سياسةمميز

ياسين أقطاي يرد على زعيم المعارضة التركية بشأن السوريين

أقطاي أكد أن خطاب الكراهية الذي يتبناه كليتشدار أوغلو ويستهدف السوريين في تركيا يعد أمرا خطيرا

انتقد ياسين أقطاي، الإثنين، دعوات رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو إلى ترحيل السوريين من تركيا إلى بلادهم، مؤكدا أنه “يعلم أنه لا يمكنه ترحيل السوريين إلى بلادهم”.

كلام أقطاي جاء في مقابلة له مع قناة “يورنيوز” تطرق فيها إلى أوضاع السوريين المقيمين في تركيا، وخطاب الأحزاب التركية المعارضة الداعية إلى عودتهم إلى بلادهم.

وقال أقطاي إنه “المستحيل عملياً إرسال السوريين إلى بلادهم، فلا يوجد شيء اسمه طرد الأشخاص الذين لجؤوا إلى بلدك وحصلوا على وضع المهاجر واللاجئ في ظل ظروف معينة”.

وحول تصريحات سابقة لكليتشدار أوغلو أعلن فيها عزمه على ترحيل السوريين إلى بلادهم في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية التي ستنعقد في العام 2023، أكد أقطاي أن الأخير “يعلم بأنه لا يستطيع فعل هذا الإجراء وإن كان لا يعلم فيجب على مستشاريه أن يخبروه بذلك”.

وتابع أن “الأمر لا يتعلق إن كان كليتشدار أوغلو يحب اللاجئين أم لا فهم حصلوا على اللجوء في تركيا ضمن وضع قانوني معين، وبموجب قانون الهجرة الدولي لا يمكنك إرسال هؤلاء الأشخاص إلى بلادهم إذا لم يرتكبوا جريمة من دون مبرر”.

وأوضح أقطاي أن “السوريين الموجودين في تركيا ليسوا سياحاً بل فروا من بلادهم بسبب الحرب وانعدام الأمن والسلامة ولأنه أصبح هناك تهديد على حياتهم”.

وأشار إلى أن “السوريين يعيشون في تركيا منذ 10 سنوات، ويعملون في مهن مختلفة ولهم مساهمة في المجتمع التركي حيث أصبحوا جزءاً من المجتمع الذي استفاد منهم”.

ولفت إلى أن “خطاب الكراهية الذي يتبناه كليتشدار أوغلو الذي يستهدف السوريين في تركيا يعد أمراً خطيراً جداً”.

وبيّن أن “كليتشدار أوغلو لديه نهج رئيس النظام بشار الأسد وهو أمر خطير للغاية، أما نحن فنعارض الظلم ونستقبل المهاجرين إلى بلادنا من أي دولة دون النظر إلى العرق والدين”.

وأوضح أن “السوريين الذين قدموا إلى تركيا ويعملون في مجال الصناعة والتجارة أصبحوا يديرون التجارة مع نحو 400 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية وهذا يعني تنشيط التجارة في البلد وعليه أنتجت تركيا أكثر بكثير من العبء الذي تحمله من نحو 4 ملايين سوري تستضيفهم”.

وذكر أقطاي في لقائه أن “بعض اللاجئين السوريين في تركيا يرغبون بالعودة إلى بلادهم في حال هيئت الظروف الآمنة لهم ولكن العديد الكبير منهم لا يرغبون بالعودة ويفضلون البقاء في تركيا”.

 وأشار إلى أن “أحد الأسباب التي تجعل تركيا هدفاً للاجئين هو وجود مستوى معين من الازدهار”.

وأكد أن “قطاع الصحة في تركيا بين أفضل ثالث أو رابع قطاع في العالم”، لافتاً إلى أن “هناك من يقول إن الرعاية الصحية مجانية للسوريين لكنها هي نفسها مجانية للأتراك أيضاً”.

وقال كليتشدار أوغلو في تسجيل مصور في 6 تموز/يوليو 2021، إنه عندما يصل إلى السلطة سيحل المشكلة السورية ومشكلة السوريين في غضون عامين و”أنا مصمم على ذلك وسأفعلها”.

وأضاف أن “السوريين أقرباؤنا وهم سيكونون سعداء في الأرض التي ولدوا فيها، لذلك سوف نعيدهم إلى بلادهم بسلام”، مشيراً إلى أنه “يوجد في تركيا 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري وفق الإحصائيات الرسمية”.

ولفت إلى أنه شاهد كثافة السوريين خاصة في المدن القريبة من الحدود السورية حيث أصبح عدد السوريين في تلك المدن “يفوق الأتراك”، موضحاً أن “المواطنين لم يعد بإمكانهم تغطية نفقاتهم وأصبحوا عاطلين عن العمل بسبب السوريين”.

وفي 21 تموز/يوليو 2021، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن تركيا لن تلقي باللاجئين السوريين في أحضان “القتلة”، ما دام بالسلطة في تركيا.

وقال أردوغان “ما دمنا في السلطة بهذا البلد فلن نلقي بعباد الله الذين لجؤوا إلينا في أحضان القتلة”.

وأضاف “أقولها بوضوح، هؤلاء طرقوا أبوابنا واحتموا بنا، ولا نستطيع أن نقول لهم عودوا من حيث أتيتم”.

وتابع “لا يمكن فعل ذلك (ترحيل اللاجئين السوريين) إذا لم يكن طوعا، وخاصة إذا كان اللاجئ قد تقدم بطلب الحصول على اللجوء، فإنه يتعين قبوله”.

وأكد أن “تركيا ستواصل السعي لمساعدة الناس بشكل إنساني”، مشيرا إلى أن “عودة اللاجئين إلى ديارهم تكون طوعا وبشكل آمن وفقا لقواعد الأمم المتحدة”.

وأشار أردوغان إلى أن “تركيا تواصل بناء منازل مؤقتة من الطوب للسوريين في مناطق المخيمات شمالي سوريا”، مضيفا أنه “تم الانتهاء من بناء 50 ألف منزل من أصل 100 ألف”.

وتستقبل تركيا نحو 3.6 ملايين سوري فروا من بلادهم، ما جعلها أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى