
“القدس العربي”: المسيرات التركية رخيصة وفتاكة ومجربة
أشادت صحيفة “القدس العربي”، بقدرات المسيرات التركية بعد النجاح الذي حققته في العديد من الجبهات حول العالم، وإقبال العديد من الدول على شرائها وذلك بفضل ميزاتها التي تتمتع بها قياسا بباقي المسيرات الموجودة لدى الدول الغربية، سواء من حيث التكلفة الرخيصة أو من ناحية قوة ضرباتها ودقتها.
وأفردت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، تقريرا خاصا عن المسيرات التركية، حمل عنوان “رخيصة وفتاكة ومُجربة.. المسيّرات التركية توسع مبيعاتها في أوروبا وتفجر نقاشات (إستراتيجية)”، أوضحت فيه أن العديد من الدول تتجه لشراء تلك المسيرات بفضل ميزاتها التفاضلية والتنافسية.
وقالت الصحيفة “تصب كافة المؤشرات في اتجاه أن ألبانيا ستكون ثالث دولة في حلف شمال الأطلسي الـ(ناتو) تقرر شراء المسيرات التركية القتالية من طراز بيرقدار.
وذلك بعد لاتفيا وبولندا العضوان في الاتحاد الأوروبي أيضاً، لتضاف إلى قطر وليبيا وأذربيجان وأوكرانيا، وسط تقارير عن اهتمام العديد من الدول الأخرى باقتناء المسيرات التركية ومنها المغرب والمجر وبيلاروسيا وحتى بريطانيا لتحقق بذلك المسيرات التركية التي أثبتت جدارتها في العديد من ساحات القتال مؤخراً مبيعات قياسية أثارت احتقان الكثير من الدول والشركات الدفاعية التي تصدرت تقليديا صادرات السلاح”.
وأضافت أنه “في الأشهر الأخيرة، يدور في الكثير من الدول الأوروبية نقاش معمق انتقل من أروقة الصحافة والرأي العام إلى البرلمانات ووزارات الدفاع والحكومات حول التفوق التركي في الطائرات المسيرة القتالية.
وسط دعوات لسرعة التحرك من أجل الحفاظ على عدم تغير ميزان القوى لصالح تركيا وتحركات للبدء ببرامج من أجل صناعة مسيرات قتالية تتفوق على المسيرات التركية التي أثبتت تفوقها في سوريا وليبيا وأذربيجان وبدأت تنتشر بقوة في الدول الأوروبية”.
ونقلت الصحيفة عن قناة “Exit TV” الألبانية، أن “ألبانيا ستشتري طائرات بدون طيار تركية بقيمة 8.2 مليون يورو من شركة بايكار ديفينس التركية”، موضحة أن “الميزانية الحكومية التي عدلت في 22 حزيران/ يونيو الحالي خصصت مبلغاً من المال لوزارة الدفاع لهذا الغرض”.
ولفتت أنه “في بداية الشهر الجاري، زار وزير الدفاع الليتواني العاصمة التركية أنقرة وتجول في مصانع كبرى شركات الصناعات الدفاعية التركية مقدماً إشارات كبيرة على نية بلاده اقتناء المسيرات التركية من طراز بيرقدار وأسلحة تركية أخرى لتكون بذلك ثاني دولة أوروبية عضو في حلف شمال الأطلسي تقتني المسيرات التركية بعد بولندا”.
كما أوضحت أن بولندا وقعت رسميا في شهر أيار/مايو 2021، على “عقد شراء 24 مسيرة تركية من طراز بيرقدار خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس البولندي للعاصمة التركية أنقرة التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، فاتحاً عهدا جديدا للصناعات الدفاعية التركية التي اقتنتها لأول مرة دول في الاتحاد الأوروبي والـ(ناتو) على حد سواء، وعززت موقع تركيا كمصدر للصناعات الدفاعية الكبيرة بعدما كانت إحدى أبرز المستوردين للصناعات الدفاعية من دول الـ(ناتو)”.
كما بينت أن “تركيا سبق وأن باعت مسيراتها الاستطلاعية والهجومية إلى العديد من الدول، منها قطر وأذربيجان وليبيا ولاحقاً إلى أوكرانيا التي اشترت طائرة بيرقدار، فيما اشترت تونس طائرات مسيرة من طراز عنقاء، وسط أنباء عن قرب توقيع المغرب على صفقة لشراء مسيرات تركية، وتسريبات عن نية دول أخرى جديدة اقتناء المسيرات التركية قريباً منها صربيا والمجر وبيلاروسيا وبلغاريا والتشيك”، مشيرة إلى وجود “مؤشرات أضعف على رغبة إيطاليا وحتى المملكة المتحدة في اقتناء هذه المسيرات أو الإنتاج المشترك لها، دون تأكيدات رسمية من الجانبين”.
