
أفردت إحدى الصحف الفرنسية تقريرا خاصا عن المسيرات التركية التي استطاعات أن تحجزا مكانا هاما ومتقدما بين السلاح المتطور على الصعيد العالمي، والذي استطاع أن يقلب الموازين في العديد من دول العالم.
وأعربت الصحيفة عن اندهاشها من تزايد الطلب على المسيرات التركية بعد النتائج التي حققتها في العديد من الجبهات حول العالم.
وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “المسيرات التركية غيرت مسار ثلاث حروب عام 2020.. وهي أصبحت اليوم تُباع أكثر من الخبز والجبن وتحقق نجاحًا في الدول السوفيتية السابقة”.
وأوضحت الصحيفة أن “تركيا حققت نجاحا باهرا على الصعيد الدولي في مجال صناعة الدفاع والطائرات بدون طيار”.
وأكدت أن “الطائرات بدون طيار التركية يتم تصديرها إلى الخارج أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، خاصة بعد أن حصلت عليها أوكرانيا وبولندا مؤخرا”.
وأكد التقرير على النجاحات التي تحققت في العمليات العسكرية في سوريا وليبيا وأخيراً في إقليم “قره باغ” الأذري بفضل المسيرات التركية، موضحا أن “شركة (بايكار) للصناعات الدفاعية التركية طورت المسيرات بشكل فعال وبتكلفة رخيصة”.
واستطرد التقرير “في أقل من عقد من الزمان، ارتقت تركيا إلى مستوى أهم مصنعي الطائرات بدون طيار جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة وإسرائيل والصين”.
الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّع في 25 أيار/مايو 2021، مع نظيره البولندي أندريه سيباستيان دودا، اتفاقية تصدير مسيّرات حربية تركية من طراز بيرقدار TB2 إلى بولندا العضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي.
وعقد الزعيمان عقب ذلك مؤتمرا صحفيا مشتركا، أشار فيه أردوغان إلى أن تركيا وبولندا تمتلكان فرص تعاون كبيرة في العديد من المجالات، على رأسها الاقتصاد والتجارة والاستثمار.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشار أردوغان إلى أنها المرة الأولى في تاريخ تركيا، يتم تصدير مسيّرات تركية لبلد عضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي.
وقبل انعقاد المؤتمر، جرى التوقيع على الاتفاقية من قبل المدير العام لشركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية خلوق بيرقدار، ووزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشاك.
وأشاد أردوغان بهذه الخطوة، حيث قال “لم نكتف بسد الخلل الذي كان يكتنف الصناعات الدفاعية، بل نجحنا في نقل تركيا إلى نادي الكبار في هذا المجال عبر خطوات اتخذناها طيلة الـ 19 عام الماضية”.
وأكدت شركة “بايكار” التركية في بيان لها، أنه من خلال هذه الاتفاقية، تكون تركيا قد صدرت طائراتها المسيرة لدولة عضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى في تاريخ تركيا.
وأوضحت الشركة أن الاتفاقية تنص على تسليم بولندا 24 مسيّرة من طراز بيرقدار TB2، فضلًا عن محطات تحكم أرضية، ومحطات بيانات أرضية.
اقرأ أيضًا..
كشف وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، مصطفى وارنك، في 20 أيار/مايو 2021 أن العديد من الدول حول العالم تقدمت بطلبات إلى تركيا للحصول على طائرات مسيرة تركية الصنع.
وأضاف وارنك في تصريحات أن “تركيا لديها القدرة على التكيف بسرعة مع تقنيات الجيل الجديد”، لافتا أنه “بفضل النجاح الذي حققناه في الطائرات بدون طيار، هناك مطالب من العديد من البلدان فيما يتعلق بشراء مسيرات وأسلحة تركية من قبلهم”.
وأرفد أن “تركيا ستصبح قاعدة إنتاج للتكنولوجيا تنتشر منها إلى مختلف أرجاء العالم، لا سوقا لتصريفها”.
يُشار إلى أن المسيرات التركية لا سيما من طراز بيرقدار TB2 تحظى بسمعة عالمية، من خلال الدور الفعال الذي لعبته في العديد من أماكن الصراع، على رأسها سوريا وليبيا.
وكان الرئيس الأذري إلهام علييف، مطلع نيسان/أبريل الماضي، قد منح سلجوق بيرقدار وسام “قره باغ”، تكريمًا له، وتقديرًا للطائرات المسيرة التي أنتجتها شركته، والتي لعبت دورا مميزا في دحر قوات الاحتلال الأرميني من الإقليم.
ولعبت المسيرات التركية دورًا بارزًا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها.
اقرأ أيضًا..
ألمح وزير دفاع لاتفيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الـ”ناتو”، أرتيس بابريكس، لإمكانية رؤية مسيرات “بيرقدار TB2” التركية قريبا في سماء بلاده.
كلام بابريكس جاء خلال زيارة أجراها، في 7 حزيران/يونيو 2021، إلى شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية، التقى خلالها بمدير “بايكار” خلوق بيرقدار.
واطلع بابريكس خلال الزيارة على مسيرات بيرقدار TB2 التركية عن كثب.
وعقب الزيارة أعرب بابريكس في تغريده له نشرها على حسابه في “تويتر”، عن شكره لمدير الشركة التركية على “الاستقبال الرائع”.
وأكد أن “الصناعات الدفاعية التركية تتمتع بأعلى المعايير العالمية”، لافتا إلى أن “لاتفيا كحليف لتركيا في الـ(ناتو) تقدّر ذلك بدرجة عالية جدًا”.
وردا على سؤال أحد المعلقين “متى يمكن أن نتوقع رؤية مسيرة بيرقدار TB2 في بلدنا لتقول: ها أنا في لاتفيا؟”، رد بابريكس عليه بالقول “آمل أن يكون ذلك قريبا جدا”.