منذ اللحظة الأولى لانعقاد القمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، يوم الإثنين الماضي، على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي “ناتو” في العاصمة البلجيكية بروكسل، أخذت مترجمة أردوغان المحجبة حيزا كبيرا من ردود الفعل والاهتمام الإعلامي.
والمترجمة المحجبة هي فاطمة قاوقجي (أبو شنب)، من أصول فلسطينية، درست العلاقات الدولية، وهي ابنة مروة قاوقجي، أول محجبة في البرلمان التركي.
والمعروف عن مروة قاوقجي أنها تعرض للطرد من البرلمان بسبب حجابها في تسعينيات القرن الماضي، كما أسقط عنها الرئيس التركي يومها سليمان ديمريل الجنسية التركية، لكن الاتحاد البرلماني الدولي أصدر بياناً بعدم قانونية إسقاط عضوية البرلمان والجنسية التركية عن مروة.
وعلى إثر ذلك اضطرت مروة للهرجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تعود لتركيا في زمن حكومات حزب العدالة والتنمية وتستعيد جنسيتها، وهي اليوم سفيرة تركيا في ماليزيا.
وفي التعليقات على اختيار أردوغان، فاطمة لتكون مترجمته الخاصة بحجبها أمام بايدن، قال د.نواف فلاح العبيسان في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، “طرد الرئيس التركي العلماني الاسبق بولنت أجاويت النائبة مروة قاوقجي من البرلمان بسبب حجابها.. وصل أردوغان للحكم فأعاد الحجاب وعين مروة سفيرة لتركيا في ماليزيا.. وعند لقاءه بالرئيس الامريكي اختار فاطمة قاوقجي ابنة مروة لتجلس معه على طاولة بايدن وتترجم له.. لا شيء يحدث صدفة مع أردوغان”.
أما ماجدة من الجزائر فقالت في تغريدة “الرئيس أردوغان يعيد الاعتبار للمرأة طُردت والدتها مروة قاوقجي من البرلمان، بسبب حجابها لكن الرئيس أردوغان عينها سفيرة.. واليوم يطافئها ويُجلس ابنتها فاطمة بجانبه في لقاءه مع الرئيس الأمريكي بايدن.. من لم يشاهد هذا التحول فهو أعمى”.
وقال فهد الشهراني من قطر على حسابه في “تويتر”، “المترجمه اختارها الرئيس اردوغان محجبه في لقائه مع بايدن.. رساله لبايدن الليبرالي الامريكي ان تركيا استعادت هويتها الاسلاميه.. اليوم المحجبات في عهد اردوغان في اعلى مراتب الدوله”.
اقرأ أيضا..
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه عقد “لقاء مثمرا” مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، حيث اتفقا على أسس إيجاد حلول لجميع القضايا العالقة والتباينات في وجهات النظر.
كلام أردوغان جاء في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه ببايدن في مقر حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو” في العاصمة البلجيكية بروكسيل.
وأضاف أردوغان “ناقشنا كلا من المشاكل والقضايا المشتركة بطريقة بناءة مع بايدن. اتفقنا على الاستخدام الفعال لقنوات الحوار المباشر”.
وأردف “نعتقد أنه لا توجد مشكلة لا يمكن حلها في العلاقات التركية الأمريكية، وأن مجالات تعاوننا أوسع وأغنى من المشاكل”.
وتابع “اتفقنا على استخدام قنوات مباشرة للحوار بشكل فعال ومنتظم بما يليق بالحليفين والشريكين الاستراتيجيين”.
واستكمل “لقد وضّحنا بأن وجهة نظرنا خصوص صواريخ إس 400 وطائرات إف 35 لم تتغير”.
ولفت أنه “على الـ(ناتو) الاضطلاع بدور فاعل في كل مكان تكون فيه حاجة لمظلة الحلف الأمنية من البحر المتوسط إلى البحر الأسود ومن أوروبا إلى آسيا”.
وانتهى اللقاء الثنائي بين الرئيسين التركي و الأمريكي، على هامش قمة الـ”ناتو” في بروكسل، حيث استغرق 45 دقيقة.
وعقب اللقاء الثنائي، بدأ اجتماع على مستوى وفدي البلدين.
وقبل لقاء بايدن، التقى أردوغان أيضًا بقادة العالم الآخرين خلال القمة، بمن فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
اقرأ أيضا..
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن دولًا حليفة لتركيا ضمن الـ”ناتو” تقدم يد العون لتنظيم PKK/PYD الإرهابي في سوريا.
كلام أردوغان جاء في رسالة مصورة بعث بها لجلسة بعنوان “المساهمة في الاستقرار” بمنتدى بروكسل الذي انعقد على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”.
وأوضح قائلا “رأينا كيف قام حلفاؤنا باستقبال واستضافة قيادات التنظيمات الإرهابية الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء سواء في سوريا أو العراق أو تركيا”.
وتابع “حلفاؤنا تعاملوا مع الإرهابيين على أنهم ممثلون شرعيون”.
وأضاف أردوغان “لم يقدم لنا حلفاؤنا وشركاؤنا الدعم والتضامن الذي كنا نتوقعه خلال حربنا ضد جميع أشكال الإرهاب”.
وذكّر أردوغان أن “تركيا هي الدولة الوحيد في حلف الـ(ناتو) التي حاربت تنظيم داعش وجهًا لوجه في سوريا”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن “القوات التركية حيّدت 4 آلاف إرهابي من تنظيم (داعش) خلال العمليات التي جرت خارج الحدود التركية”.
وأردف “تركيا تخوض كفاحًا ونضالًا كبيرين داخل الحدود وخارجها ضد تنظيمات إرهابية مثل YPG/PKK، وتنظيم غولن، وداعش”.
وفي سياق متصل أكد الرئيس التركي أن “تركيا تحمل زمام تحمل وتساهم في زمام جميع المبادرات الرامية لتحقيق الاستقرار من العراق لأفغانستان ومن القوقاز للبلقان ومن البحر الأسود إلى المتوسط”.
وبيّن أن “الإرهاب هو العائق الأكبر أمام الاستقرار، ولذلك فإن تركيا تقف في الصفوف الأمامية على صعيد مكافحة الإرهاب مع الـ(ناتو) والمحافل الدولية الأخرى”.
وفي هذا الصدد لفت أردوغان إلى أن “إحياء الحوار مع الجارة والحليفة (اليونان) وحل القضايا الثنائية معًا سيخدم الازدهار والاستقرار في المنطقة”.
وشدد على أن “تركيا ستواصل المساهمة في السلام والاستقرار العالميين مع الحلفاء، من خلال اقتصادها وصناعاتها الدفاعية وسياساتها الخارجية ذات المبادئ”.