العالم الإسلاميمميز

لبنان.. “الجماعة الإسلامية”: تركيا لا تتعامل بحسابات طائفية أو عرقية

"النهضة التركية وأثرها على الطائفة السنية في لبنان".. ندوة افتراضية نظّمتها جهاتٌ سنية لبنانية

كشف الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الأستاذ عزّام الأيّوبي، أنّ “المسلمين السنّة في لبنان يتطلعون إلى أيّة قوّة يمكن أن تدعمهم من أجل التوازن الداخلي، إنطلاقاً من بحثهم عن سبيل لإعادة التوازن المفقود في لبنان”.

كلام الأيوبي جاء خلال ندوة نظّمها منتدى الدراسات والبحوث، الأربعاء، تحت عنوان “النهضة التركية وأثرها على الطائفة السنية في لبنان” عبر منصة “زووم” بحضور عدد كبير من الباحثين والناشطين والمهتمين من لبنان والخارج.

وأشار الأيوبي إلى أن “تطلّع سنّة لبنان إلى الدعم التركي لهم جاء نتيجة شعورهم بحالة الضعف أمام المكوّنات الأخرى، خاصة وأنّ تركيا وقفت خلال العقد الأخير إلى جانب شعوب كانت تشعر بالاضطهاد والمظلومية، وأغلب هذه الشعوب كانوا من المسلمين السنّة”.

ورأى أنّ “تركيا دولة ليست مطلقة القوّة والصلاحية في المنطقة، على الرغم من قدرتها وقوّتها وحجم تأثيرها، فهي تأخذ بعين الإعتبار التوازنات الإقليمية والدولية القائمة، وحريصة على عدم إثارة حساسيات جديدة في المنطقة مع قوى لها حساباتها وتأثيرها”.

وأضاف أنها “عندما تدخّلت في بعض المناطق فإنّ ذلك كان من منطلق الوقوف إلى جانب مكوّنات مضطهدة ولها حضورها ودورها في الجغرافيا والسياسة، ولها وجودها الميداني والشعبي والرسمي”.

من جهةٍ ثانية لفت إلى أنّ لـ”تركيا مصالح وأولويات خاصة بها كدولة، ولا بدّ من إدراك حقيقة مفادها أن تركيا لا تتعاطى في ملفات المنطقة انطلاقاً من حسابات طائفية أو مذهبية أو عرقية أو ما سوى ذلك”.

كما أشار الأيّوبي إلى أنّ “تركيا كغيرها من دول الإقليم أو حتى دول العالم، يمكن أن يكون لبنان محطّ نظرها لاعتبارات كثيرة، أقلّها الجوار الجغرافي وبعض الملفات المشتركة كملف الغاز في المتوسط”.

لكنّه أوضح أنّه “لا توجد أيّة بوابة عبور رسمية تدخل تركيا إلى لبنان، لأن معظم المكوّنات اللبنانية لا تحبّذ الحضور التركي، إما على خلفيةٍ عدائية وإما على خلفيةٍ تنافسية وإما على خلفية خضوع لحسابات إقليمية أو دولية”.

كما شدد على أنّ “تركيا ضنينةٌ بالفئة التي تحبّذ الحضور التركي لعلمها أن أي تدخّل سيجرّ على هذه الفئة ضغوطاتٍ قد لا تستطيع تحمّلها”.

وأكد على أن “الدور المرغوب لتركيا في لبنان يحتاج إلى تمهيدٍ وإعداد من قبل اللبنانيين الراغبين بأنفسهم إبتداء، وضرب مثلاً على هذا الأمر قيام مكوّنات أخرى في البلد بمسؤوليتها والاعتماد على نفسها قبل تلقّي أي دعمٍ خارجيّ”.

وانطلاقاً من هذه الفكرة، دعا الأيوبي المسلمين السنّة في لبنان لـ”وحدة الكلمة وجمع الصف، ونبذِ التشرذم الذي يفضي إلى الضعف وتالياً إلى الإحباط. كما أكّد أن العبء الأكبر في عملية النهوض يقع على عاتق اللبنانيين في الداخل قبل غيرهم. داعياً إلى استلهام التجربة والنموذج التركيّ في المرحلة المقبلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى