تعتبر تركيا وجهة سياحية عامة يقصدها نحو عشرات الملايين سنويا، حيث احتلت المرتبة السادسة عالميا عام 2019 بأكثر من 52 مليون سائح.
وما بين الطبيعة الفريدة التي تتمتع بها تركيا والاستثمارات الحكومية والأجنبية في هذا المجال، ينتعش قطاع السياحة في تركيا محققا لها مصدر دخل وفير، بات من الموارد الرئيسية للبلاد.
وإلى جانب قطاع السياحة العامة، فإن تركيا قد برزت في مجال السياحة العلاجية حتى غدت قبلة يقصدها السياح الأجانب من مختلف الدول حول العالم لهذا الغرض، حيث تشير الأرقام والمعطيات إلى أن تركيا نجحت في إحراز تقدم كبير في هذا المجال وباتت تنافس دولا أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا.
استثمار قوي من قبل الحكومة
السياحة العلاجية في تركيا، أي هناك صورة عن تطور هائل وقفزة نوعية حققتها تركيا في السنوات العشر الأخيرة على وجه الخصوص، حيث ضخت الحكومة استثمارات كبيرة في هذا المجال، وأولت اهتمامًا فريدا بالمجال الطبي قبل فيروس “كورونا” بسنوات.
وقد نجلى ذلك بوضوح من خلال المدن الطبية التي تضاهي نظيراتها في أوروبا، فضلًا عن المستشفيات الكبرى العملاقة التي تتمتع باستيعاب كبير لعدد المرضى، وأحدث الأجهزة والتقنيات.
الملاحظ أن الحكومة التركية منذ بدء انتشار فيروس “كورونا”، سرّعت من وتيرة استكمال هذه المشاريع الطبية العملاقة، حيث شهد العام 2020 افتتاح العديد من المدن الطبية والمستشفيات الكبرى.
القطاع الخاص “التجميل”
إلى جانب ذلك، يأتي دور القطاع الخاص عاملًا مهمًّا في إنعاش قطاع السياحة العلاجية، نحن نتحدث عن عشرات مراكز التجميل والعناية الصحية التي بدأت تنافس المراكز الأوروبية بسبب أسعارها المنطقية مقارنة مع المراكز الأوروبية.
وتشير العديد من استطلاعات الرأي إلى أن آلاف السياح باتوا يقصدون تركيا بدلًا من أوروبا، من أجل إجراء عمليات تجميلية على رأسها “قطاع طب الأسنان”، حيث أن عدد الأجانب الذين اختاروا تركيا لعلاج أسنانهم تجاوز 100 ألف سائح خلال 2020 حسب رئيس جمعية صناعة لوازم الأسنان ورجال الأعمال التركية “ديش سياد” (DİŞSİAD)، في آذار/مارس 2021.
لا شك أن تركيا من خلال قطاع “التجميل” استطاعت أن تكون علامة مسجلة على مستوى العالم، كما أنها تحقق 60% من إيرادات قطاع السياحة الصحية من خلال عمليات التجميل التي تجري في تركيا، ولعل أبرز المجالات التي يقصدها الأجانب في هذا القطاع هي زراعة الشعر وطب الأسنان بالدرجة الأولى.
المياه الحرارية
إضافة لكل ما سبق، فإن الطبيعة التي تتمتع بها تركيا تتيح لها استثمارًا وفيرًا في قطاع السياحة العلاجة، حيث أن تركيا تتمتع بنحو 1500 منشأة تقدم ميزة الاستشفاء عبر المياه الحرارية.
وفي هذا الصدد، يقصد عشرات آلاف السياح تركيا كل عام، بغرض الاستشفاء بالمياه الحرارية الموجودة في الينابيع والحمامات الجاهزة لا سيما التاريخية منها.
يُشار إلى أن تركيا تتربع في المركز الثالث عالميا في قطاع السياحة العلاجية، ولقد حققت تقدما ملحوظًا في هذا القطاع خلال العام الماضي 2020 على الرغم من جائحة “كورونا”، حيث استقبلت أكثر من مليون و300 ألف سائح، بينما كانت عام 2019 قد استقبلت 700 ألف سائح فحسب.
الجدير بالذكر أن مجلة فوربس الأمريكية توقعت في تقرير مطوّل العام الماضي، أن يشهد قطاع السياحة العلاجية في تركيا، أكبر أداء للنمو على مستوى السنوات الخمس القادمة. واصفة تركيا بأنها “الجنة الجديدة لأثرياء العالم”.