مدونات TRمميز

الرئيس اللبناني ميشال عون.. “عثماني أصيل على نهج العثمانيين”

طالعنا اليوم السبت فخامة الرئيس اللبناني ميشال عون، بموقف ليس بجديد عليه، ولكن تعمد تكراره، وهو أنه اتهم الدولة العثمانية أنها “أبادت الأرمن”.

كلام عون جاء بمناسبة 24 نيسان/أبريل حيث يحيي الأرمن ما يدعون أنه “عمليات إبادة تعرضوا لها على يد العثمانيين المسلمين”، دون أن يستطيعوا حتى اليوم تقديم وثيقة تاريخية واحدة تدعم أكاذيبهم.

هذا الإحياء هو مجرد استفزاز لتركيا ومحاولة لأخذ الأموال منها كيف يتنعم بها تجار القضية على حساب الإنسانية التي يدعون، ولكن نقول لهم باختصار وبكلمة واحدة: هيهات.

فخامة الرئيس اللبناني ميشال عون لم يكتف بموقفه الجديد باتهام الدولة العثمانية أنها “أبادت الأرمن” بل قال أيضا إن الدولة العثمانية “تسببت بمجاعة للشعب اللبناني”.

بداية لا بد من توضيح أمر مهم وهو أن المجاعة التي يتحدث عنها فخامته كانت نتيجة الحروب العالمية التي افتعلها من يتحالف معهم اليوم في أوروبا وراح ضحيتها عشرات الملايين.. حلفاؤك يا فخامة الرئيس هم الذين قتلوا عشرات الملايين في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وليس المسلمين.

تلك المجاعة يا فخامة الرئيس لم تصب الشعب اللبناني فحسب بل أصابت منطقة الشرق الأوسط كلها، وكذلك أصابت إسطنبول والأتراك، ولكن من تسبب بها؟

حلفاؤك الأوروبيون الذي حاصروا المنطقة.. فليكن هذا واضحا لفخامتكم.

لن أخوض كثيرا.. ولكن لنفترض أن ما ذكرتُه أنا قبل قليل كذب وغير صحيح، وأنني أحاول تحريف التاريخ، لنفترض ذلك كي تبقى روايتكم صحيحة.

هذا يعني أن “العثمانيين فعلا هم من جوّعوا الشعب اللبناني وتسببوا بالمجاعة في لبنان وبالتالي بالمآسي والأحزان وفرار اللبنانيين من وطنهم وتدمير حياتهم الاقتصادية”.

سأسلم جدلا بصحة هذا الأمر.. وبالتالي هذا يعني أن فخامتكم تنتمون وبشكل أصيل للدولة العثمانية بل أحد قادتها، أي فخامتك عثماني أصيل.

لماذا نقول هذا.. لأن الوضع المؤلم الذي يعيشه لبنان حاليا هو بعهد فخامتكم.. وبالتالي فخامتك تدير البلاد “كما أدراها العثمانيون”.

التردي الاقتصادي الذي يعيشه لبنان الآن بعهد فخامتكم هو “نفسه الذي تسبب به العثمانيون للبنان”.. وبالتالي فخامتك تدير البلاد “كما أدراها العثمانيون”.

هروب الشباب اللبناني إلى خارج وطنهم وبحثهم عن فيزا هجرة يحصل اليوم بعهد فخامتكم.. وبالتالي فخامتك تدير البلاد “كما أدراها العثمانيون”.

عدم وجود حليب أطفال في غالبية المحال في لبنان اليوم (حسب ما يؤكد لنا أصدقاؤنا في لبنان) هو بعهد فخامتكم.. وبالتالي فخامتك تدير البلاد “كما أدراها العثمانيون وأخفوا وسرقوا الحليب من اللبنانيين”.

الأوضاع المعيشية التي نراها اليوم في لبنان وغياب شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية وإن وجدت تكون باهظة الثمن كثيرا هي نفسها التي “تسبب بها العثمانيون للشعب اللبناني”.. وبالتالي فخامتك تدير البلاد “كما أدراها العثمانيون”.

وقس على ذلك..

وبالخلاصة ففخامتكم عثماني أصيل.. فلا تنتقد العثمانيين.. وإن أردت انتقادهم فلا تعمل مثلهم ولا تتبع سياستهم، بل كن عكسهم مع شعبك.

ربما نقدر عداوة أمريكا والدول الأوروبية لتركيا، وحربها على تركيا لأسباب سياسية ودينية وتاريخية، هم ينتقدون تركيا ويحابرونها ولكنهم على الأقل يعملون لشعوبهم، لم يجوعوا شعوبهم.

