استذكر السفير القطري في تركيا سالم مبارك آل شافي، المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016، وذلك عشية ذكراها السنوية الخامسة، مشددا أن “تلك الليلة كانت ليلة لا تُنسى”.
كلام السفير القطري جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”.
وقال إن “ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة (في تركيا) كانت من الليالي التي لا تُنسى، ليلة مفعمة بالعواطف والأحداث التي أذكر جميع تفاصيلها كما لو أنها وقعت البارحة”.
وتابع “أذكر تماماً ذهابي صبيحة ما حدث إلى مبنى البرلمان التركي بعد تعرضه للقصف على الرغم من الاعتبارات الأمنية، إلا أنني لم ألق بالاً لذلك، وذهبت لأنني أردت أن تكون دولة قطر حاضرة في هذا المكان، وحينها كانت جميع الأحزاب التركية موجودة لإدانة ما حدث ودعم الشرعية”.
وشدد أن “سمو الأمير حفظه الله كان أول زعيم تواصل مع فخامة الرئيس أردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة والوقوف مع الشرعية، كما أصدر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية (القطري) على الفور بياناً رسمياً من دولة قطر كان الأول دولياً، ولعلي كنت السفير الوحيد الذي زار البرلمان في حينها، وتجولت بين ركام القصف والأنقاض، ودخلت مكتب رئيس البرلمان ورأيت الأضرار البالغة التي تعرض لها”.
وأضاف السفير القطري قائلا “أردت من خلال تواجدي هناك إيصال رسالة مفادها أن دولة قطر تقف مع الشرعية حكومة وشعباً، وأن موقفها واضح في هذا الخصوص ولا لبس فيه”.
وحول العلاقات التركية القطرية بعد بعد 5 أعوام على المحاولة الانقلابية الفاشلة، شدد آل الشافي قائلا “لا أعتقد أن تميز العلاقات القطرية التركية يخفى على أحد”.
وأكد أن “هذه العلاقات صقلتها التحديات وعززتها مواقف الدعم المشتركة ومجالات التعاون المختلفة، وهي نموذج مختلف ورائد في العلاقات الدولية القائمة على اعتبارات أخلاقية تتجاوز المصالح الآنية أو الفوائد المشتركة”.
وأضاف السفير القطري في ختام حديثه أنه “لا شك أن مواقف قادة البلدين تعكس متانة هذه العلاقات وقوتها، كما تعكس التزامهما بتطوير هذه العلاقات وتجاوز العوائق التي تعترضها.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.
وكانت قطر أول دولة في العالم تعلن رفضها للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وتأييدها للحكومة الشرعية والرئيس الشرعي.