انتقد رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، مساء الثلاثاء، نشر قناة محلية لخبر كاذب تناقلته عدد من وسائل الإعلام ومسؤولي المعارضة التركية، يتعلق بقطر، قائلا “ستدفعون الثمن وفق القانون”.
وقال ألتون في مقطع فيديو نشره على حسابه في “تويتر”، إن “تشويه الحقيقة وإثارة السخط العام بالأخبار الكاذبة هو إرهاب إعلامي حرفي”.
وتابع “يجب أن يُنظر إلى هذا الأمر الأسود المستند إلى الأخبار المزيفة على أنه قضية أمن قومي لأنه يهدد علنًا السلم العام”.
ولفت ألتون الانتباه إلى قيام قناة T24 التركية، بنشر خبر كاذب تحت عنوان “تمت الموافقة على البروتوكول، الذي يسمح للشباب القطريين دراسة الطب في تركيا دون إجراء امتحانات”، قائلا إن “الأمر المبني على الأخبار الكاذبة يهدد السلم الاجتماعي”.
وأضاف أنه “من الواضح جدًا أن ما يسمى بخبر (التعليم الطبي بدون فحص)، هو كاذب تمامًا، ويهدف إلى تضليل الجمهور واستفزاز الشباب الذين سيقدمون لامتحان القبول بالجامعة، ضد حكومتنا”.
وشدد على أن “أولئك الذين يحاولون تضليل الجمهور واستفزاز مواطنينا بأكاذيب منهجية سيدفعون بالطبع ثمن جرائمهم بشكل قانوني”.
والجمعة الماضية، تعمدت قناة T24 التركية، نشر خبر كاذب متعلق بتوقيع بروتوكول بين الحكومة التركية ودولة قطر ينص على قدوم طلاب قطريين لدراسة الطب في تركيا “مجانا”، دون أن تتحرى القناة بنود البروتوكول وطبيعته، لتضطر، يوم السبت الماضي، على تقديم الاعتذار لمتابعيها إثر على قدرتها على إخفاء حقيقة الخبر الكاذب الذي نشرته.
اقرأ أيضا..
ادعت قناة T24 التركية في خبر نشرته، في 25 حزيران/يونيو 2021، إنه “تمت الموافقة على البروتوكول، الذي يسمح للشباب القطريين دراسة الطب في تركيا دون إجراء امتحانات”، حسب زعمها.
وزعمت أن “بروتوكول (التدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية) الموقع بين تركيا وقطر، سيتمكن من خلاله الشباب القطري من تلقي تعليم الطب وطب الأسنان والصيدلة في تركيا حسب الحصة المخصصة بشكل مجاني” لافتة أن “هيئة التعليم العالمي التركية لم تذكر أي شروط تتعلق بإجراء الامتحانات لهم وقبولهم في تركيا”.
وبعد تناقل الخبر من قبل العديد من وسائل الإعلام التركية المعارضة نقلا عن T24، تبيّن أنه كاذب، ما دفع القناة لتقديم الاعتذار لمتابعيها، قائلة “نود أن نعتذر لقرائنا ومتابعي الأخبار الذين اعتمدوا على T24، في الخبر الذي حمل عنوان (تمت الموافقة على البروتوكول.. يمكن للشباب القطري دراسة الطب في تركيا دون فحص)”، مضيفة “تبين أنه خاطئ ويجب تصحيحه”.
وأضافت مدعية أن “البروتوكول الموقع بين تركيا وقطر في آذار/مارس 2021 ونُشر في الجريدة الرسمية في 25 حزيران/يونيو الجاري تم فهمه على أنه (تم منح الشباب من قطر الحق في التعليم الطبي دون إجراء فحص في تركيا)”.
ودفع الخبر الكاذب العديد من قيادات المعارضة التركية للوقوع في فخه، بعد أن تم تناقله على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام التركية المعارضة، دون التثبت من صحته.
