تقاريرمميز

احترسوا من أقوى الأسلحة الأرمنية (تقرير)

البروباغندا الأرمنية وحملة الكراهية والتشويه ضد الأتراك والأذريين والمسلمين

للأرمن كل الحق في اتخاذ إجراءات حماية أنفسهم من المسلمين المجاورين لهم، ولهم الحق في الانتقام منهم بكل قسوة، ولهم الحق في أن يستمع العالم لشكواهم وحدهم ويغض الطرف عن كل أعمالهم؛ فهم ضحية المسلمين، وللضحية كل الحق في الانتقام وتلقي المساعدات، فضلا عن السكوت المطبق عن أفعالهم الوحشية.

حتى مذبحة خوجالي، وهي واحدة من أبشع مذابح القرن العشرين، لا يمكننا لومهم عليها، لأنها مجرد رد فعل عما فعله العثمانيون المسلمون ضد الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وحتى احتلالهم لأراضي أذربيجان هو كذلك رد فعل لرفض العالم مساعدة الأرمن في قيام أرمينيا المستقلة أثناء مؤتمر لوزان 1923، حيث خذلهم كل الذين وعدوهم بالمساعدة، واكتفوا بأن جعلوهم بيادق شطرنج في لعبة دولية لتفكيك الدولة العثمانية.

هكذا يفكر الأرمن ويتصرفون

هكذا يبرر العالم المسيحي للأرمن كل حماقاتهم، لأنهم يجيدون اللعب على العقول، ويحترفون العزف على وتر المشاعر، وادعاء المظلومية هو أحد أبرز وسائل جلب التعاطف، والدعاية دون دعاية مضادة للرد من الطرف الآخر، هو من أقوى الأسلحة التي تجعل الرأي العام يقف معك، ويؤثر في قرارات السياسيين.

تلعب الدعاية بشكل أساسي على المشاعر، حيث غالبًا ما تتحدى العقل والحقائق، وذلك كي تتمكن من الوصول إلى نفسيات الشعوب والسيطرة عليها، فالدعاية لعبة ذهنية؛ يقوم الدعائي الناجح باللعب على أكثر المشاعر عمقًا لديك، كي يستغل أشد مخاوفك واتجاهاتك المسبقة.

ويقدم الباحثان الدعائيان أنطونيو بارتكانيس وإليوت أرونسون تعريفًا للدعاية الحديثة على أنها: إيحاء أو تأثير جماعي ينشأ عن التلاعب بالرموز وبنفسية الأفراد.

وتتضمن الدعاية البراعة في استخدام الرموز والصور والشعارات التي تؤثر على عواطفنا وعلى اتجاهاتنا، وهي عبارة عن إيصال إحدى وجهات النظر، على أن يكون الهدف النهائي من هذا هو حمل المتلقي على القبول طواعية، كما لو أنها وجهة نظره الخاصة”.

كما أن إطلاق مصطلحات معينة على الأشياء يعد سلاحًا آخر اختيارياً في يد مسؤول الدعاية، ففي الحرب العالمية الأولى تم إطلاق مصطلح “الهون” على الألمان ينسبهم إلى قبائل النونيين البرابرة، كذلك أطلقت أيضًا هذه الصفة “البرابرة”، على كل دول المحور وضمنهم الأتراك.

ويقترح العالمان النفسيان براتكانيس وأرونسون أربع استراتيجيات تساعد على نجاح العملية الدعائية:

  • مرحلة ما قبل الإقناع، وهي عبارة عن خلق مناخ يساعد على تصديق الرسالة المراد توصيلها إلى الناس.
  • مصداقية المصدر بأن يكون مبلغ الرسالة محبوبًا أو موثوقًا به.
  • أن تركز الرسالة على أهداف بسيطة وقابلة للتحقيق.
  • إثارة المشاعر وتقديم رد الفعل المطلوب.

وهي تقريبًا نفس الاستراتيجية الدعائية التي اتبعها الأرمن في نشر قضيتهم، حيث ظل ادعاء الإبادة الجماعية للأرمن لعقود طويلة لا يخضع لأي دراسة تاريخية صارمة، ولا باستخدام منهج أمين شديد الثقة يستخدم الشك للوصول إلى الحقيقة الموثوقة، كما خضعت الدولة العثمانية على النقيض لدراسات ومراجعات سيئة في الغرب عمومًا لقرون طويلة.

والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كونها دولة مسلحة، ولفتوحاتها العسكرية في أوروبا، كما أنها أُتخذت بعد ذلك وأعلنت كعدو رسمي لبريطانيا وفرنسا وروسيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وهي أيضًا عدو واقعي للولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا.. كان الغرب مُهيَّأً لقبول الادعاءات الأرمنية، إذ أن هذه الادعاءات تعزز وجهة نظرهم السطحية جدًا والانتقامية للأتراك، والتي كانت قد غرست لمدة قرون.

وقد برع الأرمن في مسألة الدعاية تلك، كما برعوا في العديد من مجالات الحياة الأخرى كأقلية في المهجر الذي امتد إلى معظم بلدان العالم منذ فترات تاريخية بعيدة.

وحمل الأرمن معهم الصفات التي يتميز بها الأقليات، في الكثير من الأحيان، حيث محاولوا تعويض النقص العددي والاغتراب والشعور بالدونية في المواطنة، ومحاولة تعويض ذلك بالبروز والتميز، من خلال النجاح في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مناحي الحياة .

تميز الأرمن في مجالات الطباعة والصحافة والترجمة والمسرح، فكانوا من روادها في الدولة العثمانية، وفي مجال التعليم والابتعاث إلى الخارج والتشبع بالفكر القومي والليبرالي، إذا جاز التعبير في تلك الفترة، وما صاحبه من إنشاء أندية وجمعيات وأحزاب وجماعات معارضة، داعية إلى التحرر والانفصال والاستقلال.

ومن خلال ذلك كله وغيره، اكتسبوا خبرات واسعة في مجال الدعاية والبروباغندا.

ووفقًا للقاموس السياسي؛ فالبروباغندا هي كلمة لاتينية أول من استخدمها هو الأب جريجوري الهامس عشر 1622م، حيث أسس ما عرف بالدعاية الجماعية المقدسة: Sacred Congregational Propaganda، وهي مفوضية “لجنة” صممت لنشر العقيدة الكاثوليكية في العالم.

ومنذ ذلك الوقت أخذت البروباغندا بمعنى واسع، وهو نشر أي تكتيك في الكتابة والخطابة والموسيقى والسينما والوسائل الأخرى، بهدف التأثير على الرأي العام.

وهو أيضا الأمر الذي يشير إلى ارتباط البروباغندا والدعاية بالكنيسة، الكنيسة التي ارتبط بها الأرمن، وكانت محور حياتهم، والفلك الذي تدور حوله شموس هذه الحياة وأقمارها، إذ ارتبطت الفنون والآداب بالكنيسة كذلك العمارة والتعليم والصحافة والزعامات القومية والوطنية حتى الثورية.

وقد أدرك قادة الأرمن منذ البداية انتقاد قضيتهم لمبررات ومسوغات النجاح، حيث لم يمثلوا أغلبية سكانية في المناطق التي يسكنونها وينادون بأن تكون ذاتية الحكم أو مستقل، كما أن القاعدة الشعبية والجماهيرية لم تكن قاعدة عريضة ولا ذات مشاركة فعالة في أول الأمر؛ لدعم وتأييد هذه القضية، حتى هذه الأحزاب نفسها لم تملك الأيديولوجية الراسخة التي تدعم وتدفع القضية أو تقنع الجماهير باعتناقها.

وهو ما يتضح في برامج هذه الأحزاب التي ركزت على الدعاية والبروباغندا، وكسب تأييد الجماهير في الداخل، ولكسب تأييد الرأي العام العالمي في الخارج، وكذلك تعويض الركائز الهشة للقضية، بدعم القوى والدول الكبرى، وباستغلال الأطماع الأوروبية في تركة الرجل المريض، والطموحات الروسية في الجامعة السلافية، وذلك باتباع النموذج البلغاري، حتى تطور الأمر، فصار الأرمن هم الحلفاء الصغار للقوى الكبرى في الحرب العالمية الأولى.

وقد تزعمت بريطانيا القوى الكبرى المؤيدة لانقسام تركة الدولة العثمانية، كما تزعمت الحركة المعادية للأتراك المسلمين على الأخص في ظل حكومة جلادستون وخلفائه في حزب العمال، وكانت الصحافة البريطانية تشن حملات شعواء ضد السلطان العثماني ودولته.

وقد أمدتها القضية الأرمنية بمادة سخية في شحذ الرأي العام البريطاني والأوربي وتهيئته لتأييد الحرب ضد هذه الدولة، التي كان يراها الغرب بمنظار خاص.

هذه الدعاية الصارخة كان لها أثرها وتاريخها في الولايات المتحدة الأمريكية كما وصفها المفكر اليهودي الأمريكي ناعوم تشومسكي، وأوضح جوانب كثيرة من هذا التاريخ نتجت عن الحرب العالمية الأولى التي كانت نقطة تحول كبيرة، غيرت من وضع الولايات المتحدة في العالم.

ففي القرن الثامن عشر، كانت الولايات المتحدة بالفعل أكثر البقاع غنى، وبكل هذه المميزات ومع نهاية القرن الـ 19 كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الاقتصاد الأغنى، لكنها لم تكن اللاعب الأكبر في المشهد العالمي.

وخلال الحرب العالمية الأولى تغيرت العلاقة بشكل أكثر درامية، فصحيح أن الولايات المتحدة تمت لها السيادة بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن تغيرًا حقيقيًا بدا بعد الحرب العالمية الأولى؛ إذ كانت المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد دعاية منظمة من قبل الدولة.

كان للبريطانيين وزارة للمعلومات، وكان بحاجة فعلية لذلك ليضمنوا دفع أمريكا للدخول إلى الحرب، وإلا واجهوا مشكلة صعبة، كانت مهمة تلك الوزارة بالأساس إرسال الدعاية التي تضم اختلافات كبيرة عن وحشية “الألمان المحبين للتدمير”.

ويستمر تشومسكي “أما في الولايات المتحدة نفسها؛ فكان نظيرهم الرئيس ويلسون الذي انتخب في 1916 على أساس معاداة الحرب، الولايات المتحدة كانت دولة سلامية.. الناس لم تكن ترغب في حروب خارجية، كانت معارضة تمامًا للحرب العالمية الأولى ، وكان انتخاب ويلسون مرتبطًا بهذا الأمر.. فقد كان شعار البلاد وقتها هو (السلام دون انتصار)، ولكن ويلسون كان ينوي الذهاب للحرب”.

وبقي السؤال: كيف يمكنك أن تحول شعبًا يبغي أفراده السلام إلى مجانين مناهضين للألمان، ولديهم الرغبة في الذهاب لقتلهم؟! إن ذلك يستدعي دعاية “بروباغندا”.

وهكذا أنشأت الدولة أول وكالة دعاية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية “لجنة المعلومات العامة” التي سميت أيضًا لجنة “كريل” Creel لأن الشاب الذي أدارها كان يدعى كريل، وكان مهمة اللجنة أن تقوم بالدعاية بين الناس لتخلق حالة من الهستيريا السوفيتية، أي الغلو في الوطنية، ووصفها المعلقون بأنها عملت بشكل رائع؛ ففي غضون شهور قليلة كان سعار عرب يجتاح البلاد، وأصبح بإمكان أمريكا الدخول للحرب.

وكانت الدعاية في المجال غير الصحفي متمثلة في الكتب الأربعة الأكثر شهرة التي نشرت في عواصم الحلفاء: لندن، باريس، بوسطن، بل في إحدى دول المحور “ألمانيا” وهو كتاب الدكتور القسيس ليبسوس.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وانتهاء عملية الـ Nemsis، واغتيال القادة العثمانيون الذين اعتبرهم الأرمن هم المسؤولون الرئيسيون عن التهجير وما أسموه الإبادة الجماعية، هدأت المسألة الأرمنية.

دوافع الدعاية الأرمنية:

أحد الأبعاد الأكثر أهمية في القضية الأرمنية هو البعد النفسي، إذ أن التحليل السيكولوجي لبواعث هذه القضية وأسبابها وعوامل تفاقمها ولأحداثها، يكشف الكثير من الغوامض التي أدت إلى الأحداث المأساوية التي راح ضحيتها الكثيرين أثناء فترات اشتعال هذه القضية بداية من عام 1878م، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

وهو ما يحتاج إلى دراسة مستقلة، لكننا هنا سنلقي بعضًا من الضوء على دوافع الدعاية الأرمنية التي أدت إلى إيقاظ من جديد في بلدان المهجر.

