نشرت وكالة أنباء “رويترز” على موقعها الرسمي باللغة الإنكليزية، اليوم الإثنين، خبرا يصور المستوطنين الصهاينة على أنهم “ضحايا” يتعرضون لعنف الفلسطينيين “المجرمين”، وذلك خلال تغطيتها التي وصفها كثيرون بـ”المنحازة” لاعتداءات الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة.
وعنونت الوكالة خبرها بـ”فلسطينيون يرجمون سيارة إسرائيلية بعد أن تحطمت في القدس”، موضحة في خبرها أن “مجموعة من الفلسطينيين قامت برشق سيارة إسرائيلية بالحجارة في مشهد عنيف تم تصويره في شريط فيديو”.
وتعمدت الوكالة تحريف عنوان الخبر لتقوم بتصوير المستوطن الصهيوني الذي حاول دهس العديد من الفلسطينيين في الشارع على أنه “ضحية”، إلا أن مقطع فيديو تداوله العديد من الناشطين لنفس الحادثة أظهر حقيقة أن المستوطن كان يحاول دهس الفلسطينيين في الشارع.
وأضافت الوكالة أن “السائق (المستوطن) أوقف سيارته ورأسه مضرج بالدماء التي سالت على قميصه بجانب سيارته المحطمة”، مشيرة إلى أن “شرطي إسرائيلي جاء بعد 25 ثانية وأشهر مسدسه ليحمي السائق من الفلسطينيين الذين يترصدون السائقين الإسرائيليين، والذين هاجموا سيارته بالحجارة” على حد زعمها.
واستشهدت الوكالة بتسجيلات مصورة تم نشرها في موقع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مدعية أن “السائق فقد السيطرة على السيارة، لتنحرف وتصطدم بأحد رماة الحجارة الذي كان على الرصيف، ليهرع الأخير بالفرار بعد أن اصطدمت به السيارة”.
وغطت الوكالة ما حدث على أنه أعمال شغب واشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خارج المسجد الأقصى في البلدة القديمة، مبررة بشكل واضح محاولة المستوطن اليهودي دهس الفلسطينيين في الشارع.
كما تجاهلت في خبرها لتغطية الحدث أن ما يحدث جزء من خطة تسعى لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم وبناء مستوطنات إسرائيلية، غير شرعية بموجب القانون الدولي، وعمدت على تصوير ما يحدث على أنه نزاع وتوتر متصاعد وارد الحدوث في أي دولة حول العالم.
يشار إلى أن العديد من الوكالات والقنوات التلفزيونية في الدول الغربية، تتعمد تصوير عمليات إخلاء الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وبناء المستوطنات عليها بطريقة غير شرعية وغير قانونية، على أنها اشتباكات وأعمال شغب تحاول شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية قمعها. وذلك في تجاهل وصمت واضح ومنحاز ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي وقت سابق اليوم، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عدد الإصابات ارتفع إلى 278 في المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المرابطين داخل المسجد.
وأشار الهلال الأحمر في بيان إلى أن طواقمه نقلت إلى مستشفيات القدس والمستشفى الميداني إصابات عديدة، بينها إصابات مباشرة في الرأس والعين والصدر.
وأكد أطباء من داخل المسجد الأقصى أن الأوضاع الطبية والصحية صعبة جدا داخل وفي محيط المسجد الأقصى، مع نقص حاد بالمعدات الطبية.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين داخل المسجد الأقصى المبارك بالرصاص المطاطي والحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، اقتحاما عنيفا للمسجد الأقصى المبارك، حيث تصدى لها المصلون داخله بصدورهم العارية وما يمتلكونه من حجارة.