أساءت مسؤولة في حزب “الجيد” التركي المعارض، إلى عمر خالص دمير الذي قام بدور حاسم أدى إلى إفشال المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو 2016 في تركيا.
وقالت “سونجول ساريتاشلي” المسؤولة في حزب “الجيد” في تغريدة نشرتها على حسابها في “تويتر”، الأحد، إن الشهيد عمر خالص دمير “انقلابي”.
ودافعت ساريتاشلي في تغريدتها عن القائد الانقلابي سميح ترزي، الذي كان يريد الاستحواذ على مقر القوات الخاصة في تلك الليلة، قائلة “الانقلابي ليس سميح ترزي، بل على العكس هو عمر خالص دمير، ألا تعلمون ذلك؟”.
وكان ضابط الصف عمر خالص دمير، قد أردى ترزي قتيلا عندما حاول مع قواته الانقلابية السيطرة على مقر القوات الخاصة التركية، حيث كان من المخطط استخدام المقر في عملية اغتيال موسعة، ومن ثم ارتقى عمر خالص دمير شهيدا بـ 30 رصاصة.
وأثارت تصريحات “ساريتاشلي” ردةد فعل رسمية وشعبية في تركيا على نطاق واسع برزت على منصات التواصل الاجتماعي، استنكرت محاولتها للنيل من الشهيد عمر خالص دمير.
وأطلق نشطاء على مواقع التواصل وسم (#HepimizÖmerHalisdemiriz) أي “كلنا عمر خالص دمير”، الذي مازال نشطا حتى اليوم الإثنين.
وشارك مئات الآلاف من المغردين الأتراك على “تويتر” على الوسم دفاعا عن عمر خالص دمير.
ودفعت ردات الفعل التي انهالت على التغريدة، ساريتاشلي إلى حذفها ومن ثم حذف حسابها على “تويتر”.
كما أحدثت ردات الفعل أزمة داخل حزب “الجيد”، حيث تم تحويل “ساريتاشلي” إلى لجنة التأديب مع التوصية بالطرد النهائي من الحزب.
ورد المسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم “جونيت آلدمير”، على التغريدة، حيث قال في تصريحات إن “هذه التغريدة وإطالة اللسان على الشهيد عمر خالص دمير تبعثان على التفكير، خاصة كون ذلك صدر عن حزب (الجيد)”.
وأضاف آلدمير “لقد غيّر عمر خالص دمير مصير المحاولة الانقلابية، وهذا الشعب سيدافع عن أبطاله”.
ووصف آلدمير، الشهيد عمر خالص دمير أنه “رمز ملحمة الصمود 15 تموز/يوليو 2016”.
كما رد المسؤول في حزب الحركة القومية، مصطفى إبيك، في تصريحات شديدة اللهجة على الإساءة التي طالت الشهيد عمر خالص دمير.
وقال إبيك “أدين بشدة هذه الإساءة، وعمر خالص دمير أخونا وابن الوطن، وهو بطل في كفاحنا مع تنظيم فتح الله غولن”.
وشارك المغرد التركي محمود ألتن، في الدفاع عن دمير، قائلا “عمر خالص دمير شهيد عظيم، حتى بعد 5 سنوات من استشهاده يخافون منه، عمر خالص دمير بطل، سميح ترزي إرهابي! من يدعي خلاف ذلك فهو خائن!”
ونشر مغرد آخر يحمل اسم هاربوتلو يقول في تغريدته “هذا هو الأمر باختصار، عمر خالص دمير شهيد وطني شجاع، الوغد المسمى سميح ترزي هو قاتل وانقلابي”.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.
