سياسةهام

بالأرقام.. ياسين أقطاي يسخر من “مسرحية” الانتخابات في سوريا

سخر ياسين أقطاي، الإثنين، من الانتخابات الرئاسية التي أجراها رأس النظام السوري بشار الأسد وفاز فيها بنسبة 95.1%، واصفا إياها بـ”المسرحية”.

جاء ذلك في مقال نشره أقطاي بصحيفة “يني شفق” التركية، بعنوان “الانتخابات في سوريا حقيقة لا نكتة!”، حيث قال “عرض بشار الأسد مسرحية انتخابية مبتذلة، وبأبشع طرق التهكم والسخرية من الديمقراطية وإرادة الشعب، وهو الذي لم يقدم للشعب السوري طيلة عشر سنوات خلت؛ سوى الدماء والتعذيب والدموع والجوع والفقر.. بالطبع كانت نتائج هذه المسرحية معلومة منذ البداية، كما أن المرشحَين الآخرَين فعلى الأغلب هما أيضًا صوّتا له. حيث لم يحز هذه المرشحان سوى على 5% من الأصوات كحد أقصى، سواء كان دور المرشحَين لأجل الاستعراض أمام الشعب أم لأجل ما تتطلبه هذه المسرحية”.

وتابع قائلا “وفي النهاية أعلن ما يسمى رئيس مجلس الشعب السوري، حمود صباغ، أن رئيس النظام الحالي بشار الأسد، فاز في الانتخابات بـ13 مليون و540 ألفًا و360 صوتًا، أي ما يعادل 95.1% من مجمل الأصوات.. بالطبع نتساءل أيّ جانب من جوانب مسرحية الانتخابية التي تمثل كوميديا مأساوية من البداية حتى النهاية، يمكن ان يقبله العقل والمنطق؟.. حسب ما قيل بأن مجموع الذين صوّتوا في الانتخابات وصل إلى 14 مليون و239 الفًا و140 صوتًا، فإنّ هذا العدد يفوق عدد السوريين الذين كان يحق لهم التصويت قبل أن تبدأ الحرب حتى. إذن من اين عثروا على هذا الكم الكبير من السوريين ونقلهم إلى صناديق الاقتراع”.

وأضاف “دعونا نكمل من حيث بدأنا حول مسألة عدد الناخبين السوريين المشاركين في الانتخابات. كم عدد السوريين برأيكم الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الأسد حاليًّا في سوريا، أي التي يمكنه فيها إنشاء صناديق اقتراع؟ لقد أشرنا من قبل مرارًا إلى أنه منذ بداية الازمة السورية هاجر 4 ملايين على الأقل إلى تركيا، و3 ملايين نحو لبنان والأردن، و1.2 مليون إلى ألمانيا، وما يقرب من مليون إلى باقي الدول الأوروبية. ولا يزال هناك 5 ملايين شخص يعيشون الآن خارج مناطق سيطرة النظام، في مناطق عمليات نبع السلام التركية، ودرع الفرات، وغصن الزيتون. إضافة لكل ذلك، هناك أيضا المناطق الواقعة فعليًّا تحت سيطرة الولايات المتحدة، وهي مناطق لا تخضع لسيطرة النظام السوري على الإطلاق، ويتراوح عدد سكانها ما بين 2 إلى3 مليون”.

واستطرد أقطاي قائلا “هذا يعني أن ما لا يقل عن 15 مليون سوري يعيشون خارج مناطق سيطرة النظام. وبما أن عدد السوريين قبل الأزمة السورية كان يبلغ 22 مليون نسمة، فمن الواضح أن ما لا يزيد عن 7 إلى 8 ملايين يعيشون الآن في مناطق سيطرة النظام السوري.. نحن نتحدث عن 7 إلى 8 ملايين كرقم إجمالي، ومع ذلك فإن النظام يقول أن إجمالي عدد أصوات الناخبين بلغ 14 مليون و239 الف، ولذلك نقول إذا لم يكن النظام قد استورد مواطنين أجانب آخرين إلى سوريا، فإن هذا الرقم يبقى مجرد جانب آخر من جوانب المهزلة الانتخابية”.

وفي 26 أيار/مايو 2021، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مناطق سيطرة النظام في سوريا لانتخابات رئاسية أعلن عنها مجلس الشعب التابع له في 18 نيسان/أبريل الماضي.

وفي 27 أيار/مايو 2021، أعلن رئيس مجلس الشعب التابع للنظام السوري، حمودة صباغ، أن بشار الأسد فاز بولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات بعد حصوله على 95.1% من الأصوات في الانتخابات.

وقال صباغ إن الأسد “فاز بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية” بعد حصوله “على 13,540,860 صوتاً، بنسبة مقدارها 95.1% من عدد أصوات المقترعين الصحيحة” التي زادت عن 14 مليون مقترعا، مشيرا إلى أن “نسبة الإقبال بلغت 78.4%”.

وجرت الانتخابات التي وصفتها المعارضة بأنها “شكلية ومسرحية فاشلة” وسط غياب أكثر من نصف المواطنين الذين تحولوا إلى نازحين ولاجئين في بلدان عدة وفي مقدمتها تركيا، فضلا عن الداخل السوري.

وحسب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن نحو 6.6 مليون سوري أصبحوا لاجئين منذ عام 2011، فيما نزح 6 ملايين و702 ألف في الداخل السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى