دوليمميز

تحذير روسي: “الخطر التركي” علينا جدي وكبير

مجلة "كوريير" الروسية الشهيرة المتخصصة بالصناعات العسكرية الدفاعية

حذرت مجلة “كوريير” الروسية الشهيرة المتخصصة بالصناعات العسكرية الدفاعية، من الوجود العسكري التركي في الخارج “حيث أن 15% من العدد الإجمالي للقوات المسلحة التركية في أراض خارج تركيا”، مشددة أن شياسة تركيا الخارجية “تشكل تهديدا مباشرا وخطيرا وكبيرا لوحدة أراضي روسيا”.

جاء ذلك في مقال كتبه قسطنطين سيفكوف في المجلة، حسب ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة RT الروسية، اليوم الأربعاء.

وقال سيفكوف إن “الوجود التركي خارج تركيا يستمر بالنمو على عكس الوجود العسكري الأمريكي الذي تراجع في السنوات الأخيرة”.

وأشار سيفكوف في المقال إلى “تقديم وسائل الإعلام الروسية الرسمية، لاسيما القنوات الفيدرالية، معلومات تسلط الضوء على الجوانب الإيجابية للعلاقات الروسية التركية.. وفي غضون ذلك، فإن السياسة الخارجية التركية نشطة للغاية وقد قدمت بالفعل لروسيا عدة مفاجآت غير سارة”.

وأضاف قسطنطين أن “عددا من مبادئ السياسة الخارجية، التي تعدها القيادة التركية، تشكل تهديدا مباشرا وخطيرا وكبيرا لوحدة أراضي روسيا”.

وأكد أنه “على الرغم من أن السياسة الخارجية التركية حتى الآن لا تهدد بوضوح المصالح الصينية، فإن توجهها سيؤدي حتما إلى صدام بين تركيا والصين.. كما تعمل تركيا بنشاط في الاتجاه الإفريقي”، حسب تعبير الكاتب.

وقال سيفكوف إن “الاتجاه الشمالي للتوسع العسكري السياسي التركي، هام ويتطور بكثافة.. على سبيل المثال، القرم”.

وأشار إلى أن “ممثلي القيادة التركية هم من المروجين النشطين لفكرة (منصة القرم)، وهي مجموعة من الدول هدفها المعلن فصل شبه الجزيرة عن روسيا.. والمصلحة التركية في ذلك واضحة”.

وتابع سيفكوف  “وفي الواقع، إذا نجحت (تركيا) في ذلك، سيكون لدى أنقرة أسس تاريخية وقانونية قوية للمطالبة بهذه الأرض.. اليوم، يلاحظ نشاط تركي مرتفع بشكل استثنائي في هذا المجال لإقامة تعاون عسكري تقني وعسكري استراتيجي وثيق مع أوكرانيا”.

ولفت الكاتب الروسي إلى أن “التوسع التركي في الاتجاه الشمالي الشرقي هو الأكثر نجاحا.. وهذا بالطبع يتعلق بنتائج الصراع المسلح بين ناغورني قره باغ (الأذري) وأرمينيا من جهة، وأذربيجان وتركيا التي تدعمها من جهة أخرى.. إذا قيّمنا نتائج هذا الصراع، يمكننا أن نستنتج أن تركيا هي الطرف الرئيس الفائز فيه.. فقد حصلت على موطئ قدم ممتاز في أذربيجان لمزيد من التوسع في اتجاه الجمهوريات الآسيوية السوفييتية السابقة، وكذلك القوقاز، ولا سيما شماله”.

للاشتراك بقناة وكالة أنباء تركيا على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1

اقرأ أيضا

أبدى الشيخ نفيع الله عشيروف، المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي القسم الآسيوي في روسيا الاتحادية، إعجابه بالتجربة التركية والتقارب التركي الأذري، مشيرا إلى أهمية ومكانة تركيا في قلوب مسلمي روسيا “الذين يحلمون بزيارة مساجدها والاستمتاع بإسطنبول التي تعتبر متحفا مفتوحا تحت السماء”.

كلام عشيروف جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”، أشار فيها إلى بداية تكوين الهيئات الدينية الإسلامية في روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي خلال تسعينيات القرن الماضي، كما تحدث عن العلاقات الوثيقة التي تربط المسلمين في روسيا بتركيا.

وقال عشيروف “نحن مسلمو روسيا، تربطنا علاقات قديمة مع تركيا، منذ تكوين الإدارات الدينية بعد سقوط الشيوعية في روسيا”.

ولفت قائلا “تركيا كانت أول دولة أسسنا معها علاقات، نحن كمسلمي روسيا، وذلك في بداية التسعينيات، حيث أن لدينا علاقات وثيقة مع رئاسة الشؤون الدينية في تركيا”.

وحول الشق الثقافي، أكد عشيروف على تقارب اللغة والتقاليد قائلا إن “معظم المسلمين في روسيا هم من قوميات تركية، التي تتحدث بلهجات اللغة التركية المختلفة”.

وفي حديثه عن أصل الأتراك، قال عشيروف ” توجد عدة دول حول روسيا، مسلمة وغير مسلمة، تعود إلى الأصول التركية، مثل جمهورية ألطاي، التي يقال إنها مهد كل الأتراك، كما يقال إن كل القوميات التركية ظهرت هناك ثم انتشرت في الأرض”.

وأضاف أن “الأصل التركي ينتمي للإسلام، وطبيعة تركيا وطريق تركيا هو امتداد للإسلام، كما أن روسيا تحيي المسيحية، فلا بد أن تعتمد البلاد المسلمة أيضا على أصلها”.

وعن أوضاع المسلمين في الدول المحيطة بروسيا، قال “الأوضاع تختلف جدا، مثلا كازاخستان الحمد لله أصبحت دولة كبيرة ومنظمة، ومتقدمة نوعا ما.. أذربيجان أيضا تقوى يوماً بعد يوم، وأصبحت دولة مؤثرة في تلك المنطقة، خاصة بعدما استطاعت أن تحرر أراضيها من الاحتلال الأرميني، وهذا بفضل الله ثم بمساعدة تركيا الحمد لله”.

وعبر عشيروف عن سعادته بالتقارب بين تركيا وأذربيجان، قائلا “الحمد لله نحن نسعد أن أذربيجان وتركيا اقتربتا من بعضهما، ونسعد بهذا الاندماج بين البلدين”.

وحول تردده على تركيا، قال عشيروف “نحن نزور تركيا كل عام، ونقوم أيضا بإحضار الأئمة من روسيا ليحضروا الدورات هنا، بالتعاون مع رئاسة الشؤون الدينية في تركيا والأوقاف المحلية”.

وفي إشارة لارتباطه وعائلته بتركيا قال “ابني يدرس الماجستير في الجامعات التركية، وابنتي تدرس تخصص الهندسة المعمارية أيضا في الجامعات التركية، وحفيدي أكمل الثانوية العامة في تركيا، ولدينا علاقات كبيرة هنا الحمد لله”.

وأكمل عشيروف “أي مسلم في روسيا يحلم أن يزور مساجد تركيا ويلتقي مع العلماء والأئمة، ويستمتع بمظهر مدينة إسطنبول المعجزة.. فإسطنبول كما يقولون هي متحف تحت السماء”.

وختم عشيروف “نحن نحب تركيا، لغتنا متقاربة وطريقنا كذلك، وندعو الله أن يحمي وحدة الشعب التركي، وندعو الله أن يتمسك الشعب التركي بوطنه وبوحدته وعلمه، وبحبه لله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يحميهم إن شاء الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى