تكنولوجيادوليمميز

صحيفة ألمانية تشيد بمهندس “بيرقدار”: أكسب تركيا أوراقا رابحة وأغضب روسيا

أشادت صحيفة هاندلسبلات (Handelsblatt) الألمانية، بالمدير الفني لشركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية، وصانع مسيّرة بيرقدار TB2، سلجوق بيرقدار.

جاء ذلك في مقال نشرته االصحيفة، الثلاثاء، تناولت فيه النجاح الذي حققته المسيرات التركية من طراز بيرقدار TB2، في مناطق عدة.

ولفت المقال إلى أن “سلجوق بيرقدار صنع لنفسه اسمًا من خلال العمليات التي خاضتها تركيا بشكل مباشر أو غير مباشر في سوريا وليبيا وإقليم قره باغ الأذري”.

وأوضح المقال أن “تركيا نجحت بتحقيق قوة على الساحة الدولية في مجال المسيّرات المسلحة”.

ووصف المقال سلجوق بيرقدار أنه “صانع ثورة في مجال المسيّرات المسلحة، وأسلحة تقنية أخرى مثل بندفية AK-47 محلية الصنع”.

وأشاد ببيرقدار قائلا “لقد نجح رجل الأعمال التركي والبالغ من العمر 41 عامًا، منح تركيا أوراقًا رابحة بشكل أكبر في أي حرب محتملة”.

وأردف “كما نجح أيضًا في إثارة غضب جارتها روسيا”.

وفي السياق ذاته بيّن المقال أنّ “روسيا باتت تشعر بقلق شديد حيال تواجد المسيرات التركية على حدودها في سماء أوكرانيا”.

وأشار المقال أن “القلق الروسي يكمن باحتمالية قلب موازين الصراع  شرقي أوكرانيا على غرار ما جرى في ليبيا”.

والثلاثاء الماضي 8 حزيران/يونيو 2021، قال الكاتب والخبير الاقتصادي الألماني، جيرهاد هيغمان، إن “تركيا باتت بلدًا مصدرا للأسلحة، خاصة من خلال مبيعات مسيّراتها الحربية محلية الصنع”.

وفي خبر له في صحيفة “دي فيلت” الألمانية، تحت عنوان “كيف حققت المسيّرات التركية أعلى مستوى في الصادرات؟”، قال هيغمان إن “المسيّرات التركية أصبحت محل طلب العديد من الدول، لدرجة أنها تنافس نظيرتها الأمريكية والإسرائيلية، نظرًا لأسعارها المنافسة”.

ولفت إلى أن “دولًا مثل أذربيجان وقطر وأوكرانيا وأخيرًا بولندا العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف الـ(ناتو) اشترت بالفعل مسيّرات تركية”.

وحول شراء بولندا الأوروبية والعضو في الـ(ناتو) للمسيّرات التركية، اعتبر هيغمان أن “الدافع وراء ذلك لا يعود لأسباب استراتيجية فحسب، بل للدقة العالية التي تتمتع بها المسيرات التركية مقارنة بغيرها”.

وفي هذا الصدد أشار هيغمان إلى أن “المسيرات التركية ضربت العديد من أهدافها من مسافة بعيدة من الجو، وبدقة عالية للغاية”.

وأضاف “لقد دمرت العديد من الدبابات وأنظمة الدفاع الجوية بدقة متناهية في الدقة”.

ورأى هيغمان أن المسيّرات التركية “غيرت قواعد اللعبة والحروب، وتحولت إلى بديل مهم ومنافس لشراء المسيّرات الحربية بدون طيار”.

وشدد هيغمان على أن “تركيا تمكنت من التغلب على هيمنة الولايات المتحدة وإسرائيل في سوق المسيرات”، مضيفا “لقد أنزلتهما من هذا العرش”.

وتابع أنه “على الرغم من استحواذ الولايات المتحدة وإسرائيل على سوق المسيّرات منذ وقت، إلا أن تركيا استطاعت تغيير هذا الوضع”.

واستشهد هيغمان بحديث للخبير بمجال المسيّرات في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، حيث قال إن “تركيا قد تلعب دورا مهما في سوق تهيمن عليه الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تتواجد فيه أي دولة أوروبية”.

ومطلع حزيران/يونيو الجاري، أشاد موقع التلفزيون السويسري الرسمي (SRF)، بالمسيّرات التركية التي وصفها بـ”المعجزة التي يريد الكل الحصول عليها”.

كما نشرت في الوقت ذاته، مجلة ناشيونال إنترست (The National Interest) الأمريكية تحليلا تحت عنوان “ماذا لو اندلعت حرب بين تركيا واليونان”، لافتة إلى أن “تركيا باتت قوة عظمى بمجال الطائرات المسيّرة المقاتلة”.

الجدير بالذكر أن وسائل إعلام أوروبية كشفت في تقارير عدة سابقة عن النمو الكبير الذي تحققه تركيا في ميدان الطائرات الحربية بدون طيار، مشيرة للنجاح الذي حققته في مناطق عدة مثل سوريا وليبيا وقره باغ بأذربيجان.

ولعبت المسيرات التركية دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها.

اقرأ أيضًا..

قال الضابط والخبير العسكري في “معهد الدفاع والدراسات الاستراتيجية الألماني”، ميشائيل كارل، إن “الجيش الألماني لن ينجح بحماية تفسه أمام الأنظمة المسلحة التي تستخدمها المسيّرات التركية وطائرات كاميكازي (الانتحارية)”.

كلام كارل جاء ضمن سلسلة تحليلات له نشرها معهد الأبحاث الألماني، حول فرضية مواجهة ألمانيا للقوات الأذرية في حرب “قره باغ” التي تكللت بنصر أذربيجان وهزيمة القوات الأرمينية المحتلة”.

وأكد الضابط الألماني المتخصص بإدارة الحرب الحديثة والتقنيات الجديدة، أن “القوات الألمانية في حال واجهت هذا النوع من الأسلحة (المسيّرات التركية) فلن تنجح بحماية نفسها”.

وأردف بالقول “رغم أن ألمانيا ليست سيئة للغاية في هذا الصدد، إلا أن تقنيات الحرب المستقبلية آخذة بالتطور بشكل متسارع يصعب مواكبته”.

وشهد كارل بالنجاح الذي حققته المسيّرات الركية من طراز بيرقدار TB2 على وجه الخصوص، سواء في سوريا أو ليبيا أو مؤخرًا في أذربيجان، حيث قال “لنكن واضحين للغاية؛ لو كان على الجيش الألماني أن يقاتل في قره باغ ضد أذربيجان (المدعومة بالمسيّرات التركية) لما كانت له أي فرصة”.

وعلى صعيد آخر، لفت كارل إلى أن “تركيا تهمين على سوق المسيرات المسلحة وغير المسلحة حول العالم، إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإسرائيل”.

وأشار إلى أن “مسيّرات تركية من طراز كارجو-2 حققت بصمة هي الأولى من نوعها في الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تنفيذها هجمات ناجحة عبر التعرف على العدو بفضل الذكاء الاصطناعي الذي تتمتع به، دون أي توجبه بشري”.

وتوصل المعهد الألماني إلى أن “ألمانيا غير مستعدة لمواجهة تقنيات المسيّرات الآخذة في التعقيد والتي يتم استخدامها ضمن هجمات متعددة”.

وعلل المعهد الألماني ذلك بـ”غياب نظام الدفاع الجوي القادر على التصدي للمسيّرات التركية، وأن الجيش الألماني يحتاج إلى تقنيات هامة، على رأسها أنظمة الصوت والتشويش والإسقاط”.

وثمّن المعهد “القفزة العملاقة التي حققتها تركيا في مجال المسيّرات المقاتلة، حيث سرعان ما أصبحت بين الدول الرائدة في هذا المجال”.

زر الذهاب إلى الأعلى