هنية للإعلام التركي: اخترقنا الدائرة الأمنية لـ”إسرائيل” وانتصرنا رغم اختلاف القوة
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، إن “المقاومة تمكنت من اختراق الدائرة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي”، مشددا أن “نجاحها في ذلك رغم اختلاف القوى يعتبر نصرًا”.
كلام هنية جاء خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “خبر ترك” التركية، اليوم الإثنين، في الأسبوع الأول بعد وقف العدوان الإسرائليي على قطاع غزة إثر قرار وقف إطلاق النار.
وأكد هنية أن “على الاحتلال الإسرائيلي أن يعلم أن القدس وفلسطين هي خط أحمر بالنسبة لنا، وأن أي اعتداء على القدس أو المسجد الأقصى بشكل خاص لن يبقى دون رد”.
وتابع “عليهم أن يعلموا أن كل قطعة من الأراضي المحتلة باتت في مرى نيراننا، ودفاعنا عن حقوقنا سيكون من خلال الرد بشكل قاسي على أي عدوان إسرائيلي”.
وأشار هنية إلى أن “المقاومة باتت تتبع استراتيجية جديدة سواء على صعيد الدفاع أو الاستخبارات”، مضيفا “أعتقد أننا نجحنا إلى حد كبير في ذلك، ولقد رأى العالم حجم المقاومة التي أظهرناها، كما رأى شجاعتنا وإرادتنا”.
وأضاف “لقد رأى الاحتلال الإسرائيلي ذلك أيضا، وقد وجد نفسه مضطرا في النهاية على التوقيع على وقف إطلاق النار مع حماس وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية”.
وعلى صعيد آخر اعتبر هنية أن اجتماع الجامعة العربية حول التطورات في فلسطين وغزة “يحمل رسالة تعتبر مهمة بالنسبة لنا”.
وأردف “كذلك نرى اجتماعات مجلس الأمن التابع الدولي مهمة، ولقد اتضح للعالم أجمع أن غالبية الدول الأعضاء تقف إلى جانب القضية الفلسطينية ضد العدوان الإسرائليي”.
وفي السياق ذاته، دعا هنية إلى انعقاد مزيد من هذه الاجتماعات، لافتًا إلى “ضرورة إجراء مزيد من الضغط من أجل ضمان أن يكون المستقبل أكثر سلامًا”.
وشدد هنية قائلا “على منظمة التعاون الإسلامي أن تؤكد على أحقية وشرعية دفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه، ويجب أن تقدّم الدعم في هذا الصدد سواء على الصعيد السياسي أو المالي”.
اهتمام تركي بالغ وواضح إزاء القضية الفلسطينية
وفي سياق متصل، ضرب هنية بتركيا مثلًا في الاهتمام بالقضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى في المحافل الدولية.
وثمّن هنية موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، وموقف البرلمان التركي الذي أعلن بالإجماع دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن شكره بشكل خاص للرئيس التركي أردوغان على “مواقفه البارزة في هذا الصدد”، كما شكر الأتراك والمقيميين في تركيا الذين احتجوا أمام السفارة والقنصلية الإسرائيلية، وخرجوا لدعم الشعب الفلسطيني.
وأوضح هنية “لم نتفاجأ في الحقيقة من هذا الدعم، ولقد بدا جليًّا مرة أخرى مدى حب الشعب التركي لنا ولفلسطين. لن ننسى هذا الدعم أبدًا”.
وأضاف “لن ننسى أيضًا سفينة مافي مرمرة والشهداء الأتراك الذين سقطوا خلال تلك الأحداث في سبيل كسر الحصار عن غزة.
وفي هذا الجانب، أشار إلى أنه بصدد إجراء زيارة قريبًا إلى تركيا ولقاء الرئيس التركي أردوغان “لإجراء مشاورات سياسية حول المستقبل”.
وشدد هنية أن “تركيا دولة كبيرة ونحن ندرك ذلك بشكل جيد، وإن دعم تركيا لنا مهم للغاية.. سأتناقش مع الرئيس أردوغان حول دعوته لإرسال آلية حماية دولية بهدف حماية القدس”.
ترسيم الحدود البحرية ممكن ويحمل نتائج إيجابية
على صعيد آخر، وفي دره حول سؤال عن إمكانية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين، على غرار الاتفاقية التركية ـ الليبية، أجاب هنية أن “ذلك ممكن”.
وأوضح هنية أن “هذه الحدود المشتركة بالطبع ستحمل مصالح لكلا الطرفين”.
وأضاف أن المحادثات الثنائية التي يمكن أن تجري حول ترسيم الحدود البحرية، “ستحمل نتائج إيجابية”.
ولفت هنية إلى أنه “من الأنسب فتح المجال للنقاش حول هذا الموضوع، بمشاركة دول المنطقة”.
وألمح هنية إلى ضرورة وجود علاقات قوية بين تركيا ومصر على هذا الصعيد، حيث قال “نحن ندعم أي تقارب بين تركيا ومصر، ونحن نرى تركيا ومصر دولتين مهمتين في المنطقة”.
وأكد أن “أي خطوة مشتركة بين فلسطين وتركيا، ستكون بالطبع في مصلحة البلدين”.
ولفت إلى “الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها السواحل الفلسطينية، من حيث احتوائها على الغاز الطبيعي”.
وشدد هنية على ضرورة حل الخلافات الداخلية في فلسطين، في هذا الصدد.
وأردف “أعتقد أن العدوان الأخير على غزة أوضح للجميع ضرورة انعقاد مصالحة داخلية وإنشاء مبادرة مشتركة، من شأنها تبني علاقات جيدة مع دول المنطقة والعالم الإسلامي”.
يُشار إلى أن الأميرال التركي ورئيس أركان القوات البحرية التركية السابق، جهاد يايجي، كان قد تحدث الأسبوع الماضي خلال لقاء صحفي، عن إمكانية التوقيع على اتفاقية ترسيم حدود بحرية بين تركيا وفلسطين، على غرار ليبيا.
واشترط يايجي تحقيق مصالحة داخلية تضمن وجود حكومة موحدة تتمتع بسيادة على غزة، التي تجمع بينها وبين تركيا حدود بحرية.