العلاقات ما بين الأرمن والأتراك في المهجر سيئة للغاية، إذ يعتقد الأرمن في حقيقة واحدة مؤكدة هي أن الأتراك ذبحوا أسلافهم من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية، ادعاء الإبادة الجماعية مترسخ في نفوسهم ترسخ عقيدتهم المسيحية، فهي الحقيقة التي تثبت هويتهم الأرمنية، ويمكننا اعتبارها أقوى رابطة تجمع الأرمن في المهجر، وهي الحبل المتين الذي يعتصمون به فيربطهم ببعضهم البعض في المهجر، ويربطهم جميعًا في مهجرهم بالوطن الأم، وبالماضي الأرمني.

ويتجلى ذلك في مجالات الأعمال المختلفة التي يعمل بها الأرمن، والتي يحرصون أن تأخذ أسماء تذكرهم بالإبادة الجماعية، فنجد اسم “أرارات” مثلاً يتكرر كثيرًا جدًا في أسماء المدارس والمطاعم والمحلات والشركات والمنتجات في الولايات المتحدة وكندا.

الأجيال الأرمنية اللاحقة لم تر شرف الأناضول ولا الوطن الأرمني الأم، وقد وجدت هويتها في المجتمعات الجديدة التي تعيش فيها في المهجر، وفي حياة الشتات تلك، لم يكن ثمة شيء مشترك يجمع هؤلاء الأرمن وأجيالهم الجديدة، من تقاليد أو لغة أو ثقافة مشتركة أو شيء يميزهم كأمة.

فقد اصطبغت شخصياتهم وثقافتهم تبعًا لثقافة وهوية الدول المضيفة لهم، وعلى سبيل المثال نجد الأرمن الشباب في لندن يحتفلون بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، بينما المسنين الأرمن يحتفلون به في السابع من كانون الثاني/يناير وفق التقاليد الأرمنية.

وذلك بالإضافة لكون الجمهورية الأرمنية بلاد طاردة للسكان لطبيعتها الجغرافية والمناخية القاسية، وكذلك لمواردها الطبيعية الفقيرة، مما جعل الاستيعاب يتم خارج أرمينيا، وبلاد المهجر هي المستقبل للأجيال الجديدة.

في مثل هذه الظروف كان من الصعب إيجاد روابط قومية سوى مشروع أو هدف قومي مشترك، وهو ما يتمثل في النجاح أو الألم، ويبدو أن كلاهما كان موجودًا لدى الأرمن، أو بمعنى أصح هم قد أوجدوه، فالنجاح راجع بدرجة كبيرة إلى طبيعتهم التي اعتادت على التميز والبروز في عدة مجالات، والألم راجع إلى استعدادهم الكبير للإيمان بادعاء الإبادة الجماعية .

ومن اللافت للنظر أن الكراهية الأرمنية ضد الأتراك لم تكن موجودة بدرجة كبيرة في الجيل الأول من المهاجرين، مثلما هي موجودة وقوية في الأجيال اللاحقة، وعندما وجد الشتات الأرمني استقرار ما في النصف الثاني من القرن العشرين، ظهرت منظمات أرمنية جديدة معلنة عن حاجتها إلى هوية أرمنية.

وقد وصلت الكنيسة الأرمنية، وكذلك الجماعات الأيديولوجية الأرمنية إلى النتيجة ذاتها، التي تؤدي إلى أن الأسلوب الوحيد للحصول على هذه الهوية والرابط هو الراديكالية والأيديولوجية الدينية، وكانت أحداث 1915 معين لا ينضب من الألم والكراهية، والروابط التي تشكل اللبنات الأولى للهوية الأرمنية في الشتات.

وتكثفت الأنشطة الدعائية لترسيخ ادعاء الإبادة الجماعية، ونجحت هذه الدعاية في اختلاق كراهية ضد الأتراك أكثر عمقًا في الجيل الثاني والثالث، إذ بدت من التعليم في المراحل المبكرة، وعلى استمرار السنوات الدراسية وطوال الحياة في الكنيسة والإعلام والمنظمات الأرمنية، وامتدت عبر دول العالم، حتى صارت الإبادة الجماعية هي المبرر الأوحد لوجود وعمل الكثير من المنظمات والكنائس الأرمنية، والمصدر الأوفر والأغنى لجمع التبرعات لديها.

