقابل وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الذي يحتل مرتبة متدنية عن فون دير لاين في البروتوكول الدبلوماسي النموذجي.

وأصدرت المفوضية الأوروبية بياناً أسفت فيه مما أسمته “طريقة التعامل الذكورية” في أنقرة مع رئيستها.

ويومها قال وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو إن “تنفيذ بروتوكول الجلوس معتمد من قبل الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف تشاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في العاصمة التركية أنقرة، أن “الفرق المعنية بتنظيم البروتوكول تجتمع قبيل الزيارات المقررة وتجري المباحثات اللازمة”.

ولفت إلى أن “البروتوكول المتبع خلال اللقاء بين أردوغان وميشيل ودير لاين في أنقرة، الثلاثاء الماضي، كان معتمدا من الاتحاد الأوروبي”.

وأردف “بعبارة أخرى، تم تحديد ترتيب الجلوس بما يتماشى مع الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي”.

كما علقت مجلة “دير شبيغل” الألمانية على ما بات يعرف بـ”أزمة الكرسي”، والتي حصلت مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال استقبالها برفقته من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة التركية أنقرة.

جاء ذلك في تقرير نشرته المجلة، تحت عنوان “الاتحاد الأوروبي يضع نفسه بموقف سخيف أمام العالم”.

وقالت المجلة إن دير لاين “تم خداعها أثناء زيارة تركيا، والخطأ يقع على عاتق رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، وليس أردوغان صاحب المكتب”.

وأكدت المجلة أن ما جرى “هو واحد من صور صراع القوى بين الطرفين (ميشيل ودير لاين) والمستمرة منذ أشهر، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي”.

زر الذهاب إلى الأعلى