
في اليوم العالمي للقهوة.. كيف أثرت القهوة على الأتراك ولغتهم؟ (تقرير)
اليوم العالمي للقهوة.. في 1 تشرين أول/أكتوبر من كل عام
يحتفل عشاق القهوة، اليوم الجمعة، الأول من تشرين أول/أكتوبر باليوم العالمي القهوة.
اختير 1 تشرين أول/أكتوبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للقهوة، وذلك في مدينة ميلانو الإيطالية بالاتفاق مع منظمة القهوة العالمية عام 2015.
ولا يمكن التعبير عن القهوة أنها مجرد مشروب ساخن، بل إن كل نوع من أنواعها يحمل تاريخا وتراثا وثقافة بلد معين.
تروي المصادر التاريخية أن تاريخ القهوة التركية يعود إلى القرن الـ 16، عندما بدأ الأتراك بإعداد القهوة على طريقتهم الخاصة، وما أن وصلت هذه القهوة إلى القصر السلطاني ونالت إعجاب السلطان، كان ذاك كفيلاً أن تشتهر وتحصل على صفة “العالمية”، حيث أصبح الأتراك في القرن الـ 17 من أكبر موزعي القهوة حول العالم.
وتروي المصادر كذلك أن تاريخ القهوة التركية أقدم من تاريخ أول مقهى افتتح في البلاد بمدينة إسطنبول عام 1554.
وقد ارتبط تاريخ الأتراك وتراثهم بالقهوة، حتى أصبحت القهوة مضربا للأمثال، بل ووصل حد تأثيرها حتى على اللغة التركية، ولذلك تجد كلمة الإفطار باللغة التركية “Kahvaltı”، تعني “ما قبل القهوة”، حيث كلمة “kahve” تعني القهوة، و”altı” تأتي بمعنى “ما قبل”.
لم يكن الأتراك يزرعون القهوة، بل يكمن سر القهوة التركية هو طريقة تحميصها وتحضيرها.
ولتحضير القهوة التركية لابد من أمرين أساسيين، وهما القيام بالأمر بالطريقة المناسبة، والأمر الثاني هو حضور العاطفة أُثناء تحضيرها.
كما يقول الأتراك أيضا: ليست كل قهوة تركية تعطيك نفس الطعم، فمن المهم أيضا أن تعرف أين تشربها ومع من تشربها.
وتتميز القهوة التركية أنها ذات “رغوة”، وتتم تحضيرها من أجود أنواع البن المطحون، ويتم طهوها حتى الغليان، ثم يتم تقديمها في صحن صغير مع كأس ماء وقطعة من الحلقوم.
وقد أدرجت القهوة التركية على قائمة “التراث العالمي غير المادي” التي تعدها منظمة الأمم المتحدة الـ”يونسكو”، في أذربيجان عام 2013.
عادات تركية مع القهوة
في الثقافة التركية عادة طريفة وهي “قهوة العريس المالحة”، وهو تقليد فريد وإحدى أهم العادات التي ما زالت رائجة عند الأتراك.
وتتلخص العادة أنه عندما يتقدم العريس لخطبة فتاة، تقوم بوضع الملح بالقهوة بدل السكر، والمطلوب منه شرب كامل الفنجان دون أن يظهر على ملامحه أي امتعاض، ما يعني قدرته على التحمل والصبر.
كما أن هناك ثقافة لدى الأتراك منذ حقبة العثمانيين، بتقديم الماء مع فنجان القهوة، حيث يقول البعض، أن الماء يقدم مع القهوة لمعرفة إن كان الضيف جائعا أم لا، إذ إنه إذا شرب الماء قبل القهوة فهذا يعني أنه جائع وعليه يتم تنويع سفرة الضيافة له، وإن شرب القهوة قبل الماء، فهذا يعني أنه ليس جائعا فلا يثقلون عليه.
أما قصة الحلقوم مع القهوة، فإن قام الضيف بأكل حبة الحلقوم بعد شربه للقهوة، فهذا يعني أنه ممتن ومسرور من حسن الضيافة، أما إن تركها فهذا يعني أنه غير راض وغير مسرور.
أمثال تركية عن القهوة
– أن تقدم لي فنجان قهوة، معروف أحفظه لك أربعين عاما.
– لكي تكون القهوة قهوة، يجب أن تكون مرة، ليس مثل العشق، ولكن مثل الموت.
– حتى القهوة السيئة أفضل من عدم وجود قهوة على الإطلاق.
– حتى لو لم يكن بجانبنا أحد، فالقهوة دائما تحضر لشخصين.