
زار يوم أمس السبت، وفد تركي كبير بتوجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاصمة الليبية طرابلس، لإجراء محادثات مع القادة والمسؤولين الليبيين، حيث شهدت الزيارة أجندة حافلة باللقاءات والرسائل الهامة.
الزيارة تأتي قبل ساعات من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”، التي تنطلق غدًا الإثنين 14 حزيران/يونيو بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل.
توقيت حساس
الباحث والمحلل السياسي، الدكتور علي باكير، قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “الزيارة تأتي في توقيت حساس بعد ازدياد الرسائل السلبية مؤخرًا من قبل أمير الحرب خليفة حفتر وداعميه”.
ولفت باكير إلى أنّ “الرسائل السلبية تضمنت محاولات علنية للعودة إلى اللعبة بشكل أو بآخر، أو من خلال البوابة السياسية والانتخابات المقبلة”.
ورأى أن “الجانب التركي يريد أن يرسل رسالة مفادها أنه يدعم الحكومة الحالية والمسار الانتقالي بشكل قوي وفعال”.
ولفت إلى أن “الوفد التركي يضم أعلى المسؤولين في الدولة، برفقة المتحدث باسم الرئاسة التركية، الذي يتواجد بتوجيه مباشر من الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)”.
وفي هذا الصدد، أوضح باكير أن “وجود رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان إلى جانب رئيس هيئة الأركان في الوفد يعطي انطباعا أن الزيارة تتخطى المواقف التقليدية، وأنها تحظى بأهمية كبيرة من الناحية الأمنية”.
وأكد باكير أن “مثل هذه الزيارة الاستثنائية تطمئن المسؤولين الليبيين والشعب الليبي على حد سواء، أن أنقرة ستبقى ملتزمة بحفظ امن واستقرار البلاد ودعم المسار الانتقالي بما يحفظ مصالح الشعبين والدولتين”.
من جانبه، قال الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، في حديث مع “وكالة أنباء تركيا”، أن “الزيارة القصيرة والمفاجئة التي قام بها وفد تركي رفيع المستوى إلى ليبيا أثارت التساؤلات حول دلالاتها في هذا التوقيت”.
وأوضح أن ذلك “يكمن في طبيعة الوفد التركي الذي ضم وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الإستخبارات ما يوحي بوجود رسائل عديدة”.
ولفت إلى أن “رسائل الزيارة ذات بعدين الأول للولايات المتحدة الأمريكية قبل لقاء أردوغان – بايدن، والثاني للقادة الأوروبيين قبل القمة الأوروبية نهاية الشهر الجاري وأيضا قبل انعقاد مؤتمر برلين 2”.
وحول هدف هذه الزيارة، أشار عودة أوغلو، إلى تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بتأكيده “استمرار التواجد العسكري في ليبيا لتقديم الدعم والمشورة للقوات الليبية وأن أنقرة موجودة في ليبيا إلى حين انتهاء المسار الإنتقالي في ليبيا ووصولها إلى بر الأمان بعد إجراء الإنتخابات في نهاية العام الجاري”.
تركيا ليست قوة أجنبية
على صعيد آخر، حملت الزيارة رسائل هامة أكدت على وقوف تركيا إلى جانب ليبيا والليبيين، وأن “تركيا ليست قوة أجنبية في ليبيا، وأن القوات التركية متواجدة فيها بدعوة من حكومة طرابلس” حسبما صرح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال مخاطبته لأفراد الفرقاطة التركية TCG Gelibolu العاملة قبال سواحل ليبيا.
وأكد أكار أن القوات التركية “تقوم بأنشطة التعاون التدريب والتشاور العسكري بما يتماشى مع الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي.
وشدد على أن “تركيا مستمرة في تقديم الدعم للقوات الليبية، سواء من خلال الندريب أو المساعدة او تقديم المشورة”.
كما شدد على ضرورة الحفاظ على “ليبيا موحدة”، لافتا إلى أن تركيا ستواصل دعم ليبيا حتى تصل إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، انطلاقا من مفهوم “ليبيا لليبيين”.
كما أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، خلال لقائه مع المسؤولين الأتراك، على “عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وأهمية تعزيز فرص التعاون وتطوير العلاقات الثنائية”.
وكان الوفد التركي الذي ترأسه وزير الخارجية تشاويش أوغلو وضمّ عددًا من كبار المسؤولين الأتراك، قد وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس، أمس السبت، بهدف بحث العلاقات والثنائية والإقليمية.
وفي وقت متأخر مساء السبت، أعلن رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، اختتام زيارة الوفد التركي إلى ليبيا، مشيرا إلى أن “الزيارة تمت بتعليمات من الرئيس التركي أردوغان، لإجراء محادثات مهمة من أجل وحدة وسلامة واستقرار ليبيا”.