أثارت بلدية إسطنبول الكبرى، برئاسة أكرم إمام أوغلو، العضو في حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، الجدل في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن طرحت تصميما جديدا لبطاقة المواصلات في المدينة يحمل قلوب ملونة.
وفي التصميم الجديد للبطاقة، قامت البلدية بإزالة الصور الظلّية التي تتضمن أبرز مساجد مدينة إسطنبول، بالإضافة إلى “برج البنت”، ووضعت عوضها قلوبا ذات ألوان متدرجة، ما اعتبره عدد من الناشطين “محاولة لمحي الآثار والطابع الديني الإسلامي في المدينة”.
من جهتها، علّلت البلدية قرارها بتغيير تصميم البطاقة، قائلة إنه “يأتي ضمن جهود التحول الرقمي، ويعطي البطاقة مظهرًا أكثر ديناميكية وتلوّنا وحداثة”.
كما نشر أكرم إمام أوغلو فيديو خاص على حسابه في “تويتر” يظهر فيه التصميم الجديد للبطاقة.
من ناحية أخرى، انتشرت صور البطاقات الجديدة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من المستخدمين أن استبدال صور المساجد بقلوب ملونة، “يمثل دعما غير مباشر للشواذ جنسيا”، مطالبين بإعادة النظر في هذا القرار.
وسلط الناشط التركي “محمد أردوغان” الضوء على قرار تغيير تصميم البطاقات في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، قال فيها “رئيس بلدية إسطنبول العلماني أكرم إمام أوغلو يزيل صورة المساجد من بطاقات إسطنبول ويضع صورة قلوب بدلا منها”.
تجدر الإشارة إلى أن بطاقة المواصلات المستخدمة في مدينة إسطنبول والمعروفة باسم “إسطنبول كارت”، حصلت على جائزة “أفضل بطاقة مواصلات في العالم”، في عام 2016.
وتستعمل البطاقة في 10 فئات من المواصلات، وتنتشر في المدينة أكثر من 800 آلة لتعبئة وشحن البطاقات، و2300 نقطة للشراء والتعبئة، و23 مركز متخصص بطلب وتحصيل البطاقة، وعدة مراكز لطلب البطاقة عبر الإنترنت.
اقرأ أيضا..
أشعلت دروس تعليمية جدلا واسعا في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، إثر قيام أحد المسؤولين الأتراك المنتمين لأكبر أحزاب المعارضة التركية، بإنشاء فكرة تسمى “بيوت الحكايات” للأطفال الصغار في ولاية إزمير غربي تركيا.
وبدأت القصة، في مطلع تموز/يوليو 2021، بعد أن ظهر رئيس بلدية مدينة إزمير، تونج سويار، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، في إحدى الصور بجانب عدد من الأشخاص وهو يحمل بيده علم الشاذين جنسيا، وذلك في مبنى البلدية.
تبين لاحقا أن الأشخاص الذين استقبلهم سويار من الشاذين جنسيا، وذلك في إطار تعريف بلديته بفكرة “بيوت الحكايات” للأطفال الصغار التي تم إنشاؤها في الوحدة التابعة لإدارة المشاريع الاجتماعية بفرع خدمات الأسرة والطفل في إزمير.
إلا أن فكرة البيوت تكشّفت عن “فضيحة”، بعد أن تبين أنها تضم العديد من الكتب التي تحضّ على عدم التمييز بين الجنسين، فضلا عن تلقين الأطفال عددا من الأفكار المرتبطة بالشذوذ الجنسي، والتي تتعارض مع القيم الإسلامية للمجتمع التركي.
وروّجت الكتب في “البيوت” للمساواة بين الجنسين في القصص، والابتعاد عن الكتب أحادية النوع المعدة للفتيات والفتيان في أدب الأطفال والتي تعزز التمييز بين الجنسين وتنصح الفتيات بأن يصبحن أميرات، مقابل تلقين الأطفال أفكار مستمدة من النسوية، وقبول ارتداء الألوان البرتقالية والزهرية للأطفال الذكور.
وكان عدد من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري، ومن بينهم كنان كفتانجي أوغلو، قد شاركوا في مسيرات دعم لما يسمى “مسيرة الفخر” للشواذ الجنسيين في ولاية إسطنبول، وذلك خلال العام الجاري 2021.
فيما تم الكشف عن أن الكتاب المنحرف “Morris Micklewhite and the Orange Dress” ، الذي أشادت به بلدية إزمير، يحكي قصة “موريس”، وهو صبي شاذ جنسيا، وقد تم بيعه أيضًا في مكتبة إسطنبول التابعة لحزب الشعب الجمهوري.
والكتاب موجود في قائمة “قوس قزح” لجمعية المكتبات الأمريكية ويطبّع الشذوذ الجنسي لدى الأطفال.
وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ترويج “الشعب الجمهوري” للشذوذ الجنسي بهذه الطريقة، التي وصفوها بـ”الفاضحة وغير اللائقة”، مؤكدين أن “الشذوذ الجنسي لا يتناسب مع قيم وأخلاق المجتمع التركي، ويتنافى مع الطبيعة والفطرة السليمة للبشر”.
ومطلع شهر شباط/فبراير الماضي، قام عدد من الشواذ بإهانة صور الكعبة المشرفة أمام مبنى جامعة “البوسفور” في إسطنبول، ليعلن وزير الداخلية التركية اعتقالهم واصفا إياهم بـ”الشواذ المنحرفين”.
دفع ذلك الولايات المتحدة للدخول على خط الأحداث والتنديد بما اسمته “الخطاب المناهض للأقليات المثلية في تركيا”.
وفي رد منه على دفاع الولايات المتحدة عن الشواذ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه على أمريكا أن تخجل من الأحداث التي وقعت على أراضيها قبيل الانتخابات الرئاسية، وأن تخجل من الانتهاك الذي لحق بأحد المواطنين السود.
وبينما هاجم أوزغور أوزال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري المعارض قرار أردوغان، وأعلن دعم حزبه للمتظاهرين، هنّأ رئيس “حركة الوطن”، المستقيل من “الشعب الجمهوري”، محرم إنجه الطلاب على ما أقدموا عليه.
وكان مصدر خاص قد كشف لـ”وكالة أنباء تركيا”، أن “العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تروج للشذوذ الجنسي، قد تلقت دعما بملايين الدولارات واليوروهات كتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي لزيادة أنشطتها في المجتمع التركي”.
وأضاف المصدر أن “تلك المنظمات تروج للشذوذ الجنسي خاصة في أوساط الأطفال واليافعين من اللاجئين، وكذلك بين الأتراك والرومان (أقلية تم دمجها في المجتمع التركي)، وذلك عبر إقامة العديد من الورشات التعريفية والمحاضرات، فضلا عن تقديم هبات ودعم مادي للمنحرفين”.