أشاد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس”، سامي أبو زهري، الأحد، بالموقف التركي الداعم للشعب والقضية الفلسطينية على الصعيدين الرسمي والشعبي، خاصة خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وقال أبو زهري في تصريح خاص لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “حركة حماس تنظر بتقدير كبير للموقف التركي الرسمي والشعبي”، مضيفا أنه “على الصعيد الرسمي كان هناك تواصل مستمر بين قيادة الحركة بمختلف المستويات وخاصة الأستاذ إسماعيل هنية مع الرئيس أردوغان، لوضعه في صورة الاتصالات والمشاورات حول ما يجري من عدوان في غزة”.
ولفت إلى أن “الموقف التركي اتخذ خطوات مبادرة قوية اتضحت من خلال التصريحات الرسمية التي صدرت على لسان الرئيس أردوغان أو على لسان مختلف القيادات والمسؤولين الأتراك”.
وتابع “وكذلك من خلال الخطوات الدبلوماسية والاتصالات التي أجرتها القيادة التركية مع مختلف الأطراف في المنطقة والأطراف الدولية لوقف العدوان على غزة”.
وأثنى أبو زهري على الموقف الرسمي التركي، قائلا إنه “كان مميزا وحاضرا على مدار أيام العدوان على غزة والقدس”، مشيرا إلى أنه “فيما يتعلق بالموقف الشعبي كان هناك حراك قوي ومظاهرات يومية في مختلف الولايات التركية حيث أعطت رسالة قوية وواضحة أن القدس وغزة ليستا وحيدتين”.
وأعرب القيادي في “حماس” عن تقديره كذلك لـ”حملة التبرعات الواسعة التي نظمتها الجمعيات والمؤسسات التركية فضلا عن الاستعداد الرسمي التركي لتزويد غزة بما تحتاجه من إمكانات طبية ومساعدات طوارئ لإزالة الأنقاض”.
وأكد أبو زهري “نحن نعتز بالموقف التركي ومرتاحون لحجم التفاعل الرسمي التركي، وتركيا دائما حاضرة في القضية الفلسطينية”، مضيفا “نحن في حماس حاضرون لتوظيف هذه العلاقة المميزة لصالح القضية الفلسطينية”.
يشار إلى أن المدن التركية كافة شهدت مظاهرات حاشدة جدا على مدى أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، تنديدا بالعدوان وتأكيدا على دعم الأتراك للقضية الفلسطينية، في حين انطلقت حملات إغاثية واسعة في الداخل التركي لدعم أهالي قطاع غزة خاصة في مرحلة إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
وعلى الصعيد السياسي، عمد أردوغان وفي كل مناسبة، وخاصة خلال الأسبوع الماضي، على مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدوانه على الشعب الفلسطيني، مشددا أن “إسرائيل هي دولة إرهاب وإجرام تقتل الأطفال وتعير في الأرض فسادا”.
وعلى إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني، دعا أردوغان لإرسال قوات حماية دولية تحمي الشعب الفلسطيني والمقدسات، فضلا عن قيادته لحملة دبلوماسية تركية واسعة على مستوى العالم لإيصال وجه نظر الشعب الفلسطيني ونقل الصورة الحقيقة التي تقوم بها “إسرائيل” في فلسطين.
مواقف أردوغان الرافضة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وجرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة، دفعت وزارة الخارجية الأمريكية لمهاجمته، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان إن “الإدارة الأمريكية تدين خطاب أردوغان”، متهما إياه أنه “خطاب يعادي السامية وضد الشعب اليهودي”، على حد زعمه.
وتابع برايس “ندعو الرئيس أردوغان والقادة الأتراك الآخرين إلى تجنب الكلمات التي قد تزيد من التحريض على العنف”، على حد تعبيره.
وتابع زاعما “الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع الأكاذيب الخطيرة التي غالبا ما تصاحب معاداة السامية وتدعم معاداة السامية.. يجب أن نقف دائما بوجه الأكاذيب”.
لترد وزارة الخارجية التركية مباشرة على الاتهامات الأمريكية لأردوغان حيث قالت في بيان إن “الاتهامات غير مقبولة”، داعية الإدارة الأمريكية إلى “السعي لوقف الهجمات الإسرائيلية على المدنيين بدلا من توجيه اتهامات لا أساس لها”.
وشددت الوزارة على أنه “لا ينبغي استغلال مفهوم معاداة السامية لإعفاء إسرائيل من النقد إزاء سياسات التطهير العرقي والديني والثقافي التي تمارسها”.
ودخل قرار وقف إطلاق النّار حيّز التنفيذ عند الساعة الـ 02:00 فجر يوم الجمعة الماضي، بعد 11 يومًا من اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربية واشتداد عملياته العسكرية الجوية على قطاع غزة، ما جعل المقاومة الفلسطينية ترد بعمليات قصف مماثلة.
ويوم الجمعة الماضي، أثنى عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، عزت محمد الرشق، على دور تركيا في دعم القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، قائلا إنها ترفع راية القدس وتوصلها إلى كل محفل دولي.
وأضاف الرشق في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، مساء الجمعة، “كنا نخوض المفاوضات السياسية لـ(سيف القدس) مستندين على ركن الله المتين، ثم على رجال القسام البواسل، وعلى أمتنا التي عمل مسؤولوها كخلية نحل جعلت القدس وغزة على سلم أولوياتها”.
وحول دور تركيا في دعم المقاومة الفلسطينية، قال الرشق إن “تركيا حملت راية القدس، نشرًا ودفاعًا وإيصالًا إلى كل محفل دولي، وردّت السهام الدولية المسمومة التي حاولت التغافل عن جرائم المحتل الصهيوني”.