
ردت وزارة الخارجية التركية السبت، على ما ورد في بيان لجنة التراث العالمي “اليونيسكو” بشأن مسجدي “آيا صوفيا الكبير” و “كاريا” في إسطنبول، مؤكدة أن تحديد طبيعة استخدامهما أمر يتعلق بالحقوق السيادية لتركيا.
جاء ذلك في رد خطي للمتحدث باسم وزارة الخارجية تانجو بيلغيتش، على سؤال حول قرار اللجنة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” الذي اتخذته في جلستها الموسعة الـ44، بشأن الأماكن التاريخية في مدينة إسطنبول.
وقال بيلغيتش إن “مسجدي آيا صوفيا وكاريا ملك للجمهورية التركية، وتتم حمايتهما بمنتهى الحرص في إطار القيم التاريخية والثقافية والدينية”.
وأضاف أن “إعادة تحويل الصرحين المذكورين من متحف إلى مسجد العام الماضي جاء بقرار قضائي”، مؤكدا أن “تحديد طبيعة استخدامهما أمر يتعلق بالحقوق السيادية لتركيا”.
وشدد على أن “أعمال الترميم والإجراءات الأخرى المتواصلة في المسجدين، لا تشكل أي تأثير سلبي من حيث معايير (اليونسكو)”.
وأكد أن “قرار اللجنة متحيز ومسيس، ويتناقض مع تقارير البعثة الاستشارية التابعة لـ(اليونسكو) التي زارت تركيا”.
وطالبت لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة “اليونسكو” تركيا بتقديم تقرير لغاية 1 شباط/فبراير 2022، حول إجراءات حماية مسجدي “آيا صوفيا” و”كاريا” في إسطنبول، والتعديلات التي طرأت عليهما.
وأعربت اللجنة عن “أسفها البالغ بسبب نقص الحوار والمعلومات” بشأن التغيير في حالة المسجدين، حسب زعمها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أصدر مرسوما في تشرين الأول/أكتوبر 2020، يقضي بإعادة افتتاح جامع “كاريا” الواقع في منطقة الفاتح بمدينة إسطنبول للعبادة مجددا، بعد أن قررت الحكومة التركية تخصيص الجامع لوزارة التربية عام 1945.
وفي 24 تموز/يوليو 2020، افتتح مسجد آيا صوفيا الكبير بمشاركة شعبية واسعة وحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أقيمت فيه أول صلاة جمعة بعد انقطاع دام 86 عاما على إثر تحويله لمتحف في العام 1934.
وشارك أردوغان في أداء صلاة الجمعة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأتراك، وعشرات الآلاف من الحضور الأتراك ومن مختلف الجنسيات، والذين جاؤوا من مناطق مختلفة للمشاركة في هذه المناسبة التاريخية.
وقد وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 تموز/يوليو 2020، على قرار المحكمة الإدارية العليا بإعادة آيا صوفيا إلى “مسجد”.
كما ألغت المحكمة قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 بتحويل آيا صوفيا من “مسجد” إلى “متحف”، وأحالت آيا صوفيا بشكل مباشر إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية للقيام بالتجهيزات اللازمة لإعادته إلى كونه مسجداً، والقيام على شؤونه.
ويومها نشر أردوغان، صورة القرار مع عبارة عبارة “Hayırlı olsun” أي فليكن مباركا.
ولقي القرار تأييدا واسعا في الداخل التركي من كافة الأطياف السياسية ومن ضمنها المعارضة التركية، فضلا عن تأييد شعبي واسع ظهرت معالمه على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم الإسلامي، كما أشاد الآلاف من علماء المسلمين حول العالم بهذه الخطوة التاريخية والتي رأوا أنها إعادة لحق مسلوب من حقوق المسلمين.
فيما استنكرت الدول الغربية، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية القرار، ودعت للضغط على تركيا من أجل أن توقف ما أسمته بـ”الاستفزازات”، وأن تتراجع عن قرار إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا مجدداً.
ويقع “آيا صوفيا” في منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول، وكان مسجدا لمدة 481 عاما، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، ويعد من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.