تزامنا مع عيد الأضحى.. قبرص التركية تحيي الذكرى الـ 47 لـ”السلام والحرية” (تقرير)
بعد أن تم تهجير عشرات الآلاف من المسلمين والأتراك..
تحيي جمهورية شمالي قبرص التركية، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 47 لعملية “السلام والحرية”، التي أطلقتها تركيا لإحلال السلام في الجزيرة، وذلك تزامنا مع عيد الأضحى المبارك.
وتحيي جمهورية شمال قبرص في كل عام هذه المناسبة بإقامة الاحتفالات الرسمية، ويطلق على هذا اليوم “عيد السلام والحرية”.
انقسام وانقلاب
أعقب الحكم العثماني للجزيرة، الذي انتهى عام 1878، استعمار بريطاني، انتهى هو الآخر عام 1960، لكنه ترك وراءه انقساما حادا بين المكونين الرئيسيين فيها، الأتراك واليونانيين، بلغ ذروته بانقلاب عسكري منتصف تموز/ يوليو من عام 1974.
وقاد الانقلاب ضباط يونانيون مع الحرس الوطني القبرصي، بالاشتراك مع “أيوكا- بي”، وهي منظمة إرهابية يونانية قومية يمينية شبه عسكرية أسسها الجنرال “جورجيوس جريفاس”، وتهدف إلى تحقيق “الإينوسيس”، وهي كلمة ترمز إلى توحيد الأراضي التي ينتشر فيها اليونانيون مع أثينا.
انتهاكات.. و”عطلة عائشة”
وصاحب تلك الاضطرابات انتهاكات بحق الأتراك، قتل فيها العشرات من المدنيين، وهو ما تقر به مصادر غربية بما فيها الواردة بمكتبة الكونغرس الأمريكي.
وفي 20 تموز/يوليو 1974، أطلقت تركيا “عملية السلام”، وسيطرت في مرحلتها الأولى على 3% من أراضي الجزيرة، قبل الإعلان عن وقف لإطلاق النار.
ولم تفلح محاولة أخيرة لنزع فتيل الأزمة قبل اتساعها، خلال محادثات في آب/أغسطس من ذلك العام، ليطلق وزير الخارجية التركي آنذاك، توران غونيش، لرئيس الوزراء، بولنت أجاويد، كلمة سر شن العملية الكبرى “لتذهب عائشة إلى عطلتها”.
وبحلول 16 آب/أغسطس 1974، تاريخ وقف إطلاق النار، بات الأتراك يسيطرون على نحو 37% من مساحة الجزيرة، ورسمت بناء على ذلك حدود “الخط الأخضر” الأممي الفاصل بين شطري الجزيرة.
وأسفرت المواجهات عن مقتل وإصابة الآلاف، فضلا عن تهجير عشرات الآلاف من المسلمين والأتراك من الجنوب إلى الشمال، ومن اليونانيين بالاتجاه المعاكس، فيما تتهم العديد من المنظمات الدولية، بما فيها الاتحاد الأوروبي، منظمة “أيوكا- بي” بأنها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
إعلان “الجمهورية”
في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1974، أعلنت أنقرة وزعماء القبارصة الأتراك عن إنشاء “الإدارة القبرصية التركية الذاتية” في الشطر الشمالي للجزيرة، ثم أعلن بعدها بعام عن كونها “فدرالية” في إطار قبرص.
لكن أيا من جهود التوصل إلى اتفاق يعيد توحيد الجزيرة لم تنجح، وسط مطالبة القبارصة الأتراك بضمانات لدور في الحكم، وذلك لحمايتهم من أجندات القوميين اليونانيين.
وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1983، أعلن القبارصة الأتراك أخيرا انفصالهم التام، وتشكيلهم جمهورية شمال قبرص التركية، التي لم تعترف بها أي دولة إلى اليوم باستثناء الشقيقة تركيا.
“عيد السلام والحرية”
وفي مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل الأتراك في تركيا وقبرص بما يطلقون عليه “عيد السلام والحرية”، وسط تأكيد مستمر بالرغبة بالتوصل إلى اتفاق، وتجدد للمحاولات الدولية والأممية دون نتائج تذكر.
وتأتي الذكرى هذا العام تزامنا مع حلول عيد الأضحى المبارك في 20 تموز/يوليو الجاري، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من المسؤولين الأتراك، إضافة إلى توجه وفد برلماني أذري رفيع المستوى للمرة الأولى في تاريخ البلدين.
وفي تصريح له خلال زيارته لشمال قبرص التي بدأت في 19 تموز/يوليو الجاري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه “في حال إجراء عملية مفاوضات جديدة مستقبلا (في قبرص)، فلا يمكن القيام بها إلا على أساس دولتين متساويتين تتمتعان بالسيادة”.
وأكد أردوغان أن “أكثر من نصف قرن والقبارصة الأتراك يخوضون نضال المساواة والعدالة”، مشيرا إلى أن “تركيا ستواصل اليوم وغدا الوقوف إلى جانب القبارصة الأتراك”.