وهنا، نعيد إرسال الرسالة العثمانية التي أرسلتها لكم سابقا فخامة الرئيس:

نرسل لفخامتكم رسالة “عثمانية” نعرض عليه ونذكره بما قام به العثمانيون للمناطق التي كانت ضمن أرض الخلافة، وأصبحت لاحقا بقرار من الاحتلال الفرنسي تعرف باسم “لبنان”.. لبنان الذي نحب اليوم ونحترم ولا نقبل أن يساء إليه، عكس رئيسه الذي يسيء لتركيا وتاريخها.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من سنوا عام 1909 قانون الجمعيات، الذي مازال ساريا حتى اليوم في لبنان، وهو قانون يكرس حرية تكوين الجمعيات ويحترم المادة 13 من الدستور، وبالتالي هناك فضل كبير للعثمانيين بهذه النقطة.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من أنشأوا بلدية في بيروت عام 1867، الأمر الذي كان له أثر إيجابي لناحية إبراز أهمية مدينة بيروت والتي تحولت إلى عاصمة ومركز لولاية بيروت عام 1887، وبالتالي هناك فضل كبير للعثمانيين بهذه النقطة.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من أنشأوا المصارف في لبنان، فبدأ فعليا في الفترة العثمانية ظهور المصارف المحلية والأجنبية، ومن أبرز المصارف المحلية بنك شيحا وفرعون، وبالتالي هناك فضل كبير للعثمانيين بهذه النقطة.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من أنشأوا غرفة التجارة والصناعة في بيروت عام 1898، والتي مازالت قائمة حتى اليوم، وبالتالي هناك فضل كبير للعثمانيين بهذه النقطة.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من بنو الجسور والسكك الحديدية والقطارات في لبنان، بنى تحتية مازالت موجودة حتى يومنا هذا شاهدة على الحضارة والرقي، إلا أن بعضها سقط قبل أيام بسبب إهمال صيانتكم لها وكاد يقتل عددا من اللبنانيين.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من بنو أهم بناء بالدولة اللبنانية اليوم، وهو مقر رئاسة الحكومة، حيث تدار شؤون لبنان تحت القبة العثمانية حتى يومنا هذا.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من بنوا المقر الذي تستخدمونه اليوم لحماية أمن لبنان واستقراره، أي مقر وزارة الداخلية اللبنانية الحالي.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من أعطوا الامتيازات للمسيحيين والدروز في لبنان بعد كانوا مضطهدين لسنين طويلة مضت.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من سمحوا ببناء أهم مساجد لبنان، وكذلك الكنائيس التي تقيم فخامتك فيها صلواتك في زمننا الحاضر.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من بنوا مقر الجامعة التي تتغنون بها في لبنان حتى يومنا هذا، وهو مقر الجامعة الأمريكية حاليا.

فخامة الرئيس، العثمانيون وخاصة السلطان عبد الحميد الثاني، هم من ساهموا بتأسيس مؤسسة قوى الأمن الداخلي في لبنان، هذه المؤسسة التي مازالت حتى اليوم قوية متميزة بحفظ الأمن والاستقرار.

فخامة الرئيس، العثمانيون وخاصة السلطان عبد الحميد الثاني، هم من رفضوا منح أرض فلسطين للصهاينة، الصهاينة الذين تنادي فخامتك ليل نهار أنهم يهددون لبنان وأمنه واستقراره، وربما هم نفسهم الذين اجتمعت فخامتك بهم قبل نحو 30 عاما على أرض لبنان؟!

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من حافظوا على فسيفساء لبنان وطوائفه، حتى بقي لبنان حتى يومنا هذا مضرب المثل بالعيش المشترك والتآخي.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم كتبوا تاريخ لبنان الحديث لا الاحتلال الفرنسي، ولا يمكن لفخامتكم كتابة التاريخ الحقيقي والمشرق للبنان دون الرجوع للأرشيف العثماني.

فخامة الرئيس، العثمانيون هم من خصصوا للبنان وشعبه الهدايا المميزة، وذلك شاهد بالتحديد في مدينتي بيروت وطرابلس، الأمر الذي يعبر عن عمق العلاقة والمحبة والاهتمام.

فخامة الرئيس، لم نعد في زمن صعب فيه التواصل والوصول للحقيقة، وبالتالي أنتم تحرجون أنفسكم عندما تذكرون وترددون روايات تاريخية لا أساس لها ولا صحة لها ولا دليل عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى