أدانت جميع الأحزاب في البرلمان التركي، اليوم الإثنين، اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى.
وأدان حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وذلك في بيان مشترك، داعين جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال.
وقال البيان “ندعو العالم بأسره إلى اتخاذ إجراءات فعالة وفاعلة من قبل المجتمع الدولي ضد انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي دون إضاعة المزيد من الوقت”.
وأرفد البيان “بصفتنا البرلمان التركي، فإننا ندين بشدة هذا الاضطهاد وغياب القانون”.
وتابع “ندعو لوقف عمليات الهدم والإجلاء في إطار القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة؛ ونعلن أننا نؤيد بالكامل دفع لإسرائيل للحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة وأن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجب أن تقف بقوة وراء هذه الدعوة”.
وأرفد “إننا نطالب وندعم المحكمة الجنائية الدولية من خلال اتخاذ موقف واضح ضد إسرائيل من الأحداث والجرائم ضد الإنسانية والوفاء بواجبها”.
وواصل “ندعو العالم بأسره والمجتمع الدولي إلى العمل بفعالية وكفاءة ضد انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي”.
وأكد البيان أن الأحزاب التركية مشتركة تؤكد “مواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل الحرية والعدالة والاستقلال”.
ومساء اليوم الإثنين، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحثا خلاله مستجدات الأحداث في فلسطين وتصاعدها في المسجد الأقصى.
وأفاد الديوان الأميري القطري في بيان، أن “حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تلقى اتصالاً هاتفياً مساء اليوم، من أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، استعرضا خلاله علاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين وأوجه تعزيزها وتنميتها”.
وأوضحت أنه “جرى خلال الاتصال مناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما مستجدات الأحداث في فلسطين وتصاعدها في المسجد الأقصى”.
وأفاد البيان أن أردوغان والشيخ تميم داعيا إلى “ضرورة وقف قوات الاحتلال الإسرائيلي لاعتداءاتها على المدنيين العزل، وعدم التصعيد وضبط النفس واحترام القانون الدولي والإنساني”.
وفي وقت سابق الإثنين، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا بشكل منفصل مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية.
وحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بحث أردوغان خلال الاتصالين الاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك والفلسطينيين.
وخلال المحادثات الهاتفية، وصف أردوغان هجمات الاحتلال على القدس بـ”الإرهاب”.
وأعرب أردوغان عن إدانته بشدة للظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، مشيرًا إلى أن “تلك الاعتداءات الحقيرة جرحت مشاعر البشرية جمعاء وليس مشاعر المسلمين فحسب”.
وفي سياق متصل، أكد أردوغان لعباس وهنية أن “تركيا ستواصل الوقوف بجانب أشقائها الفلسطينيين، وستحمي كرامة القدس والأقصى”.
كما تعهد أردوغان أن “تركيا ستبذل مزيدًا من الجهود لدفع العالم الإسلامي والمجتمع الدولي من أجل التحرك لإيقاف الهجمات والاعتداءات التي يشنها الاحتلال على القدس”.
يُشار إلى أن المتحدث الرئاسي إبراهيم قالن، قال اليوم، إن أردوغان يقود حملة دبلوماسية مكثفة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إيقاف انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى المبارك وسكان حي الشيخ الجراح القريب من المسجد.
وقال “ندين بشدة ما يحصل في القدس من قبل إسرائيل، وما يحصل هو جزء من محاولات منظمة للاعتداء على فلسطين وقمع الفلسطينيين”.
وتابع “نرفض دخول قوات الشرطة الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى، وإسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية سلامة الشعب الفلسطيني، وعليها التوقف عن مهاجمة الفلسطينيين”.
وشدد قالن أن “محاولة إخلاء حي الشيخ الجراح هي محاولات سياسية لا قضائية من قبل إسرائيل”.
وأكد أن “أردوغان يقوم بتحركات دبلوماسية مكثفة وكذلك وزير الخارجية التركي وأنا، من أجل الضغط على إسرائيل وإيقاف الخروقات ضد الفلسطينيين، وإيقاف عملية تغيير الوضع التاريخي والديني للقدس”.
وشدد أن “القدس مدينة مقدسة لكل المسلمين.. وما نره هو استمرار لمحاولات ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.. الفلسطينيون يعيشون هناك منذ قرون”.
ولفت قالن إلى أن “إسرائيل تزعم أنها الديمقراطية الوحدية في المنطقة ولكنها في الحقيقة هي تقوم على التمييز العنصري.. ونحن ندعو المجتمع الدولي وشعوب العالم من كل الأديان للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني”.
وفي وقت سابق اليوم، انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، صمت البعض عن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، وحديثهم في نفس الوقت عن السلام في الشرق الأوسط.
وقال تشاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” إن “عنف إسرائيل في المسجد الأقصى ضد الأبرياء لا ينتهي”.
وتابع “أولئك الذين لا يتحدثون عن هذه الفظائع، يجب ألا يتحدثوا عن عملية السلام في الشرق الأوسط”.
وشدد أن تركيا ستبقى إلى جانب القضية الفلسطينية، قائلا “سنبقى صوت إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين.. ندافع عن حقوقهم”.
واليوم أيضا، أطلقت الرئاسة التركية، نداء للعالم الإسلامي والعالم أجمع، وذلك على إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين داخله.
وفي تغريدة نشرها على حسابه في “توتير”، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون “نخاطب العالم الإسلامي: حان الوقت لنقول كفى لهجمات إسرائيل الدنيئة والظالمة.. ونخاطب البشرية جمعاء: هذا وقت إيقاف هذه الدولة الإرهابية (إسرائيل) عند حدها”.
وتابع ألتون “هذه مسؤوليتنا التاريخية والبشرية.. وحتى لو كنا وحدنا (تركيا) سنحارب هذا الظلم وسنقع ضده”.
من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” إن “العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين والضعفاء الفلسطينيين في القدس يجب أن يتوقف على الفور”.
ومساء الإثنين، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن “عدد الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى 20 شهيدا بينهم 9 أطفال”.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الاثنين، اقتحاما عنيفا للمسجد الأقصى المبارك، حيث تصدى لها المصلون داخله بصدورهم العارية وما يمتلكونه من حجارة.