وحول تعاظم دور المسيرات التركية، قالت الصحيفة إنه “على الرغم من أن العديد من الدول اشترت سابقاً المسيرات التركية، إلا أن اقتناءها من قبل ثلاث دول أعضاء في حلف الـ(ناتو) منها دولتان في الاتحاد الأوروبي أيضاً، يحمل أهمية خاصة بالنسبة لأنقرة التي تسعى لتعزيز موقفها كقوة متنامية ومكانتها كعضو أساسي منتج وداعم لا يمكن الاستغناء عنه في المعسكر الغربي بعد الشكوك التي أثيرت حول مكانتها بسبب التقارب الكبير مع روسيا في السنوات الأخيرة وما ولّده ذلك من اتهامات بالابتعاد عن المعسكر الغربي”.
ونقلت “القدس العربي” عن صحيفة “لوموند” الفرنسية، قولها إن “المسيرات التركية أثبتت جدارتها في سوريا وليبيا و(قره باغ)، ما عزز الصادرات الرخيصة والفعالة حول العالم”، معتبرة أن “تركيا أصبحت بين منتجي المسيرات المسلحة البارزين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين في فترة قصيرة أقل من 10 أعوام”.
وأشارت “لوموند” أيضاً إلى أن “بيرقدار يمكنها جمع معلومات حول موقع قوات العدو، وتوجيه الطائرات الحربية إلى الهدف وتنظيم هجماتها الخاصة بفضل الصواريخ الأربعة الموجهة بالليزر التي تحملها كما أظهرت نتائج مفاجأة عبر شل أنظمة بانستر الروسية المضادة للطائرات في سوريا وليبيا، وصواريخ إسكندر الروسية في أرمينيا”.
كما نقلت “القدس العربي” عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إشادتها في تقرير بالمسيرات التركية، قائلة إن “إسرائيل والولايات المتحدة كانتا رائدتين في قطاع الطائرات المسيّرة المسلحة سابقاً.. أنتجت التطورات التكنولوجية والمنافسون العالميون بدائل غير مكلفة”.
وتابعت “مسيّرة بيرقدار TB2 التركية أحدث مثال على تلك المسيرات”، لافتة أن “نجاح الطائرات من دون طيار ساعد أردوغان على زيادة نفوذه الإقليمي دون المخاطرة بأعداد كبيرة من الجنود أو المعدات باهظة الثمن”.
ولفتت “القدس العربي” أن “وزير الدفاع البريطاني بن والاس، يعتبر من أبرز المتحمسين لبرنامج الطائرات التركية المسيرة”، مشيرة أنه انتقد في أحد تصريحاته تراجع تحديث الصناعات الدفاعية الغربية قائلا “خذوا على سبيل المثال الطائرة التركية المسيرة بيرقدار، لقد كان استخدامها في سوريا وليبيا وأماكن أخرى مسؤولا عن دمار المئات من العربات المدرعة وحتى أنظمة الدفاع الجوي.. جذور تلك الطائرات المسيرة ناشئة من الابتكار التركي، لقد ابتكروا وفعلوا ما اعتدنا على فعله نحن”.
كما أشارت إلى وجود نقاشات عميقة في كل من ألمانيا وإيطاليا حول ملف المسيرات التركية، حيث اعتبر تقرير لصحيفة “دي فيلت” الألمانية أن المسيرات التركية “رخيصة وفتاكة وتغير موازين القوى العسكرية وجعلت من تركيا رائدة في هذا المجال”.
موضحة أن ذلك جرى “قبل أن ينتقل النقاش للبرلمان الألماني حول ضرورة تطوير برنامج للطائرات المسيرة القتالية وهو محل خلاف قديم داخل البرلمان”.
وكذلك لفتت إلى أن “الصحافة الإيطالية أبرزت مراراً تفوق تركيا في هذا المجال، وفي ظل وجود تقارب تركي- إيطالي برز في الأزمة الليبية، ومشاهدة إيطاليا عن قرب كيف تمكنت المسيرات التركية من قلب سير المعركة في ليبيا، يتكهن البعض في تركيا بإمكانية أن تفكر روما بشراء المسيرات التركية، إلا أن هذا التقدير لا تدعمه أي تقارير معلوماتية رسمية بعد”.
والأسبوع الماضي، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “المسيرات التركية غيرت مسار ثلاث حروب عام 2020.. وهي أصبحت اليوم تُباع أكثر من الخبز والجبن وتحقق نجاحًا في الدول السوفيتية السابقة”.
وفي تعقيبه على بيع “بيرقدار” إلى بولندا نهاية الشهر الماضي، أشار أردوغان إلى أنها المرة الأولى في تاريخ تركيا، يتم تصدير مسيّرات تركية لبلد عضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه “لم نكتف بسد الخلل الذي كان يكتنف الصناعات الدفاعية، بل نجحنا في نقل تركيا إلى نادي الكبار في هذا المجال عبر خطوات اتخذناها طيلة الـ 19 عام الماضية”.