وفي هذا السياق، قام رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، بإعادة نشر الخبر الكاذب على حسابه في “تويتر”، والتعليق عليه قائلا “هذه حكومة غير محترمة ولديها الكثير من قلة الحب لشبابها، ألا تخجل من فعل هذا يا حزب العدالة والتنمية؟”.
وأضاف “ألا يقول أحدكم إن هذا غير عادل؟ لقد أمضى أطفالنا كل شبابهم في دخول تلك المدارس.. أيها الشباب، لا تقلقوا، سوف نرسل هذه العقلية التي حولت البلاد بأكملها إلى قطر إلى صفحات التاريخ المتربة، سنمزق هذه البروتوكولات”.
ودفعت تلك التصريحات، رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، لتفنيدها في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، قائلا إن “البروتوكول هو فقط للاستفادة من الخبرة في مجال الطب العسكري، ويشمل فقط أفراد القوات المسلحة”.
وأضاف ألتون “وفقًا للبروتوكول، سيتمكن أفراد القوات المسلحة في قطر وأفراد القوات المسلحة في تركيا من الاستفادة من التبادل في إطار الحصص المحددة.. والهدف هو الاستفادة الكاملة من الخبرة في مجال (الطب العسكري)”.
وتابع “هناك طلاب عسكريين يأتون لبلادنا وفق هذا البروتوكول من أكثر من 20 دولة صديقة وحليفة بما في ذلك أفغانستان وألبانيا ومولدوفا وغامبيا والصومال وكوريا الجنوبية”.
وأردف “ستواصل تركيا تعميق علاقاتها مع الدول الصديقة والحليفة من خلال الاستفادة من الخبرات والفرص المتبادلة، وسنواصل وضع الأكاذيب في وجه من يحاول تضليل الجمهور بالكذب والافتراء”.
فيما انتقد ألتون تأخر القناة في تكذيب الخبر، قائلا “نعم اعتذرت المؤسسة بعد 27 ساعة عن كذبها أمس، وماذا عن المعارضين الذين يتابعون هذه الكذبة ويحاولون استفزاز شبابنا قبل الامتحان؟.. بالطبع سوف يدفنون رؤوسهم في الرمال”.
ووقعت تركيا وقطر اتفاقية للتدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية بين البلدين لمدة 5 سنوات.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، من بينها قناة “إن تي في”، فقد تقرر وفقاً للاتفاقية التي وقعتها تركيا وقطر التعاون في مجال الصحة العسكرية، مبينة أن “الاتفاقية أقرت تلقي العسكريين والطلاب العسكريين القطريين والأتراك تدريباً صحياً عسكرياً في تركيا”.
وتشمل أبرز النقاط التي تضمنتها الاتفاقية تدريب أفراد وطلاب القوات المسلحة القطرية والتركية في مجال الصحة العسكرية بشكل متبادل.
كما شملت تبادل المعلمين والمستشارين والمراقبين والموظفين المتخصصين، والمحاضرين والطلاب العسكريين في مجالات عدة.
وأوضحت القناة أن “هذه المجالات تشمل الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض”.
وأشارت إلى أن “الاتفاقية تتضمن تبادل المعلومات والتعاون في إنشاء وتشغيل المؤسسات الطبية وتقديم الخدمات الطبية المتبادلة”.
كما تشمل تحديد الحقوق المالية والشخصية للأفراد والطلاب العسكريين المعينين في نطاق الاتفاقية الذين ستستضيفهم الدول.
وتشمل كذلك منح أفراد وطلاب القوات المسلحة القطرية والتركية بشكل متبادل الحق في ارتداء زي قواتهم الرسمي أثناء التدريبات، والسفر على متن الطائرات العسكرية، والإقامة في المعسكرات.
ويوم الجمعة الماضي، نشرت الجريدة الرسمية التركية مرسوما رئاسيا أصدره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاص بتعزيز التعاون التعليمي بين تركيا وقطر.
وذكرت الجريدة الرسمية أن “تركيا وقعت مع قطر بروتوكولا للتدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية لمدة 5 أعوام”.
وترتبط تركيا وقطر بعلاقات متينة في مختلف المجالات، تأتي العسكرية من بين أبرزها.