تقاريرمميز

للتذكير.. هذه هي مكانة المسجد الأقصى في الإسلام

على اختلاف وتنوع مشارب المسلمين وتعدد الاختلافات بين دولهم وحكامهم، إلا أنه لا أحد يشك بولاء جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ للمسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس في فلسطين.

حينما يكون الحديث عن المسجد الأقصى تسقط الخلافات والاصطدامات، ما يعزز لدى المسلمين الشعور بالتوحد والحاجة الماسة له، في هذه الظروف العصيبة.

قال الله تعالى في القرآن الكريم :”سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”.

وقال تعالى :”فَإذَا جَاءَ وعْـدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وجُوهَكُمْ ولِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ولِيُتَبِّرُوا مَـا عَلَوْا تَتْبِيرا”، وقد أجمع المفسرون على أن المسجد المذكور هاهنا هو المسجد الأقصى.

كما وردت عدة أحاديث نبوية تبين فضل ومنزلة المسجد الأقصى وبيت المقدس في الإسلام، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”، متفق عليه.

عن ذي الأصابع رضي الله عنه قال :”قلت يا رسول الله: إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس، فلعله ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذاك المسجد ويروحون”.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـرج بي إلى السماء”.

يختلف المسلمون على مر التاريخ في المذهب والمشرب والفكر وبعض فروع العقيدة، لكنهم لم يختلفوا يومًا ما على حب المسجد الأقصى وحب القدس والذود عنهما والتضحية بالغالي والنفيس لأجلهما.

ولا شك أن هذا الشعور الفريد لدى المسلمين، يدفع الكثيرين من لا يستوعبونه، للتعجب أو التساؤل عن سر تكاتف المسلمين فيما بينهم حينما يكون الأمر متعلقًا بالقدس والمسجد الأقصى.

إن عيون المسلمين وقلوبهم ترحل للأقصى كل يوم، تطوف في باحته، وتسعى بين سارياته، تقبل منبره ومحرابه، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين.

يحتل الأقصى مكانة في قلوب المسلمين تنبع من ذات المكانة التي يتبوؤها في الإسلام، فهو يأتي بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، كما أنه القبلة الأولى للمسلمين، ومنتهى مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونقطة انطلاق معراجه نحو السماء، وهو المسجد الذي بارك الله حوله.

كما أن الأرض المقدسة التي تحتضن المسجد الأقصى لها المكانة العظمى في قلوب المسلمين، يحنون إليها ويملؤهم الأمل لرؤية جمال تلك المدينة التي كانت حاضرة فلسطين منذ القدم وكما هي اليوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى