قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن تركيا ستتحدث بأعلى صوتها دون أن تصمت إزاء الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي.
كلام أردوغان جاء خلال كلمة له بمناسبة عيد الشباب والرياضة وإحياء ذكرى أتاتورك، الذي يصادف يوم 19 أيار/مايو من كل عام.
وقال أردوغان “بينما يصمت العالم اليوم إزاء ما يجري من جرائم بحق الشعب الفلسطيني على يد إسرائيل، فإننا عزمنا على أن نقف ضد ذلك بأعلى صوتنا”.
وأشار إلى أن “القسوة والصراعات والكراهية تنتشر في معظم الأماكن التي عاش فيها أجدادنا في الماضي بسلام تحت مظلة العدالة والأمن”.
وتابع “في فلسطين هناك مئات الأبرياء الذين يُقتلون بأحدث الأسلحة الثقيلة، وجلهم من النساء والأطفال”.
وأضاف “لا يمكننا أن نصفق لأولئك الذين قتلوا حنظلة، لا يمكن أن نسامح من يقتل الأطفال الصغار، أو يحرمهم من آبائهم أو أمهاتهم”، مشيرًا إلى أنّ هناك “عشرات الأطفال الذين يتمّوا الآن بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي”.
واستشهد بالطفل الفلسطيني الذي كان يلحق بجنازة أبيه ويصرخ باكيا “يا أبي مع السلامة، يسر الله لك”.
وفي هذا الصدد، قال أردوغان “نحن أيضا في الطريق الذي يودع فيه الطفل والده الشهيد الذي سقط وهو يناضل من أجل تحرير بلده”.
ولفت إلى أنّ “هناك من ينتقدنا بسبب موقفنا هذا.. يقولون: يجب أن لا يتحدث أردوغان بهذه الطريقة.. ماذا تريدوننا أن نفعل إذن؟ هل نصفق؟ سنصرخ بأعلى صوت”، في رد منه على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي السياق ذاته، أشار أردوغان إلى أن “الدول والمنظمات الدولية التي تحاضر في الديمقراطية وحوق الإنسان، تصمت إزاء ما يجري اليوم في غزة”.
وتابع “أولئك الذين يتجاهلون صرخات الأبرياء وآهاتهم بسبب الظلم والعدوان الإسرائيلي، إنما يمهدون في الواقع الطريق للكوارث التي ستحل بهم”.
وأكد على أنه “لا يمكن أن يكون القوي دائمًا على حق، وأن تركيا وجدت من أجل تأسيس عالم يكون فيه صاحب الحق هو القوي”.
وشدد أدروغان على أنّ “كل صرخة يصرخها طفل فلسطيني تعتبر مسؤولية في أعناقنا”.
وأضاف “الفلسطثيون لا يُقتلون فحسب بل الإنسانية جمعاء، وحينما يسقط منزل فلسطيني فإنما يسقط فوق رؤوس الإنسانية جمعاء”.
واعتبر أردوغان أن “الاحتلال الإسرائيلي كلما استفحل في جرائمه أظهر أن نهايته باتت قريبة”.
وشدد بالقول “علينا أن نصل إلى كل المظلومين حول العالم، وأن نقف ضد الظلم.. نعلم أن ذلك يحتاج إلى دفن ثمن، لكننا لن نتردد أبدا في دفع الثمن”.
وأردف “نحن نعلم جيدا أننا إذا بقينا صامتين اليوم إزاء ما يجري في فلسطين وسوريا والعراق وإقليم قراه باغ (في أذربيجان) زتركستان الشرقية وليبيا من اضطهاد، فإننا سنرى الظلم على أبوابنا غدا”.
وأكد أدروغان على أنه “لا يمكننا أن نتردد في التضحية بأرواحنا دون أن ترف أعيننا، لأن القيم التي نؤمن بها تدعونا لذلك”.
وشدد على أن “هناك مسؤولية محملة على عاتقنا من التاريخ والماضي، علينا نحن أن نتبنى هذه المسؤولية وأن ندافع عن كل بلد يتعرض للظلم من قبل الدول الظالمة والمعتدية”.
وأضاف “علينا أن نكافح من أجل المظلومين في كل أنحاء العالم، وأن نكافح الإرهاب في كل مكان في العالم”.
وكانت الخارجية الأمريكية قد هاجمت، فجر اليوم، أردوغان بسبب مواقفه الأخيرة الرافضة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وجرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان إن “الإدارة الأمريكية تدين خطاب أردوغان”، متهما إياه أنه “خطاب يعادي السامية وضد الشعب اليهودي”، على حد زعمه.
وتابع برايس “ندعو الرئيس أردوغان والقادة الأتراك الآخرين إلى تجنب الكلمات التي قد تزيد من التحريض على العنف”، على حد تعبيره.
وتابع زاعما “الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع الأكاذيب الخطيرة التي غالبا ما تصاحب معاداة السامية وتدعم معاداة السامية.. يجب أن نقف دائما بوجه الأكاذيب”.
ودعا برايس تركيا لـ”الانضمام للولايات المتحدة لإنهاء الصراع بين إسرائيل وفلسطين”.
يشار إلى أن أردوغان وفي كل مناسبة، وخاصة خلال الأسبوع الماضي، يهاجم الاحتلال الإسرائيلي المستمر بعدوانه على الشعب الفلسطيني، مشددا أن “إسرائيل هي دولة إرهاب وإجرام تقتل الأطفال وتعير في الأرض فسادا”.
وعلى إثر العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، دعا أردوغان لإرسال قوات حماية دولية تحمي الشعب الفلسطيني والمقدسات، فضلا عن قيادته لحملة دبلوماسية تركية واسعة على مستوى العالم لإيصال وجه نظر الشعب الفلسطيني ونقل الصورة الحقيقة التي تقوم بها “إسرائيل” في فلسطين.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 10 أيار/مايو الجاري، عدوانا مستمرا على قطاع غزة أوقع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، فضلا عن استمرار اعتداءات شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين فيه واستمراره بمخطط إخلاء المقدسيين من منازلهم في حي الشيخ جرح في القدس المحتلة.