أكد المحلل السياسي، مهند حافظ أوغلو، أن “تركيا تمتلك العديد من الخيارات في التعامل مع ملفات المنطقة التي تبرز دورها الإقليمي والدولي، على عكس واشنطن التي تمتلك خيارات محدودة”.
كلام حافظ أوغلو جاء في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا”، تعليقا على اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”، التي تنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الإثنين.
وقال حافظ أوغلو إنه “على الرغم من التوتر القائم بين واشنطن وأنقرة، إلا أنه من المسلّمات السياسية أنه لا عدو دائم ولا صديق دائم في السياسة، صحيح أن سيد البيت الأبيض الجديد قد رفع مستوى التوتر متحجاً بأمور ظاهرها عسكري أو اجتماعي ونحوه لكن حقيقة الخلاف هي سياسية”.
وأكد أن “واشنطن ليست وحدها ممتعضة من التحركات التركية في أكثر من ملف إقليمي ودولي، بل هناك عواصم عدة كذلك تشترك مع الولايات المتحدة بهذا الانزعاج، والسبب هو أن تركيا أخذت قرارها بالخروج من الوصاية أياً كانت شرقية أو غربية، وهي بهذا تستند إلى الجغرافيا التي تجعلها مركز توازن دولي بين أكثر من فاعل سياسي”.
ولفت أنه “لا مستحيل في السياسة، والتقارب يمكن أن نلمس آثاره إذا ما كان لدى الإدارة الأمريكية الجديدة الرغبة الحقيقية في ذلك، أما مسألة أن تظهر الولايات المتحدة بمظهر أنها قامت بليّ ذراع تركيا وأنها تقول فتأتمرُ أنقرة.. فهذا زمن قد ولّى”.
وتابع “على السياسة الخارجية الأمريكية أن لا تعيش في الماضي بل لزاماً عليها أن تنظر إلى الواقع والمستقبل إذا ما أردات أن تبقى في صفوف الكبار”.
وشدد حافظ أوغلو على أن “خيارات واشنطن محدودة وليست بالكثيرة.. إما أن تتعامل مع تركيا باحترام وندية وفق مبدأ الحلفاء، وإما أن تكون هذه الإدارة سبباً في بداية تشويه الصورة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية”.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان على هامش القمة نظيريه الأمريكي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ قال في تصريحات صحفية، الجمعة الماضية، إن “قمة الـ(ناتو) تعد فرصة لبحث العلاقات بين أنقرة وكل من واشنطن وباريس”.
ويرافق أردوغان خلال القمة، وفد تركي رفيع المستوى، حيث من المنتظر مناقشة العديد من القضايا والتطورات في المنطقة.
كما أنه سيتم التباحث مع زعماء الـ”ناتو” في القمة، في ملفات مكافحة الإرهاب والتصدي الفاعل للأزمات الإنسانية، والأوضاع في أفغانستان ومسار السلام فيها، إضافة إلى العديد من القضايا التي تهم المنطقة.