فنّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، مزاعم اتهام الدولة العثمانية بما يسمى “إبادة الأرمن”، موضحا أنه “حاليا يعيش في إسطنبول أكثر من 100 ألف أرمني”.
كلام أردوغان جاء في مؤتمر صحفي عقده عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
وأضاف أردوغان أن “الدولة العثمانية لم ترسل المواطنين الأرمن إلى أية أماكن أخرى، بل أعطتهم مهلة أسبوع من أجل أن يبدلوا أماكنهم داخل الحدود التركية”.
وتابع “عندما قاموا بنقلهم كان هناك تدابير إدارية تم اتخاذها وإرسال بيان متعلق بهذا الأمر لكل المدن”، لافتا أنه “لم يكن هناك أي منع من قبل الدولة لإيصال المساعدات لهم بل العكس فقد تم تأسيس دار أيتام لأبنائهم”.
وأكد أردوغان أنه “تم العثور على العديد من المقابر الجماعية في أرجاء تركيا لمواطنين قتلتهم العصابات الأرمنية، وعلى العكس من ذلك لم نجد مقابر لأرمن”.
وأرفد “في إسطنبول والمدن الغربية عاش 300 ألف أرمني في هذه المناطق وحاليا يعيش في إسطنبول وحدها أكثر من 100 ألف أرمني”.
كما ردّ أردوغان بقوة على نظيره الأميركي جو بايدن إثر وصفه “أحداث عام 1915” بـ”الإبادة الجماعية”، ناصحا إياه بـ”النظر في المرآة”.
وفيما يلي أبرز ما قاله أردوغان:
- جو بايدن رضخ لضغوطات الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا، عبر وصف أحداث 1915 بـ”الإبادة الجماعية بحق الأرمن”.
- بايدن استخدم عبارات آلمتنا وهي غير محقة ولا أساس لها، وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن.
- لا توجد أي دلائل تؤكد المزاعم الأرمينية، ولا يوجد قرار صادر عن محكمة دولية بهذا الشأن.
- يتم استخدام المسألة لدوافع سياسية، لم يحدث شيء يوصف بالمأساة الإنسانية في 1915، وما حدث هو إغلاق الحكومة العثمانية منظمات تعاونت ضدها مع البلدان المعادية أثناء الحرب.
- تركيا دعت الباحثين إلى تشكيل لجنة للنظر في الأرشيف العثماني لكن أحدا لم يستجب.
- يجب ترك مهمة تقصي الأحداث التاريخية وكشف الحقائق للمؤرخين وليس الساسة.
- أدعو الولايات المتحدة إلى التراجع فورا عن هذا الإعلان، فهذه خطوة خاطئة تؤثر على العلاقات الثنائية وتضعفها.
- الدولة العثمانية اتخذت قرار نقل وإسكان الأرمن كتدبير ضد تمرد قائم ومجازر متصاعدة وليس ضد تهديد محتمل.
- عدد الذين شملهم قرار النقل والإسكان لا يتعدى 600 ألف على أقصى تقدير بحسب التقارير الأمريكية والرقم الحقيقي أقل في الواقع.
- هناك مقابر جماعية للأتراك قتلهم الأرمن في أماكن كثيرة لكن لا يوجد أي مكان تجدون فيه مقبرة جماعية للأرمن لأن المجازر التي يتحدثون عنها لم تقع أصلا.
- إذا كنتم تتحدثون عن إبادة جماعية فيتعين عليكم النظر إلى المرآة ومحاسبة أنفسكم.
- قبل قرن كان أكثر من 80% من السكان في المنطقة الجغرافية التي تقع فيها أرمينيا اليوم مسلمون، أما اليوم لم يتبق أحد تقريبًا من المسلمين الأتراك والشركس في نفس المنطقة.
- الدولة العثمانية لم ترسل السكان الأرمن إلى أي بلد آخر بل انتقلوا داخل أراضي البلاد.
- عدد الذين فقدوا حياتهم من الأرمن خلال عملية تبديل أماكنهم بالكاد يصل إلى 150 ألف شخص وذلك جراء الأوبئة والحوادث الأمنية أو الاشتباكات مع قوات الأمن وبالطبع كل واحد منهم روح بشرية ورقم هام والمؤرخون والساسة الأرمن يعترفون أيضا بتضخيم الأرقام الحقيقية عبر إضافة صفر إليها.
والسبت الماضي، وصف بايدن أحداث عام 1915 بـ”الإبادة بحق الأرمن”، في خطوة استفزازية لمشاعر الضحايا المسلمين الذي سقطوا على أيدي العصابات الأرمنية في الفترة ذاتها.
وزعم بايدن في بيان أن “الأمريكيين يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم”.
وادعى قائلا “نحن نؤكد التاريخ. لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم على أحد وإنما لضمان عدم تكرار ما حدث”.
وفي 24 نيسان/أبريل من كل عام، يحيي الأرمن ما يسمونه “الذكرى السنوية لضحايا المجزرة”، محملين تركيا المسؤولية عنها، الأمر الذي تنفيه تركيا جملة وتفصيلا، بل وترى فيه أنه ورقة ابتزاز ضدها.
وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915، على أنه “إبادة جماعية”، وبالتالي دفع تعويضات.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق “الإبادة الجماعية” على تلك الأحداث، بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين.
وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور “الذاكرة العادلة” الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.