سياسةمميز

في أول زيارة إلى “قره باغ” المحرر.. أردوغان يوقع “إعلان شوشة” مع علييف

وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، مع نظيره الأذري إلهام علييف “إعلان شوشة” لتحديد خارطة طريق للعلاقات مع أذربيجان في المرحلة المقبلة، وذلك في أول زيارة له إلى إقليم “قره باغ” المحرر مؤخرا من الاحتلال الأرميني.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع علييف، “مع (إعلان شوشة) حددنا خريطة طريق علاقاتنا (مع أذربيجان) للمرحلة المقبلة”، مبيناً أنه “نخطط لفتح قنصلية عامة بمدينة شوشة التاريخية (بأذربيجان) في أقرب وقت”.

ولفت أردوغان إلى أن “تركيا تتابع عن كثب جهود إعادة إعمار المدن المحررة من الاحتلال الأرميني في إقليم (قره باغ)”.

وأوضح أن “أعمال إنشاء الطرقات ومحطات الطاقة وإيصال المياه إلى المنطقة جارية على قدم وساق”، مؤكدا “قرب افتتاح المطارات فيها”.

وأعرب عن ثقته بأن “المنطقة ستشهد قفزة كبيرة في السياحة مع افتتاح المطارات”، مشددا أن “(قره باغ) ستستعيد بلا شك هويتها ومجدها السابق”.

وشدد أردوغان على أن “تركيا قدمت وستواصل تقديم كل مساهمة لأذربيجان في جهود إعادة الإعمار، كما فعلت أثناء النضال من أجل التحرير”.

وأكد أن “تركيا ستبذل قصارى جهدها من أجل الأذريين الذين يتطلعون للعودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن”.

وتابع “سنتخذ التدابير اللازمة التي تحول دون تعرض أذربيجان وإقليم (قره باغ) لمثل هذه الكارثة (الاحتلال الأرميني) مجددا”.

وأشار أردوغان إلى أن “مشروع ممر (زنغزور) في الإقليم سيفتح طريقا مشتركا جديدا بين الشرق والغرب”.

فرص تعاون جديدة في القوقاز

ولفت أردوغان أنه بعد “اتفاق وقف إطلاق النار، ظهرت فرص تعاون جديدة لجميع الأطراف في المنطقة”.

وأوضح أن “تركيا ترغب في توجيه علاقات الجوار في المنطقة نحو تعاون أعمق”.

وأعرب أردوغان عن أمله في أن “تستجيب أرمينيا ليد التضامن الممدودة إليها وتغتنم الفرصة لصناعة المستقبل المشترك”.

وعبّر عن رغبته في أن “يسود السلام بالمنطقة بكل سهولة عبر المنصة السداسية للتعاون بين دول القوقاز”.

واستكمل “مستعدون لتقديم التضحيات بخصوص المنصة السداسية، وكذلك السيد بوتين (الرئيس الروسي)، ومع الخطوات المزمع اتخاذها بهذا الصدد ستنعم المنطقة بالسلام”.

ونوّه أردوغان إلى “ضرورة عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية من خلال أطماع وخطابات وأفعال غير واقعية”.

وأردف “يجب على كل من يريد المساهمة في الوضع الجديد بالمنطقة أن يتخلى عن سياسة الكراهية والتحريض والتوجه نحو تعزيز السلام والتعاون”.

وأكد ثقته بأن “هذه العملية الواعدة ستمضي بشكل أفضل إذا توجت أذربيجان وأرمينيا اتفاق وقف إطلاق النار باتفاقية سلام شاملة”.

وأواخر العام الماضي 2020، دعا أردوغان إلى إنشاء منصة سداسية للتعاون بين دول منطقة القوقاز، تضم كلا من تركيا وأذربيجان وروسيا وإيران وجورجيا، إلى جانب أرمينيا.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل أردوغان على رأس وفد رفيع المستوى، إلى مدينة شوشة الأذرية في إقليم “قره باغ” المحرر مؤخرا من الاحتلال الأرميني، وذلك لتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية مع أذربيجان.

وجرى استقبال أردوغان من قبل نظيره الأذري إلهام علييف بمراسم رسمية، حيث عزف النشيد الوطني لكل من البلدين، وألقى أردوغان التحية العسكرية على منصة الاستقبال.

وكان الجيش الأذري قد أطلق في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، عملية عسكرية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره ياغ”، وذلك ردا على الاعتداءات التي قامت بها القوات الأرمينية على المدنيين داخل أذربيجان.

وبعد 44 يوما من المعارك، أعلنت روسيا في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، التوصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى