تتواصل أعمال تشييد مسجد “خير الدين بربروس باشا” بمنطقة لافانت في مدينة إسطنبول، حيث اكتمل 75% من أعمال بنائه.
وكانت أعمال بناء المسجد قد علقت لفترة قصيرة جدا بسبب وباء “كورونا”، لتستأنف من جديد، مع مراعاة قواعد الوقاية من الوباء.
وفي الوقت الذي استكملت فيه أغلب الواجهات الخارجية للمسجد، تتواصل أعمال البناء والتشييد داخله، وإتمام المراحل الأخيرة من بناء القبة.
وتتواصل أيضاً أعمال بناء موقف السيارات، والعديد من المرافق الاجتماعية والثقافية في المسجد.
وتم وضع حجر الأساس للمسجد من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تموز/يوليو 2020.
وتبلغ مساحة القسم المغلق من المسجد، 7 آلاف متر مربع، ويتسع لـ20 ألف مُصل، ويتضمن 4 مآذن، وقطر قبته 25 مترا، ومن المنتظر أن يتم تدشينه عام 2022.
كما يتضمن مجمع المسجد الذي شيد على مساحة إجمالية تبلغ 18 ألف مترا مربعا، موقفا مغلقا للسيارات، ومرافق اجتماعية، ومركزا ثقافيا.
ومن الجدير ذكره أن إسطنبول تعد من أغنى مدن العالم من حيث عدد المساجد على أراضيها، إذ تتيح تركيا لمواطنيها من كافة الأديان أداء شعائرهم بكل حرية.
وخير الدين بربروس، وهو أول قائد للأسطول العثماني، ولا يزال يصنف حتى اليوم على أنه أحد أبرز القادة البحريين، وممن ساهموا في تأسيس الدولة العثمانية.
وتأتي شهرة بربروس عندما قام وشقيقه عروج، بمحاولة فرض السيطرة على البحر المتوسط، وذلك عقب الانتصارات التي حققاها في إسبانيا وجنوة (جنوب إيطاليا حاليا)، وفرنسا.
اقرأ أيضا..
حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 28 أيار/مايو 2021، الحدث التاريخي الذي شهدته تركيا والذي تمثل بافتتاح مسجد ساحة تقسيم، بعد حلم دام لعقود.
وخلال كلمته عقب أداء أول صلاة جمعة في المسجد، أعرب أردوغان عن أمنياته أن “يجلب افتتاح المسجد الخير لإسطنبول وتركيا والعالم الإسلامي”.
وأوضح أردوغان أن “مسجد تقسيم يتبوأ من الآن فصاعدًا مكانة مرموقة بين معالم إسطنبول.. وهو هدية لإسطنبول في الذكرى الـ 568 لافتتاح المدينة على يد السلطان محمد الفاتح”.
وأردف “أود في هذه المناسبة أن أترحم على السلطان محمد الفاتح الذي أهدانا إسطنبول وأضافها لتراثنا الحضاري”.
وبيّن أردوغان أن “افتتاح مسجد تقسيم يأتي بعد نضال دام نحو قرن ونصف قرن”، مشيرًا إلى أن “فكرة بنائه بدأت منذ سنوات الحرب العثمانية ـ الروسية المعروفة بحرب 93”.
وأكد أن افتتاح المسجد كان أحد الوعود التي قطعها على نفسه حينما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول في تسعينيات القرن الماضي.
ولفت إلى أن “العديد من الأحداث مثل (غيزي بارك 2013) ساهمت في تأخير تحقيق هذا الوعد”.
وأشار إلى أنه “قبل بناء هذا المسجد لم يكن هناك أي مكان عبادة للمسلمين في هذه الساحة”.
وأكد أردوغان أن “القرآن الكريم سيتلى إلى يوم القيامة في هذا المسجد الذي يعتبر نقطة تقاطع لساحة تقسيم وشارع الاستقلال وشارع تارلاباشي”.
وتابع “لا شك أن الصوت الذي يتردد صداه في مسجد تقسيم يزعج الامبرياليين الطامعين في بلادنا وداعمي الإرهاب”.
وفي سياق متصل أعرب أردوغان عن امتنانه وشكره لجميع من شارك في تشييد مسجد تقسيم، من مهندسين ومعماريين وفنيين وعمّال.
يُشار إلى أنّ أعمال بناء مسجد تقسيم في إسطنبول، بدأت عام 2017، بتوقيع المهندسين المعماريين التركيين، شفيق بيرقية، وسليم دالامان.
ويعتبر بناء المسجد وعدا قطعه أردوغان على نفسه في تسعينيات القرن الماضي، حيث وقف أردوغان على سطح أحد المباني في ساحة تقسيم وسط إسطنبول، وأشار بيده إلى زاوية معينة، قائلا “آمل بناء مسجد هنا”، وحصل المسجد فعلا بعد نحو 27 عاما.