ردت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء، على مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب مواقفه الأخيرة الرافضة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وجرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان إن “تصريحات الرئيس أردوغان ليست موجهة ضد اليهود، بل ضد الحكومة الإسرائيلية التي تسببت بقتل عشرات الفلسطينيين الأبرياء، ومعظمهم من الأطفال والنساء والشباب”.
وأشار البيان إلى أن “المجتمع التركي يحترم جميع المعتقدات ويتمتع بثقافة التعايش السلمي بين مختلف الجماعات الدينية والعقائدية، ولا يوجد أي مجال لمعاداة السامية في هذا المجتمع”.
وذكّر البيان أن “تركيا من الدول الرئيسية التي حملت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قرار اعتبار معاداة السامية انتهاكا لحقوق الإنسان”.
وفي السياق ذاته، شدد البيان على أنه “لا ينبغي استغلال مفهوم معاداة السامية كي يكون حصانة للحكومة الإسرائيلية من أي انتقاد أو مساءلة إزاء ما تقوم به من جرائم فصل عنصري وتطهير عرقي وديني وثقافي بحق الشعب الفلسطيني”.
ولفت البيان إلى “الأبعاد الخطيرة لذلك والتي تتجلى بتهميش القضية الفلسطينية بسبب الفيتو الذي تستخدمه إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة)”.
واعتبر أن “عرقلة الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات بشأن إسرائيل في مجلس الأمن المسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، شجّع إسرائيل على مواصلة جرائمها”.
وتابع “بالطبع ليس من قبيل المصادفة أن تكون الدولة التي تمنح إسرائيل حصانة من خلال مجلس الأمن، هي ذاتها التي تتهم اليوم الرئيس أردوغان بمعاداة اليهود”.
وأكد أن “الإدارة الأمريكية تعيش تناقضا خطيرا، فهي بالأمس القريب وصفت أحداثا حصلت عام 1915 بـ(الإبادة الجماعية)، دون الاستناد إلى أي دليل أو وثائق تاريخية”.
ودعا البيان الإدارة الأمريكية إلى “السعي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، بدلًا من توجيه اتهامات جائرة لا أساس لها ضد قياداتنا”، مشيرا إلى أن “التخلي عن حق النقض (فيتو) هو أهم خطوة في هذا الصدد”.
وفجر اليوم، هاجمت وزارة الخارجية الأمريكية، أردوغان بسبب مواقفه الأخيرة الرافضة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وجرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان إن “الإدارة الأمريكية تدين خطاب أردوغان”، متهما إياه أنه “خطاب يعادي السامية وضد الشعب اليهودي”، على حد زعمه.
وتابع برايس “ندعو الرئيس أردوغان والقادة الأتراك الآخرين إلى تجنب الكلمات التي قد تزيد من التحريض على العنف”، على حد تعبيره.
وتابع زاعما “الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع الأكاذيب الخطيرة التي غالبا ما تصاحب معاداة السامية وتدعم معاداة السامية.. يجب أن نقف دائما بوجه الأكاذيب”.
ودعا برايس تركيا لـ”الانضمام للولايات المتحدة لإنهاء الصراع بين إسرائيل وفلسطين”.
يشار إلى أن أردوغان وفي كل مناسبة، وخاصة خلال الأسبوع الماضي، يهاجم الاحتلال الإسرائيلي المستمر بعدوانه على الشعب الفلسطيني، مشددا أن “إسرائيل هي دولة إرهاب وإجرام تقتل الأطفال وتعير في الأرض فسادا”.
وعلى إثر العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، دعا أردوغان لإرسال قوات حماية دولية تحمي الشعب الفلسطيني والمقدسات، فضلا عن قيادته لحملة دبلوماسية تركية واسعة على مستوى العالم لإيصال وجه نظر الشعب الفلسطيني ونقل الصورة الحقيقة التي تقوم بها “إسرائيل” في فلسطين.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 10 أيار/مايو الجاري، عدوانا مستمرا على قطاع غزة أوقع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، فضلا عن استمرار اعتداءات شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين فيه واستمراره بمخطط إخلاء المقدسيين من منازلهم في حي الشيخ جرح في القدس المحتلة.