كما نشط المهاجرون في كتابة مذكراتهم، ومن الطبيعي أنهم كتبوا تجاربهم ووصفوا الأحداث من وجهة نظرهم، وبما يظهرهم كأبطال أو ضحايا، وبما يظهر الأتراك المسلمين كشعوب همجية وبربرية بعيدة عن التحضر والمدنية والإنسانية، بما يتوافق مع الفكرة السائدة لدى الغربيين عن الأتراك والمسلمين، والتي ترسخت على مدار أحقاب طويلة وعوامل كثيرة معقدة.

وكثرت هذه الكتب والمذكرات ولاقت رواجًا كبيرًا، وصارت جزءًا لا يتجزأ من المكتبات الغربية، وترجمت إلى لغات عدة، وروجت لها المنظمات الأرمنية، بل دخلت الإبادة الجماعية إلى أروقة المؤسسات التعليمية وصارت جزءًا من المناهج الدراسية.

كما كان المجال الفني من سينما ومسرح من المجالات التي برع فيها الأرمن، وصارت أحداث 1915 ومأساة الإبادة مصدراً رئيسيًا في أعمالهم الفنية، فأنتجت أفلامًا وأعمالاً فنية أخرى عن هذه المأساة، ولاقت تلك الدراما رواجًا وقبولاً واسعًا؛ خاصة مع ما توافر لها من إمكانات إنتاجية ضخم نتيجة للتبرعات الشعبية والدعم المؤسسي من المنظمات الأرمنية، وما لقيه أبطالها من تكريم وحفاوة بالغة.

هكذا أعطيت القضية الأرمنية أو بالأحرى أعطى ادعاء الإبادة الجماعية دفعة قوية، ولقي رواجًا ونجاحًا كبيرًا، مما جعله الموضوع الرئيسي لكل الفنانين الأرمن على اختلاف مجالاتهم ومشاربهم.

فقد خصص المصورون الأرمن أجزاء في معارضهم في لندن أو نيويورك في الإبادة الجماعية، وكرس الموسيقيون الأرمن أغان عن ضحايا الإبادة، وكذلك المسرحيات والأفلام، حتى أن المخرج الكندي هرانت الياناك Hrant Alyanak عندما قدم مسرحيته عام 1997عن الإبادة الجماعية، قررت شركته “الياناك للإنتاج المسرحي” عرض مسرحية عن الأرمن بأنهم مساعدون ومتبرعون أسخياء.

من هنا صارت هناك مصالح مشتركة ما بين الفن والقضية، دخل الفن والقانون إلى عالم الاحتراف والشهرة والغنى جراء عرض القضية، ودخلت القضية عالم الفن والسياسة والمجتمع عن طريق هؤلاء الفنانين، وحظي الجميع بمن فيهم المنظمات والفنانين والقضية، بمكانة راقية في المجتمع ودعمًا سخيًا يدفع لمواصلة النشاط والرواج.

ونعرض فيما يلي لنماذج من المؤسسات الفنية الأرمنية وأنشطتها:
– مؤسسة الفيلم الأرمني The Armenian Film foundation
– شركة الفيلم الدولي Film International
– مؤسسة الفردوس MGN/Paradise. inc
– شركة أفلام القوس Are Film
– مؤسسة بارس للإعلام Bars Media

بالإضافة إلى هذه النماذج من المؤسسات الفنية العاملة في دعم القضية الأرمنية من خلال الميديا، هناك أيضًا مؤسسات وجمعيات أخرى تقوم بأنشطة إعلامية ودعائية لدعم القضية الأرمنية، أو دعم الدعاية الأرمنية.

ومن هذه المؤسسات:

-الجمعيات الطلابية الأرمنية.
– الكنيسة الأرمنية.
– اللوبي الأرمني.
– المهرجانات السينمائية الدولية.

أحمد عبد الوهاب الشرقاوي

دكتوراه بالتاريخ العثماني والدراسات الأرمنية، مدير المركز الثقافي الآسيوي، والمدير التنفيذي لمجلة التجربة الآسيوية، ومدير تحرير المجلة العربية للدراسات التاريخية، له نحو 30 كتابا منشورا في التاريخ العثماني والقضية الأرمنية، ومثلها من المؤلفات غير المنشورة، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية الدولية والمحلية في العراق والسعودية ولبنان وتركيا وأذربيجان، وأحدث إنتاج علمي له تحت النشر هو "موسوعة معاهدات الدولة العثمانية".
زر الذهاب إلى الأعلى