
أثارت إشارات التقارب بين تركيا وأرمينيا خلال الآونة الأخيرة، انزعاجا كبيرا في وسائل إعلام يونانية.
وذكرت صحيفة “المساء” التركية، هذا الأسبوع، نقلا عن وسائل إعلام يونانية، أن التصريحات المتبادلة بين المسؤولين في تركيا وأرمينيا “سببت إرباك لليونان”.
واستشهدت وسائل الإعلام اليونانية بتصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 29 أغسطس/آب الماضي، أعرب فيها “استعداد تركيا للتطبيع التدريجي مع أرمينيا في حال انتهجت الحكومة الأرمينية مواقف واقعية وابتعدت عن كيل الاتهامات الأحادية”.
كما نقلت على لسانه قوله “لقد عبرنا عن أنه مع انتهاء الاحتلال في (قرع باغ)، فإن فرصة جديدة لإحلال سلام دائم في منطقتنا قد فتحت، وأننا سنفعل ما هو ضروري إذا أرمينيا قامت بتقييم ذلك”.
كما أشارت إلى وجود تطور إيجابي في العلاقات بين تركيا وأرمينيا، ونقلت عن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قوله “نحصل على بعض الإشارات الإيجابية الواضحة من تركيا.. سنقيم هذه الإشارات، وسنرد على الإشارات الإيجابية بإشارات إيجابية”.
وذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن “أرمينيا تحاول إعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا بعد انقطاع أربعين عامًا”.
وفي إشارة إلى أن الطائرات بدون طيار التركية التي استخدمتها أذربيجان ألحقت أضرارًا كبيرة بأرمينيا في حرب “قره باغ”، كتبت الصحافة اليونانية أن أرمينيا فضلت اقتراح تركيا “ست منصات”، واقترب باشينيان، الذي أخذ الأسباب الاقتصادية في الاعتبار، من تركيا لهذا السبب.
وفي 8 أيلول/سبتمبر 2021، أعرب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، رغبة بلاده بتطبيع العلاقات مع تركيا.
وقال “نحن على استعداد لإجراء مشاورات من أجل تطبيع العلاقات مع تركيا وإعادة إحياء النقل البري وخط السكك الحديدية”.
وتابع باشينيان “نحن مستعدون لمثل هذا اللقاء ويمكننا توسيعه أكثر أيضا”.
وأوضح أن “روسيا أبدت استعدادها للمساعدة في هذا الأمر”.
وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا والولايات المتحدة مهتمون بهذا الأمر”.
يذكر أنه في 14 آب/أغسطس الماضي، أعرب باشينيان، عن “استعداد أرمينيا تطبيع العلاقات مع تركيا، وفتح الحدود بين البلدين”.
وقال باشينيان في مقابلة تلفزيونية محلية، إن “أرمينيا مستعدة لعودة العلاقات مع تركيا ونحن الآن جاهزون لذلك”.
وأضاف أن “غياب العلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا وتركيا وإغلاق الحدود يؤثر سلباً على الاستقرار والسلام الإقليميين”.
وأكد “نحن مستعدون للحفاظ على العلاقات دون شروط مسبقة من أجل خلق جو من الثقة المتبادلة بين أنقرة ويريفان”.
وفي 11 شباط/فبراير 2021، قال وزير الخارجية الأرميني، آرا إيفازيان، إنه “لا يوجد مبرر لتأجيل إعادة افتتاح الحدود مع تركيا”، مشيرا إلى أن بلاده “ترجح الدبلوماسية والحوار”.
وأضاف إيفازيان في في كلمة له بمجلس النواب الأرميني، أن “الوضع في إقليم (قره باغ) قد تغير، لهذا السبب لا توجد أية مبررات لإبقاء الحدود مغلقة مع تركيا”.
فيما أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في 12 كانون الأول/ديسمبر 2020، إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع أرمينيا بالتنسيق مع أذربيجان، وذلك بشرط التزامتها باتفاق وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ”.
من الجدير ذكره، أن تركيا أغلقت حدودها مع أرمينيا لدعم أذربيجان عام 1993، وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان أرمينيا الاستقلال عام 1991، واحتلال إقليم “قره باغ” الأذري.
وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أعلن الرئيس الأذري إلهام علييف، الاستسلام الكامل للقوات الأرمينية التي تلقت خلال الفترة الماضية ضربات موجعة من قبل الجيش الأذري في إقليم “قره باغ” بدعم تركي.
كما أعلن علييف وقفا نهائيا للاشتباكات في “قره باغ” بين أذربيجان وأرمينيا بموجب الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه بين أذربيجان وروسيا وأرمينيا.
للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1