وجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، دعوة للمواطنين الأوكرانيين إلى زيارة تركيا ودعمها عبر زيادة الأنشطة السياحية معها، وذلك بعد أيام من إعلان روسيا تقليص رحلاتها الجوية إلى تركيا متذرّعة بوباء “كورونا”.
وذكرت الرئاسة الأوكرانية، في بيان، أن زيلينسكي أشاد بزيارته “المثمرة” إلى تركيا خلال اجتماع المجلس الوطني للدفاع والأمن، الذي عقد السبت الماضي في العاصمة التركية أنقرة.
وأشار البيان إلى أن “زيلينسكي قدم شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدعمه سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.
ولفت البيان إلى أن “زيلينسكي تناول مع أردوغان الظروف المتعلقة بالسياح الأتراك والأوكرانيين، وزيادة تدفق السياح بين البلدين”.
وأضاف “علينا دعم بعضنا البعض، لقد سمعتم أن روسيا ستحد السياحة إلى تركيا، هذا شأنهم الداخلي، برأيي علينا أن نفعل عكس ذلك تماما ونزيد السياحة، ونظهر دعمنا لتركيا”.
والإثنين الماضي، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الروسي، تاتيانا غوليكوفا، تقليص عدد الرحلات الجوية مع تركيا، اعتبارا من 15 أبريل/نيسان الجاري وحتى 1 يونيو/حزيران المقبل، في إطار تدابير مكافحة فيروس “كورونا”.
وأوضحت أن “التقييد يشمل الرحلات الجوية المجدولة والطيران العارض (الشارتر)”.
والجدير ذكره أن تركيا تمثل الوجهة السياحية الأولى للأوكرانيين، حيث بلغ عدد السياح الأوكرانيين القادمين إلى تركيا في عام 2020، نحو مليون سائح.
والسبت الماضي، أجرى زيلينسكي زيارة رسمية إلى تركيا شارك خلالها في الاجتماع التاسع للمجلس الاستراتيجي التركي الأوكراني رفيع المستوى.
اقرأ أيضا..
في 10 نيسان/أبريل الجاري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “التعاون العسكري بين تركيا وأوكرانيا ليس موجها ضد بلد ثالث”.
كلام أردوغان جاء في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في قصر هبر بمدينة إسطنبول.
وأضاف أردوغان أن “أنقرة عززت شراكتها مع أوكرانيا بمناسبة اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى”.
وشدد على أنه “يمكن حل التوترات في شرق أوكرانيا بشكل سلمي من خلال الحوار بما يتماشى مع القانون الدولي وسلامة أوكرانيا الإقليمية”.
وأعرب أردوغان عن أمله في انتهاء التوترات في أوكرانيا، مبينا أن “تركيا مستعدة لتقديم كل الدعم الضروري”.
وأفاد أردوغان أن “تركيا دافعت بقوة عن سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها”، لافتا أن “الصناعات الدفاعية تشكل بعدا مهما في علاقاتنا الثنائية مع أوكرانيا”.
وأكد أن “تحسين مستوى معيشة أشقائنا تتار القرم الذين اضطروا لمغادرة وطنهم مسؤولية تاريخية وإنسانية”.
وأشار إلى أن “هدفنا الأساسي هو أن يظل البحر الأسود واحة للسلام والاستقرار والتعاون”.
وتابع أردوغان “أكدنا دعمنا لـ(منصة القرم) التي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى توحيد المجتمع الدولي حول شبه الجزيرة”.
وواصل “نأمل انتهاء التصعيد شرقي أوكرانيا في أقرب وقت وحل النزاع عبر الحوار على أساس اتفاقية (مينسك)”.
وأردف أردوغان أن “بعثة المراقبة الأوروبية الخاصة إلى أوكرانيا يجب أن تواصل مهمتها لتحقيق الاستقرار في منطقة (دونباس)”.
واستكمل أنه “نثق بالوصول إلى هدف 10 مليارات دولار (سنويا) مع أوكرانيا من خلال توقيع اتفاقية التجارة الحرة”.
واستطرد أردوغان أنه “شرعنا في مشاورات لتأسيس منصة جديدة مع أوكرانيا بصيغة 2+2 يشارك فيها وزيرا خارجية ودفاع البلدين”.
من جانبه، قال زيلينسكي إن “دعم تركيا لاستعادة سيادتنا ووحدة أراضينا مهم للغاية”.
وأضاف أن “الصناعات الدفاعية قوة دافعة لشراكتنا الاستراتيجية مع تركيا”.
وتأتي زيارة زيلينسكي إلى تركيا وسط تجدد التوتر في منطقة في دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.
وفي وقت سابق، صرح زيلينسكي في زيارة لقوات بلاده على خط التماس في دونباس، أن “انتهاكات هدنة تموز/يوليو آخذة في الازدياد”، متهما مقاتلي دونيتسك ولوغانسك باستهداف قوات بلاده في المنطقة.
من جهتها، عززت روسيا قواتها على طول الحدود على الجانب الآخر من منطقة دونباس، محذرة أوكرانيا من محاولة شن حرب على سكان المنطقة، فيما تنفي كييف أنها تستعد لشن أي هجوم، وسط مخاوف أمريكية وغربية من الحشد العسكري الروسي على الحدود.
وفي وقت سابق السبت، استقبل أردوغان، زيلينسكي، في مدينة إسطنبول، وذلك في إطار زيارة يجريها الأخير لتعزيز العلاقات بين البلدين، وللمشاركة في اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وأوكرانيا.
والجمعة الماضية، قالت رئاسة الاتصال في الرئاسة التركية، إن زيلينسكي، يزور إلى تركيا السبت (اليوم) للمشاركة في اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وأوكرانيا.
وذكرت الرئاسة في بيان أن “النسخة التاسعة من اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وأوكرانيا ستنعقد السبت برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني زيلينسكي، في مدينة إسطنبول”.
وأوضح أن “الاجتماع سيتناول العلاقات التركية الأوكرانية في جميع جوانبها، وسيناقش الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير وتعميق التعاون الثنائي بين البلدين”.
وأشار البيان إلى أن “قضايا إقليمية ودولية ستكون على جدول أعمال المباحثات بين أردوغان وزيلينسكي، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لتتار القرم”.